في الوقت الذي تقوم فيه وزارة الداخلية بإعادة هيكلة جميع قطاعاتها الأمنية والخدمية يأتي دور قطاع الحماية المدنية كواحد من أبرز وأخطر قطاع من قطاعات العمل الشرطي في حاجة إلي أن نضعه تحت مجهر الاهتمام خاصة بعد تأكيد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وضع فلسفة أمنية جديدة لإطار العمل الشرطي في الفترة المقبلة.. وحول هذه الفلسفة الأمنية وعملية تطوير الاداء والخدمات الأمنية الموجهة للمواطن المصري في إطار إعادة الهيكلة كان لنا هذا الحوار مع اللواء أبوبكر محمد علي مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للحماية المدنية. * ماذا عن دور قطاع الحماية المدنية كأحد أهم القطاعات الخدمية في وزارة الداخلية؟ { إن عملنا يقوم أساسا علي تقديم خدمة أمنية سريعة في وقت قياسي للعمل علي إنقاذ حياة المواطنين وقت الحرائق والكوارث.. وهذا ما كنا نقوم به في الماضي ومستمرون عليه ولكن هناك عمليات تطوير مستمرة لمنهجية الاداء في قطاع الحماية المدنية وهناك دراسات وأبحاث علمية وتواصل مع تطورات عمليات الحماية المدنية بدول العالم للوصول بمهمتنا في خدمة المواطن إلي أعلي درجة من الاداء. * وهل يدخل في إطار عمليات التحديث المنهجي هذه الجانب اللوجستي والخاص بآليات الحماية المدنية من مركبات وعربات مجهزة؟ { بالتأكيد عملية تطوير أجهزة ومركبات وعربات الحماية المدنية مستمرة وبشكل منهجي وعلمي فوزارة الداخلية تقوم بتدعيم مرفق الحماية المدنية علي مستوي الجمهورية بأحدث المعدات والأجهزة وهذا العام قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتدعيم القطاع بمعدات حديثة تقدر ب200 مليون جنيه عبارة عن5 سيارات مزودة بأحدث سلالم الاطفاء والتي يمكنها التعامل مع الأماكن المرتفعة من الخارج, كذلك حصلنا علي لنشات اطفاء و81 سيارة اطفاء متوسطة و73 سيارة مزودة بخزان مياه بسعة8 أمتار و25 سيارة مزودة بخزان مياه سعة35 مترا وبالإضافة إلي118 ماكينة اطفاء نقالي وكذلك تم تحديث جميع معدات الاطفاء والإنقاذ القديمة .. كما تم تزويدنا بموتوسيكلات مجهزة لمواجهة الحرائق في الشوارع الضيقة. وبالفعل تم تعزيز إمكانات فروع قطاع الحماية المدنية بالمحافظات بهذه العربات والمعدات لرفع القدرات الخدمية بها. * هل نستطيع القول بأن الإدارة تحت قيادتكم بدأت مبكرا بالتواصل مع فكرة إعادة هيكلة العمل الخدمي بالشرطة وما هي رؤيتكم الخاصة للفلسفة الأمنية الجديدة؟ { في إطار إيمان الإدارة العامة للحماية المدنية بأهمية التواصل المستمرة مع التقدم التكنولوجي في جميع المجالات الجنائية وما يتعلق بهذا التقدم من مخاطر أو حرائق وضعنا نصب اعيننا أهمية وضع الخطط الحديثة لمواجهة مثل هذه المخاطر كالحرائق في المباني الشاهقة الارتفاع وعمليات تأمين الصناعات الخطرة والصناعات البترولية لتجنيب البلاد المخاطر المتزايدة. وفي هذا الإطار ليس لدي رؤية خاصة بقدر أن هناك رؤية علمية محددة توافقنا عليها بعد إجراء كثير من الدراسات والأبحاث تقوم علي عدة محاور مهمة أولها الاستعانة بأحدث السيارات والمعدات القادرة علي التعامل مع هذه المخاطر الجديدة وهذا ما قمنا به مطلع العام الحالي. والمحور الثاني هو تدريب وتأهيل العنصر البشري ورفع ثقافته لمواجهة مثل هذه المخاطر. والمحور الثالث الإيمان الشديد بدور المواطن في تأمين منزله ومكان عمله ضد اخطار الحريق ولن يتأتي ذلك إلا برفع درجة ثقافته ودرجة وعيه بأهمية الحماية المدنية. * وماذا عن خطط تدريب العنصر البشري في الحماية المدنية؟ { في هذه الأيام المخاطر تتعاظم يوما بعد يوم ولابد من وجود خطط لمواجهتها وأهم هذه الخطط عمليات التدريب حيث نضع سيناريوهات مختلفة لكيفية وقوع هذه الكوارث وسيناريوهات المواجهة وكيف يمكن الاستعانة بالأجهزة المختلفة في قطاعات أخري عند تفاقم هذه الكوارث والتنسيق معها للحصول علي الدعم المباشر والسريع كالاستعانة بالقوات المسلحة وطائراتها في حالة حدوث حرائق بالأماكن المفتوحة مثلما حدث في حريق سيوة الأخير * ما هي أنواع الحرائق وسبل مواجهتها وفق عمليات التدريب الحديثة التي يتم تدريب العنصر البشري عليها؟ { هناك حرائق تنتج عن اشعال الأخشاب والأوراق والملابس وأخري في سوائل الزيوت والدهانات ومشتقات المواد البترولية بشكل عام.. كذلك هناك حرائق تنتج عن حدوث خلل بشبكات الكهرباء وبالتالي مواجهة كل نوع من أنواع الحرائق يختلف عن غيره في أسلوب الاطفاء والمواد المستخدمة فعلي سبيل المثال المياه العادية لا تصلح لاطفاء حرائق البترول والمادة الرغوية لا تصلح في الحرائق العضوية وهناك أنواع كثيرة من المواد الخام التي تستخدم في عمليات الاطفاء لابد وان يكون العنصر البشري القائم علي اطفاء الحريق علي دراية كاملة بها ويتم تدريبه علي استخدامها تدريبا جيدا ومن هذه المواد مادة البودرة وثاني أوكسيد الكربون أو مادةFM200) كذلك استخدام المياه في اطفاء الحرائق له صور مختلفة غير الاستخدام العادي لها فهناك حرائق تستوجب مواجهتها بالمياه الضبابية وحرائق تستوجب مواجهتها بالرذاذ الناتج عن المياه. كذلك هناك ملابس خاصة بالعنصر البشري القائم علي الحماية المدنية تختلف عن بعضها البعض تبعا للحريق ونوعه وحجمه وكيفية مواجهته كثيفة الدخان أو مواجهة الحرائق التي ينتج عنها تسرب الغازات الخانقة. وهناك27 فرعا لقطاع الحماية المدنية علي مستوي الجمهورية يتم تجهيز واعداد أفرادها وضباطها وفق هذه المعايير الحديثة بشكل دوري. * هل هناك دور للمواطن العادي في المشاركة في مواجهة الحرائق والكوارث؟ { هناك مقولة نعرفها جميعا وهي معظم الحرائق تأتي من مستصغر الشرر ولو نظرنا إلي أغلب بلاغات الحريق سوف نجدها ناتجة عن اخطاء وقعت في المنزل أو المحل التجاري أو المصنع وبالتالي عندما ننشر الوعي بكيفية تجنب المواطن لبعض الاخطاء الشائعة سوف نتجنب اخطارا كثيرة وأنا أري أن خط الدفاع الأول في هذا الإطار هو المرأة والطفل لان المرأة هي التي تتعامل تعاملا مباشرا مع مسببات الحرائق من خلال عملها في المطبخ, كذلك الأطفال والذين يتسببون بشقاوتهم ولهوهم أحيانا في اشتعال حرائق قد تصل إلي حد الكوارث وهذا دفعنا هذا العام لإجراء خطة للتواصل مع النساء والأطفال وطبع كتيبات توعية لهم بل وعمل لقاء جماهيري تم خلاله الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية بحضور عدد كبير من أطفال المدارس وطلبة المعاهد والجامعات ومندوبين عن الهيئات الحقوقية والجمعيات النسائية وشاهد كل هؤلاء صورا حية لسيناريوهات حرائق مختلفة وعملية مواجهتها بشكل عملي مما يبرز دور الحماية المدنية * ما هي الاخطاء الشائعة التي يقع فيها المواطن وقد تتسبب له في حريق قد يشتعل في مسكنه أو محل عمله؟ { ننصحهم دائما بعدم الاهمال في التدخين فعندما يشعل المدخن سيجارته وهو يشعر بالنعاس اثناء وجوده في الفراش قد يتسبب ذلك في حريق وهناك بلاغات كثيرة جدا بالبحث يتبين أن السبب فيها عقب سيجارة كذلك عدم ترك أعواد الكبريت والولاعات والشموع في متناول يد الأطفال وعدم توصيل أكثر من جهاز بمصدر واحد للتيار الكهربائي كذلك لابد من توعية ربة المنزل بعدم استخدام الماء لاطفاء حرائق الزيوت في المطبخ فهذا يزيد من اشتعال النيران ويجب عليها في هذه الحالة استخدام غطاء معدني أو قطعة قماش رطبة لتغطية الزيت المشتعل وكذلك عند الشعور بتسرب الغاز يجب عليها الاسراع باغلاق مصدر الغاز وفتح النوافذ وفصل الكهرباء من خارج المنزل.. * وهل هناك إجراءات أولية يجب علي المواطن أن يتدرب عليها لمواجهة أي حريق يتعرض له؟ { أولا يجب أن يعرف أنواع الحرائق وكيفية مواجهتها فالحرائق تنتج عامة من مصدر حراري أو كيميائي أو كهربائي أو اشعاعي.. أيضا علي المواطن أن يتأكد من وجود جهاز اطفاء صالح في المنزل أو السيارة لاستعماله بشكل سريع قبل أن يتفاقم الحريق وعليه أن يكون علي مسافة من متر إلي متر ونصف عند استخدامه في اطفاء الحريق كذلك يجب علي المواطن أن يعرف الأسلوب الأمثل للهروب من مكان الحريق الذي يمتليء بالأدخنة الخانقة بأن يغادر المكان حبوا علي يديه وقدميه ليكون منخفضا قدر الإمكان لانه في حالة الحريق يتصاعد الدخان لأعلي تاركا مسافة من20 إلي60 سنتيمترا تقريبا من سطح الأرض خالية من الدخان كذلك فان المواطن عندما يزحف علي يديه وركبتيه يجعل رأسه موجودا في تلك المنطقة الآمنة بعيدا عن محتويات الدخان السامة. * في ظل الأوضاع السياسية والفجوة التي حدثت بين المواطن وضابط الشرطة بعد ثورة25 يناير هل تأثر ضابط المطافي بهذه الفجوة وكيف تعملون علي استعادة ثقة المواطن ؟ { نحن لم نشعر بهذه الفجوة اطلاقا مع المواطن المصري فعملنا يقوم بشكل مباشر علي حمايته وتأمينه في وقت عصيب تتسارع فيه الأحداث يلمس فيه بنفسه كيف يواجه ضابط المطافي المخاطر التي قد يدفع ثمنها حياته من أجل حماية وتأمين ممتلكاته