في جلسة مع زملاء موسيقيين وملحنين ومطربين نناقش الحالة الفنية والركود وعدم ظهور أي عمل موسيقي أو أغنية تواكب الأحداث وانقلبت الجلسة من فنية إلي سياسيه وبدأت المقارنة بين الثورات المصرية السابقة مثل ثورة سنه1919( سعد زغلول) وثورة يوليو سنة1952( محمد نجيب ثم جمال عبدالناصر) ومشاركة الفنانين وظهور وإنتشار أغان موجودة ومحبوبة ونغنيها حتي الآن حتي ان السلام الجمهوري الحالي( بلادي بلادي) لحن وغناء سيد درويش( ثورة19) إنفعال صادق شعر به الفنان لذلك يعيش بيننا حتي الآن ولم تكن هناك لا إذاعة ولا تليفزيون ولم يكلفه احد ولكن إيمانه بالثورة وبزعيمها وجاءت ثورة( يوليو سنة1952) من مجموعة الضباط الأحرار والتف وحماها الشعب المصري وتحرك الفنانون بدون أوامر وتباري الشعراء والملحنون والمطربون والمطربات وقدموا أقوي وأجمل الأغنيات الفردية والثنائية والثلاثية والمجموعة والتي تعيش بيننا حتي الآن ولولاها ما وجدنا أغاني تصلح لتقديمها من خلال الإذاعة والتليفزيون في هذه الأيام وهذا ليس ضعفا من الفنانين الموجودين حاليا ولكن عدم الإيمان وعدم وضوح الرؤية وعدم وجود قيادة أو قائد للالتفاف حوله ووجود نزعات دينية وكأنها ثورة دينية وقال أحد الجالسين منا وهو مؤلف غنائي ماذا اكتب وأنا أمامي أكثر من خمسين حزبا وجماعة وائتلافا وبعضها حتي الأمس القريب كان اسمه( الجماعة المحظورة) وأصبح حاليا الجماعة المحظوظة صاحبة الأغلبية البرلمانية وجماعة متشددة( السلفيين) أغلبهم يحرم الفن والفنانين يقولون صوت المرأة عورة ويقدمون بعض الفنانين للمحاكمة وقال أحد الموسيقيين الجالسين معنا( أنا منذ أكثر من خمسة عشر شهرا لم أعمل لأن كل الأماكن السياحية والملاهي مغلقة) وقال احدهم وسأل( هل حقيقة نحن نريد الديمقراطية ونسعي اليها) فكيف يكون ذلك في وجود أحزاب دينية وتخضع في سياستها لأوامر الجماعة.. ياحضرات القراء كيف تكون هناك فنون وموسيقي وغناء وأصحاب الأغلبية والمرشحون لحكم البلاد يحرمون أو يكرهون الفن والفنانين ماذا يغني المطربون وأمامهم نماذج محسوبة علي التيارات الدينية تنادي بإلغاء اللغة الانجليزية لأنها لغة الكفار فهل معني هذا أن اللغة الفرنسية حلال ولأن هؤلاء المتدينين ليست لديهم بصيرة سياسية ولا معلومات عن عدد المسلمين الذين يتحدثون ويقومون للصلاة باللغة الإنجليزية وبلغات أخري فرنسية وروسية وصينية فهل إسلامهم باطل ونحن الفنانون نبحث عن أغنية لهذه الفترة لأننا لو وجدنا الأغنية التي تصلح فنكون قد وصلنا إلي أول الطريق الصحيح نحن الآن نعيش في فوضي أرجو ان تكون فوضي خلاقة وليست فوضي هدامة وأن يختفي الذين يقومون بالإفتاء بغير علم وتكون الأغنية التي نوجهها لهم( كداب يا خيشة كداب أوي) وأن نقول للأغلبية انه لا توجد اغلبية دائمة وأن السياسة تفسد كل شيء وبما أن الاغلبية الجديدة من اصحاب الدعوة والأخلال الدينية فلن يرضي الناس ان نراهم أو نسمعهم وهم يكذبون وفي عنوان المقال( ودارت الأيام) ورأينا المحظورين والمعتقلين وشباب الثورة وهم يطيحون بالأغلبية الغاشمة( النظام السابق) ولانريد أن تدور مرة أخري وأن نعتصم بحبل الله جميعا وغدار يا زمن وعندما نجد الاغنية التي نتفق عليها ونغنيها سأعرف اننا في الطريق الصحيح. والله ولي التوفيق.