ترك مسعود نفسه للشيطان في احدي الليالي ينفث فيها سمومه حتي سيطر عليه وما ان عاد إلي منزله في الساعات الأولي من الصباح مخمورا يترنح ودون سابق انذار. عندما شاهد زوجته جالسة في الفراش تبتسم له وتنظر إليه بحنو ودلال وبجوارها طفلتهما ترددت في ذهنه أحاديث أصدقائه عن سوء سلوك زوجته الثانية فلم تشفع نظرات التوسل التي ملأت رأسه عن خيانة زوجته فانقض عليها كالوحش الكاسر بالساطور ليفصل رأسها عن جسدها الجميل بعد أن شوه وجهها بالطعنات حتي لا يسمع صراخها وأغلق الحجرة عليها وخرج ليخبر زوجته الأولي التي تعيش معه بذات المنزل بما فعله وانطلق كالمجنون صوب السكة الحديدية وعندما شاهد القطار قادما ألقي بنفسه أمامه ليتحول في لحظات إلي اشلاء. تفاصيل الجريمة البشعة شهدتها قرية بهبيت بمدينة العياط بالجيزة وبدأت تفاصيلها عندما شاهد مسعود الفتاة هالة تستقل معه السيارة الميكروباص التي يعمل عليها فدق قلبه بمجرد رؤيتها رغم أنها تصغره بحوالي عشرين عاما وشعر أن القدر سيهديه اياها كي تكون رفيقته بعد زواجه التقليدي من زوجته الأولي أم أولاده فتقدم لخطبتها من أهلها الذين ارتضوه زوجا لابنتهم التي وجدت فيه فتي أحلامها البسيطة وملاذها من حياة الفقر التي عاشتها مع أسرتها. مرت الشهور الأولي من زواجهما وهما في حالة رضا تام عن حياتهما حتي تلقي مسعود بشارة الأبوة شعر الزوج أن مسئوليات الأسرة تكاثرت عليه وأن أجر عمله البسيط كسائق ميكروباص أصبح لا يضاهي تكاليف الزوجتين اضطر للبحث عن عمل آخر ليكفي المصاريف ولكنه فشل فلجأ إلي أصدقاء السوء حتي علموه إدمان المخدرات وعرفت الخلافات طريقها للزوجين بعد انجابهما لطفلتهما لأتفه الأسباب بعد تقصير الزوج في اداء واجباته الزوجية ونظرة زوجته الجديدة له ومعايرتها له بضعفه الجنسي فقام بذبحها وتقطيعها بساطور علي سرير غرفة النوم وأغلق عليها الحجرة وتوجه إلي شريط السكة الحديد وألقي بنفسه أمام القطار الذي حول جسده إلي اشلاء, تم نقل الجثتين إلي المشرحة وتحرير محضر بالواقعة وأمر اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة بإحالته إلي النيابة التي تولت التحقيق. كان اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء طارق الجزار بورود بلاغ من المواطنين بقرية بهبيت بالعياط بقيام سائق بالانتحار أمام القطار القادم من القاهرة متجها إلي الفيوم بعد قيامه بذبح زوجته الجديدة في منزله انتقل اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة والعميد رشاد نجم رئيس مباحث قطاع الجنوب وتبين من الفحص أن المنتحر يدعي مسعود45 سنة سائق ومتزوج ربة منزل انجب منها3 أولاد14 و12 و10 سنوات وانه منذ عامين تزوج هالة22 سنة المجني عليها التي عاشت معه بذات المنزل الذي تسكن فيه زوجته الأولي وتبين من تحريات المقدم علي عبدالرحمن رئيس مباحث العياط أن الزوج بدأ يشك في سلوك زوجته الجديدة المجني عليها فاشتري ساطورا منذ يومين ووضعه في المنزل وانه يوم الجريمة جلس مع أصدقاء السوء يتعاطي معهم المواد المخدرة وعندما عاد إلي المنزل انهال علي زوجته بالساطور حتي لفظت أنفاسها وتركها غارقة في دمائها وبجوارها طفلتهما وتوجه صوب السكة الحديد وألقي بنفسه أمام القطار.