خلي بتوع البرلمان الموازي يتسلوا عبارة جاءت علي لسان الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد أن أطلق المعارضون له برلمانا موازيا اعتراضا علي التزوير الفادح في انتخابات2010 ويعبر عن رأي الشارع الحقيقي بعد الثورة أطلق الشباب مبادرة جديدة تحت اسم البرلمان الموازي ليأتي كلاكيت تاني مرة. ولكن الأمر يختلف بين البرلمان الموازي السابق والحالي حيث إن الأول أطلق عليه مجلس الشعب سابقا اما الثاني فأكد المشاركون في اطلاقه أنه ليس بديلا عنه ولكن الهدف منه الكشف عن الفساد داخل المؤسسات الحكومية والخاصة بإنشاء البرلمان الثوري ليكون حلقة وصل بين البرلمان المنتخب والميدان ويأتي البرلمان كمحاولة لتفعيل دور الثوار علي أرض الواقع وتقديم المسا عدة لنواب الشعب حيث لايقتصر دوره علي رقابة وتقييم أداء المجلس بل يمتد للكشف عن قضايا الفساد بالقطاع الحكومي وتقديمها لمجلس الشعب للبت فيها كما يقدم برلمان الثورة العون والمشورة والحلول العملية لعلاج المشاكل من خلال خبراء متطوعين داخل البرلمان الموازي. وتم تدشين عدد من الصفحات علي موقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان خلي بالك وراقب الفساد في كل مكان عندك فساد في شغلك؟ رئيسك فاسد؟ زميلك فاسد؟ مديرك فاسد؟ المحافظ فاسد؟ رئيس الوزراء فاسد؟ عندك عن أي فساد؟ عندك أدلة عن أي فساد قدمها إلي شباب الثورة. الاهرام المسائي استطلع أراء الخبراء ورؤساء الأحزاب حول أداء البرلمان خلال شهر ورؤيتهم للبرلمان الموازي وتأثيره علي سير البرلمان في البداية يقول طارق الخولي المتحدث الرسمي باسم حركة6 أبريل عن الجبهة الديمقراطية وأحد المشاركين في البرلمان أن البرلمان الموازي مبادرة بمشاركة شبابية بهدف تجميع القوي السياسية ولم شمل قيادات الثورة وسيقدم الشباب مبادرتهم ومقترحاتهم لكل الملفات ولكنه يعترض علي مسمي البرلمان الموازي حيث أنه يهدف إلي لم الشمل وليس محاربة البرلمان في اختصاصاته حيث أن ظروف انشاء البرلمان الموازي قبل الثورة غير متوافرة الآن لأنه جاء بإرادة حرة. وأوضح أن البرلمان يهدف لتوحيد القوي السياسية بإطلاق خطاب سياسي وإعلامي واحد بعد حالة التشتت والتشرذم التي لم تأت في صالح القوي السياسية مؤكدا أن المرحلة الحالية لا تحتمل انشاء كيانات سياسية متوازية بل مجتمعة علي رأي واحد والضغط علي البرلمان للسير في الاتجاه السليم وأداة ضاغطة علي المؤسسات الرسمية. وحول تقويمه لأداء البرلمان قال إن أداء البرلمان مخيب للآمال حتي الآن وما زالت قراراته بطيئة وبيروقراطية ويجب أن تسبق قراراته الشارع وتتواكب مع ما يتطلع إليه المواطنون مضيفا أن تشكيل اللجنة التأسيسة للدستور هو التحدي الحقيقي أمام البرلمان بالإضافة إلي سحب الثقة من حكومة الجنزوري. وتري فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالي أنه من الأفضل أن ينخرط الشباب في الحياة السياسية لتحقيق عائد سياسي وثقافي وينخرطوا في بناء منظماتهم وأن تستهلك طاقات الشباب في أعمال أكثر فاعلية للالتحام مع الجماهير والاستعداد الجيد للانتخابات القادمة موضحة أن فكرة البرلمان الموازي في هذا الوقت لن تلاقي تأييدا وفعالية لأنه يغلب عليه الطابع الدعائي. وتري أن البرلمان الحالي نسخة مكررة من الحزب الوطني المنحل لخروجه من ذات المنابع السياسية والاجتماعية وأكبر دليل علي ذلك قراراته المخيبة للآمال حتي الآن موضحا أنه في حال تجميع القوي السياسية تحت البرلمان الموازي من الممكن أن يحقق أهدافه. وعلق الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بأن البرلمان الحالي بأغلبيته الاخوانية والسلفية تستلزم انشاء كيان جديد لتوحيد القوي الوطنية الليبرالية لتضغط علي البرلمان الحالي لتحقيق معايير الدولة المدنية لاحترام رأي الأقلية خاصة في وضع الدستورالذي يحقق مصلحة الشعب بكل فئاته وليس أغلبيته الإسلامية فقط. وقال المستشار بهاء أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد إن البرلمان الموازي قبل الثورة تبنته القوي السياسية بعد انتخابات2010 بعد التزوير السافر للبرلمان الذي جاء ليس معبرا عن أرادة الشعب وكان برلمانا معينا لخدمة أهداف النظام السابق في هذا الوقت وكان لابد من وجود برلمان يناقش مايجري علي الساحة ولكن في الوقت الحالي ليس هناك داع لإنشائه حيث أن الشعب قال كلمته دون تزييف بإرادة شعبية نزيهة. وأضاف ابو شقة أن البرلمان الحالي لايمكن الحكم عليه لأنه يسير بخطي ثابتة ويمكن أن يسعي البرلمان الموازي لمعاونة البرلمان في كشف الفساد وإجراء مناقشات حول قرارات البرلمان ومراجعته وتقديم الاقتراحات. ويؤكد الدكتور عاطف البنا استاذ القانون الدستوري أن أداء البرلمان الحالي جيد بالنسبة لبرلمان لم نره منذ60 عاما والدعوة لإنشاء برلمان مواز في الوقت الحالي يؤدي الي إحداث بلبلة موضحا أن فكرة انشاء البرلمان الموازي تأتي في ظل انتخابات لاتعترف بالمواطنين والقوي السياسية وهو ليس حادثا في الوقت الحالي. ويري أن الأفضل للقوي الشبابية أن تندمج داخل الأحزاب ويتوحد رأيهم وهو مايساعدهم علي تنفيذ آرائهم في المسائل العامة ليهيأوا للانخراط في الحياة السياسية والاقتراب من الشعب وتحقيق نسب مقبولة لهم في الانتخابات القادمة. وأكد الدكتور قاسم عبدة قاسم استاذ التاريخ أن الحديث عن برلمان مواز للمعارضة في الوقت الحالي لغط علي حد تعبيره لأنه لابد من احترام رأي الأغلبية إعمالا بمبدأ الديمقراطية وقبول الآخر موضحا أن انشاء برلمان للاعتراض علي البرلمان الحالي تمرد وليس سلوكا سياسيا أو اخلاقيا مقبولا ولكن في حال معاونة البرلمان الحالي لكشف الفساد ومراقبة أداء الحكومة وابلاغ لجان البرلمان بها لتعقبها فالفكرة تستحق الاحترام والقبول. وفي النهاية فإن توحيد القوي الوطنية الليبرالية تحت كيان سياسي معترف به واجب لمراقبة أداء البرلمان ولتحقيق معادلة سياسية متوازنة.