كشفت التقارير الاقتصادية عن أن الانتاج العالمي للصلب تجاوز المليار طن سنويا حيث تعتبر الصين من أكبر دول العالم انتاجا للصلب الخام وفي الوقت ذاته أكبرها استهلاكا له حيث بلغ متوسط استهلاك الفرد من الحديد والصلب عالميا182 كيلو جراما وقد افاد المعهد الدولي للحديد والصلب بأن هناك زيادة في الطلب والاستهلاك العالمي وسوف تستمر هذه الزيادة سنويا حتي عام2015 وان حجم انتاج الدول العربية سوف يزيد علي30 مليون طن عام2010. ارت التقارير الي أن انتاجها بلغ1,14 مليون طن خلال يناير2010 بنسبة انخفاض قدرها1,8% عن ديسمبر2009 ولاحظ من البيانات ثبات معدل انتاج في كل من الجزائر بإنتاج35 ألف طن وليبيا60 الف طن وقطر90 ألف طن بينما انخفض انتاج مصر بنسبة14,3% والمغرب بنسبة12,8% وكانت الدولة الوحيدة التي حققت زيادة في الانتاج خلال شهر يناير2010 هي السعودية بنسبة14,3% وتؤكد التقارير أن استهلاك العالم العربي من الحديد سنويا بنسبة9% فيما لا يزيد معدل النمو العالمي في الطلب علي الحديد علي3% فقط وليس هناك سوي الصين التي تسبق الدول العربية في معدل تزايد طلبها علي الحديد سنويا والذي يقدر ب13% ومن المتوقع أن يصل حجم استهلاك الدول العربية من حديد التسليح الي30 مليون طن سنويا بحلول2010 من اجمالي الانتاج العالمي. وأوضحت أرقام الاتحاد العربي للحديد والصلب أن الطلب المتزايد علي الحديد في الدول العربية ساهم في تزايد توجهات رءوس الأموال العربية للدخول في مشروعات جديدة لانتاج حديد التسليح مما ساهم في ازدهار هذه الصناعة عربيا وتفيد تقديرات الاتحاد بأن الطاقة الانتاجية للمشروعات الحديدية ستصل الي6 ملايين طن سنويا بحلول العام2011 وهو ما يعني أن انتاج الشركات العربية سيصل الي26 مليون طن عام2011 وبالتالي ستبقي هناك فجوة قدرها أربعة ملايين طن من حديد التسليح ستضطر الدول العربية الي استيرادها لتغطية حجم الاستهلاك المقدر32 طنا بحلول2012. وأكد خبراء الصناعة أن أهم ما يميز صناعة الحديد والصلب العربية هو تسارع نموها بمعدلات تصل الي7% سنويا وهو ثالث أكبر معدل نمو للصناعة في العالم بعد الهند التي تنمو فيها صناعة الصلب بمعدل9% سنويا والصين التي تنمو فيها الانتاجية من هذه السلعة بمعدل13% سنويا ولكن لاتزال حصة الدول العربية في انتاج الصلب ضعيفة علي المستوي العالمي حيث لا تزيد علي1,4% فقط من الانتاج العالمي للصلب, ولكن ما يبعث علي التفاؤل هو أن حجم الفجوة بين الانتاج والاستهلاك العربي للصلب يضيق سنويا وان كان الاستيراد سيبقي قائما للمنتجات المدرفلة علي البارد والمجلفنة والأنابيب والمواسير وبصفة عامة يبلغ عدد الشركات المنتجة للصلب بشتي أنواعه77 شركة عربية منها21 شركة في مصر أما بالنسبة لدول العالم جاءت الصين بالمركز الأول حيث بلغ انتاجها540 مليون طن من الحديد عام2009 وقد انخفض انتاج الصلب تقريبا في جميع البلدان والمناطق الرئيسية المنتجة للصلب بما فيها الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية في عام2009 غير أن آسيا وعلي وجه الخصوص الصين والشرق الأوسط قد أظهرت نموا ايجابيا حيث أصبحت الصين أول بلد يتجاوز