هذا إنجاز فكري جديد للأستاذ نبيل عبدالفتاح. تحت عنوان الدين والدولة والطائفية.. مساهمة في نقد الخطاب المزدوج, يقودنا المؤلف في كتابه الجديد إلي طبيعة الحالة الدينية في مصر المعاصرة. هو يري أنها ليست علي ماي رام علي جميع محاورها ومجالاتها, حيث تسود نزعة تزمت وربما تعصب في أنماط الخطابات الدينية والممارسات والسلوك, وإدراك وفهم معاني التدين والاعتقاد والنظرة للآخر الديني أيا كان, بل والنظرة التمييزية إلي المرأة وحقوقها وأوضاعها في المجتمع. نبيل عبدالفتاح هو مدير مركز الأهرام للتاريخ والدراسات الاجتماعية, له دراسات بالغة الأهمية في مجال الإسلام السياسي منذ كتابه الأول الذي أصدره عام1984 تحت عنوان صراع الدين والدولة في مصر. هو يعود في تحليله إلي نشوء الصراعات في العلاقة بين الدين والدولة في مصر إلي عهد محمد علي, وعمليات تأسيس الدولة الحديثة. هو يتطرق إلي الجدل الديني السياسي علي هوية وجسد الدولة المصرية ومؤسساتها, وحول حيادها الإيجابي إزاء الدين أم التوجيه الديني للدولة وسلطاتها وأجهزتها, وعلي سياسات التشريع وعلاقات الدولة بمواطنيها. والإرث التاريخي للاختلاط والتلاعب بالدين وتوظيفاته السياسية والرمزية وتداخلات الديني والسياسي والرمزي والمدني والصراعات مع قوي الإسلام السياسي. هذا كتاب بالغ العمق لمن يرغب في فهم علاقة الدين بالدولة في مصر, كما يصلح لتفسير كثير من الإشكاليات الراهنة التي يحتار كثير من العامة والمثقفين في تفسيرها يأتي من حجة في مجاله قضي30 في محراب العلم والبحث الاجتماعي من موقع ليبرالي حقيقي مستقل مدافع عن الحريات العامة لم يجرفه التيار إلي أهواء التحيز لتيار سياسي أو حزب بعينه, وإنما قبض علي جمر طوال رحلة طويلة للبحث العلمي هدفت ومازالت إلي تقديم تفسير واضح لجميع التأثيرات السلبية لعلاقة الدين بالدولة, وما تفرع منها من أزمات. هذا نقد رصين المستوي للخطاب الطائفي يسعي إلي تقديم تصور واضح لعلاقة صحية داخل بنية الدولة الحديثة في مصر. [email protected]