تحولت مدينة ملقا وشوارعها الواسعة الخضراء أمس, إلي كرنفال فني وثقافي تنافست فيه فنون وثقافات شعوب العالم من الوطن العربي مصر والاردن ومن أسيا كوريا واندونسيا,اضافة الي فرق فنية عديدة من ماليزيا. كل فرقة عرضت فنونها وتراثها الشعبي الذي يميزها ويعبر عنها, لكن الفن الشعبي المصري فرض نفسه علي المهرجان بتنوعه وإيقاعاته المتعددة وثرائه في الشكل والمضمون علي السواء, فقد تفوقت الطبلة البلدي علي الرقصات الكورية والماليزية, وكذلك فتن راقصو التنورة خالد سمير واحمد محجوب ومصطفي ابراهيم عقول الجماهير الذين صفقوا لهم بحرارة غير مألوفة بالنسبة للجمهور الماليزي الذي يبدي إعجابه إما بإيماءة أو نظرةاستحسان غير مصحوبه بالكلام, وكذلك اهتمت الصحافة والتليفزيون بفرقة المنوفية للفنون الشعبية المصرية, وأشادت بها حيث نشرت بعض الصحف المحلية تقريرا مفصلا عن الفرقة المصرية التي تشارك لأول مرة في المهرجان للفنون الشعبية والطبول, الذي يقام منذ نحو13 عاما, وأفردت لها مساحة كبيرة وخصوصا راقصي التنورة, الذين وصفتهم بأنهم أشبه ب الزمبرك الذي يتحرك ويدور بسرعة دون أن يدوخ أو يسقط علي الأرض مغشيا عليه بسبب الدوران الكثير!! هذا المشهد البانو رامي من إبداع وتنفيذ شباب فرقة المنوفية للفنون الشعبية المصرية, إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن هؤلاء الشباب حقاي هم أحفاد الفراعنة صناع التاريخ والحضارة, عدسة( الاهرام المسائي) كانت معهم هناك, داخل مسرح مدينة ملقا احدي المدن القديمة, وفي شوارعها المطلة علي المحيط الهندي, حيث نتاج ما يقدمه هؤلاء الفنانون ضمن فاعليات مهرجان الفنون الشعبية الدولي, والذي أنطلق في8 وحتي18 ابريل الحالي. وبالفعل استطاعت الفرقة المصرية عبر عروضها الراقصة غير المألوفة أن تستحوذ علي إعجاب الجمهور وخصوصا الأطفال, الذين صوتوا لصالح فرقة المنوفية ومنحوها وسام الجمهور مناصفة مع فرقة إندونيسيا للفنون الشعبية. ويضم الوفد الرسمي كلا من: نانسي سمير مدير عام بوزارة الثقافة وخالد عبد الصمد مندوب العلاقات الثقافية الخارجية وخالد ابراهيم مدير الفرقة و11 راقصا وراقصة وموسيقي هم: عبد الستار دربالة وأشرف همام ومصطفي شعبان وأشرف عنتر وهشام مسعد وخالد الخولي ومصطفي أحمد, أحمد محجوب, يسرا الطرابلسي, وعبير السيد, وايمان علوان. وفي هذا الاطار يقول حسام نصاروكيل أول وزراة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية أن المشاركة المصرية في هذا المهرجان وغيره من المهرجانات حول العالم, تأتي كوسيلة لإيصال الرسالة الثقافية لمصر بعد ثورة يناير من علي منبر معروف عالميا, وبهدف رعاية الإبداع في حقول الثقافة والتراث ودعم الحوار الثقافي مع مختلف دول العالم, فضلا عن إتاحة فرص جديدة للتطور والتفاعل أمام الفنانين وأصحاب المهن الفنية, بالإضافة إلي الترويج للثقافة المصرية وتراثها إقليميا وعالميا وإثراء رصيد ها وأجندتها الثقافية, مشيدا بالاهتمام الكبير والتنسيق القائم بين مختلف الجهات ذات الصلة من خلال وزارة الثقافة وأجهزتها المختلفة. واعتبر نصار أن التجربة الناجحة لمصر في العمل الثقافي قد حفزت القائمين علي المهرجان لاختيار مصر لفرادة تجربتها وتميزها. ولا ننسي متانة العلاقات بين البلدين والتي تمتد لعقود من التعاون البناء والمثمر, فكلا الشعبين المصري والمالاوي يعرف الآخر عن قرب, ومشاركة مصر في المهرجان سيعزز هذا التقارب. وأكد نصار أن ما تقدمه مصر للفعل الثقافي يعد مميزا علي الصعيد العربي والعالمي أيضا, فلا يمكن إنكار الإعجاب بذلك الجمع الفريد في أسلوب الحياة بين قيم الأصالة والمعاصرة, مشيرا إلي ان كل مؤسسات الدولة المعنية تعزز هذا المفهوم وتدفع إلي تكريسه ليس عبر روافد الثقافة التقليدية المعروفة مثل الفنون والآداب وغيرهما, بل هناك دعم لمواكبة أشكال الثقافة المعاصرة والتي تقوم علي تشكيل وعي الإنسان بالمكان والانتماء إليه.