انتاجه أكثر من500 مليون طن في سنة واحدة حيث وصل انتاجها من الصلب الخام عام2008 الي502 مليون طن وهذا يشكل زيادة بنسبة2,6% عن عام2007 وقد ازداد حجم الانتاج في الصين أكثر من الضعف في غضون خمس سنوات فقد كان222 مليون طن في عام2002 وقد استمرت حصة الصين في الانتاج العالمي للصلب في النمو في عام2008 منتجة38% من اجمالي العالمي من الصلب الخام ولتبقي الصين رائدة لجأت الي الاستثمار في مناجم ليبيريا وستبدأ بضخ نحو2,6 مليار دولار لهذه الغاية. وعلي مستوي الدول العربية أكد خبراء أن امارة أبوظبي والسعودية وقطر من أكثر أسواق الخليج استهلاكا لمادة الحديد في الوقت الراهن, مشيرين الي أن هذه الأسواق مازالت مستمرة في بناء البنية التحتية التي أعلنت عنها في السنوات الماضية وأن الإمارات صنفت العام الماضي علي أنها خامس أكثر دولة مستوردة لهذه المادة عالميا. وتساهم الدول الإفريقية بنسبة2,10% من صادرات الحديد في العالم وتبلغ النسبة التي تصدرها مصر9,83% وقد زادت واردات مصر من منتجات الصلب المصنعة ونصف المصنعة بنسب ثابتة منذ عام1999 وتحتل مصر المرتبة الثانية بعد الجزائر حيث تستورد17,17% من الصلب في المنطقة. وذكر أن تقرير لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أكد أن شركات الحديد والصلب الصينية في العام الحالي عليها الاستعداد لمواجهة تحديات الامداد المفرط والسوق الدولية الهزيلية وزيادة تكلفة الانتاج ولفت التقرير الي ان68 من شركات الحديد والصلب الصينية كبيرة ومتوسطة الحجم جنت55,39 مليار يوان(802 مليار دولار أمريكي) من الأرباح في العام2009 بأنخفاض31,43% علي أساس سنوي مشيرا الي أن الوضع الكلي لصناعة الحديد والصلب الصينية سيكون أفضل من العام الماضي بفضل قوة الدفع الثابتة للتعافي الاقتصادي وان اربعة عوامل سيكون لها تأثير ايجابي في صناعة الحديد والصلب وهذه العوامل هي زيادة الاستثمارات الحكومية والتعافي الواضح للاقتصاد العالمي ووفرة الامداد النقدي في السوق وسلسلة من السياسات الحكومية المرتقبة الرامية الي تعزيز التنمية الصحية لهذه الصناعة. وفيما يتعلق بالتجارة الدولية للصلب فقد شهدت نموا ضئيلا خلال نهاية القرن العشرين ويرجع ذلك الي قيود التجارة فقد تضاءلت أهمية الاتحاد الأوروبي واليابان, وإن كانا لا يزالان المصدرين الصافين أما الولاياتالمتحدة التي ظلت مستوردا صافيا رئيسيا فقد تناقصت وارداتها في النصف الثاني من الثمانينيات وقد ساعدت البرازيل علي زيادة الصادرات الاجمالية من أمريكا اللاتينية وبالمثل واصلت كوريا الجنوبية زيادة صادراتها والتي من المتوقع أن تظهر الدول النامية كمجموعة نموا متزايدا في طلبها علي الصلب بحيث إنها ستظل كمجموعة مستوردا صافيا وبالرغم من الزيادة في الانتاج المحلي والتوسع في الصادرات من جانب بعضها. وفي المانيا تراجعت الطاقة الانتاجية لمصانع الصلب أبريل الماضي الذي شهد ذروة الأزمة الاقتصادية الي أقل من50% كما تقلصت ساعات أو أيام عمل نصف العاملين فيها والبالغ عددهم نحو95 ألف عامل وقد أغلقت في ألمانيا وحدها6 ستة أفران عالية بشكل مؤقت من بين15 فرنا لانتاج الحديد والصلب.