أكد السودان أمس تمسكه بمنطقة هيجليج الحدودية, مشيرا إلي أنها جزء لا يتجزأ من جمهورية السودان, فيما اعترفت ولاية كردفان بمقتل وإصابة20 من عناصر الجيش السوداني في الهجوم الذي شنته قوات الجيش الشعبي علي المنطقة المتنازع عليها. في الوقت الذي دعت فيه كاترين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الطرفين إلي وقف القتال علي حدودهما, وأكدت جوبا توقف المعارك. ونفي السودان مجددا تبعية منطقة هيجليج لدولة جنوب السودان, مستشهدا بما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل ومحكمة التحكيم الدولية في لاهاي بأن المنطقة جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية السودان. جاء ذلك علي لسان السفير دفع الله الحاج علي مندوب السودان الدائم بالامم المتحدة تعليقا علي تصريح سلفاكير ميارديت رئيس الجنوب في هذا الشأن. وأشار السفير عقب صدور البيان الصحفي لمجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة علي الحدود في منطقة هجليج التي تعرضت لاعتداء من قبل قوات الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب الاثنين الماضي, إلي أن حكومة السودان حريصة علي التسوية السياسية السلمية ولكن إذا ما اختارت دولة الجنوب ومخالبها ممثلة في الحركة الشعبية قطاع الشمال خيار القوة, فإن القوات المسلحة السودانية قادرة علي التصدي لهم وحسمهم وتحرير كل شبر تطؤه أقدامهم وردهم علي أدبارهم مثلما فعلت في منطقة هجليج. وفي رده علي ادعاءات القصف الجوي لأراض بجنوب السودان, نقلت وكالة الانباء السودانية أمس عن السفير قوله- إن حكومته ومنذ توقيع إتفاقية السلام الشامل قبل حوالي سبع سنوات التزمت بجميع بنودها ولم تعبر القوات المسلحة الحدود الدولية معتدية علي أراضي دولة جنوب السودان ولم تنفذ أي قصف جوي هنا واصفا مثل هذه الادعاءات بأنها ذرائع تكررها حكومة جنوب السودان لصرف الأنظار عن هجومهم الأخير في منطقة هجليج. وأشار الحاج علي الي أن البيان الصحفي لمجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة علي الحدود في منطقة هجليج, خاطب الدولتين معا وحثهما علي ممارسة ضبط النفس والعمل علي تسوية القضايا العالقة بالطرق السلمية. أعلنت حكومة ولاية جنوب كردفان أن4 استشهدوا وأصيب16 من القوات المسلحة السودانية خلال الهجوم الذي شنته قوات الجيش الشعبي علي منطقة هجليج بالولاية الاثنين الماضي. وتعد تلك هذه هي المرة الأولي التي يعلن فيها عن ضحايا القوات السودانية في الهجوم, بينما أعلن من قبل أن المعتدين تكبدوا خلاله خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأوضح نائب رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة بجنوب كردفان عبد الرحمن جبارة لصحيفة( آخر لحظة) الصادرة أمس بالخرطوم, أن الجيش السوداني استولي علي4 سيارات لاندكروزر محملة بالمدافع ودمر دبابتين, واستعاد منطقة الكهرباء التي تبعد300 كيلو عن هجليج, مؤكدا سيطرة الجيش علي الأوضاع بالمنطقة وعودة الحياة لطبيعتها. وأشار عبد الرحمن إلي أن الهجوم نفذته ثلاث مجموعات بإشراف وتنسيق مباشر من حكومة الجنوب, موضحا أن المجموعة الأولي انطلقت من رئاسة الفرقة الرابعة للجيش الشعبي بمنطقة( جوار) بولاية الوحدة, فيما تحركت قوة أخري تابعة لحركة العدل والمساواة من ولاية شمال بحر الغزال وانطلقت قوة ثالثة تابعة للجبهة الثورية من منطقة( تور) بولاية الوحدة. وقال غاتبان في تصريح لراديو( سوا) الأمريكي أمس من جنوب السودان إنه ليس لديه في الوقت الحاضر أية حصيلة للمعارك التي دارت بين الجيشين الاثنين والثلاثاء الماضيين في منطقة حدودية وما رافقها من عمليات قصف يأتي ذلك في الوقت الذي شرعت منسقيات الدفاع الشعبي بجميع الولايات السودانية السبع عشرة في تنفيذ قرار الرئيس السوداني عمر البشير بفتح المعسكرات للدفاع الشعبي, وتوجيهاته بأن تعد كل ولاية لواء كاملا بينما تعد ولاية الخرطوم سبعة ألوية للذود عن الوطن في مواجهة أعداء البلاد خاصة في الولايات الحدودية.
