يشهد الموسم الدرامي لعام2010 ظاهرة تحول نجوم من الصف الاول الي ابطال دور ثان منهم الفنان محمد صبحي الذي يؤدي دور يوليوس قيصر في مسلسل كليوباترا وتقوم ببطولته الفنانة السورية سولاف فواخرجي, بينما يشارك الفنان حسن يوسف الفنانة غادة عبد الرازق في مسلسل ازواج الحاجة زهرة. الامر نفسه بالنسبة للفنانة صابرين التي حصلت علي البطولة المطلقة منذ مسلسل ام كلثوم وحتي وقتنا هذا, الا انها قررت فجأة ان تتراجع عن هذا القرار في الموسم الرمضاني القادم بعد موافقتها علي مشاركة الفنان يحيي الفخراني في مسلسل شيخ العرب همام. في البداية قال الفنان محمد صبحي ساخرا: لقد فعلت ذلك احتراما لكلام النقاد الذين كانوا ينتقدون وجودي في ادوار البطولة دائما فقررت ان اغير هذا العام. واضاف انه لابد ان يعلم الجميع ان الفن رسالة, واذا وجدت في شخصية مساحتها مشهد واحد, لكنها تحمل رسالة سأقدمها, هذا هو ما اعلمه للطلبة, وهذا ايضا ما فعلته مع مسلسل كليوباترا حيث رفضت الدور المعروض علي واخترت دورا اقل منه مساحة وهو دور يوليوس قيصر لاني درسته جيدا, ووجدت انني سأكون صادقا حينما اقدمه. واشار صبحي الي انه لم يقبل بالدور الثاني لانه لم يجد عملا كما سيدعي البعض, خاصة وانه مشغول بالتحضير ل240 حلقة من مسلسل يوميات ونيس ولكن حينما وافقت علي الدور كان لإيماني الشديد باهمية تقديم عمل عن الملكة كليوباترا, واعتقد ان ذلك افضل من تقديم اعمال لا قيمة لها وتحمل بطولة لاصحابها. اما الفنان حسن يوسف فقد قال ان دوره في المسلسل ليس دورا ثانيا علي الرغم من علمه بأن الفنانة غادة عبد الرازق هي بطلة العمل, ولكنه اكد ان البطولة في هذا العمل مناصفة بينه وبينها حيث يقدم هو البطولة في ادوار الرجال بينما غادة تحمل البطولة في ادوار النساء. واضاف قائلا: لقد اشترطت قبل توقيعي ان يكون اسمي علي التتر في البداية قبل غادة عبد الرازق واعتقد ان شركة الانتاج ان لم تكن مستفيدة من اسمي وعلي ثقة انهم سيبيعون باسمي فكان من الاولي ان يستبدلوني بشخص آخر ينفذ مطالبهم. وعن رأي النقاد في تحول عدد من النجوم للدور الثاني قال الناقد طارق الشناوي: ان هولاء النجوم لم يعد عليهم الطلب كما السابق وهو ما وضح بشدة في اعمال معظمهم, فمثلا الفنان محمد صبحي اصبح يمتلك في ادائه نوعا من التكرار في معظم اعماله لدرجة دفعت شركات الانتاج الابتعاد عن تقديم اي عروض بطولة له, ولكنه في الوقت ذاته يحمل بداخله فنانا جيدا. واعتقد ان اشتراكه في مسلسل كليوباترا فرصة جيدة له حتي وان كانت المشاهد اقل. اما الفنان حسن يوسف فاذا دققنا في معظم اعماله الدينية التي قدمها طوال الفترة الماضية سنجد انه لم ينجح منها سوي مسلسل امام الدعاة والذي يروي السيرة الذاتية للشيخ الشعراوي, بينما باقي اعماله لم تحظ بنفس فرص النجاح خاصة وان اداءه فيها لم يكن جيدا, كما ان التليفزيون لم يكن يهتم بمواعيد عرضها في اوقات جيدة, ولذلك كانت فرصة له ان يعود للادوار الاجتماعية مرة اخري من خلال مسلسل مع غادة عبد الرازق ازواج الحاجة زهرة. اما الفنانة صابرين فأعتقد ان هذا هو مكانها الحقيقي, لأنها بعد مسلسل ام كلثوم لم تقدم عملا في حجمه ولم تستغل القفزة التي حققها المسلسل في حياتها الفنية. اما الناقد مصطفي درويش فقد اكد ان العبرة ليست بالبطولة ولكنها بالدور الجيد, واضاف: للاسف لم يعودنا نجومنا علي ذلك من قبل فلقد اعتاد الجمهور ان يكون شاهدا لصراع بين النجوم علي ادوار البطولة, بينما الدور الثاني امر طبيعي جدا في الخارج حيث يحصلون علي الاوسكار عن دور مساعد اما نحن فنعتبرها اهانة. واشار قائلا ولكن اتجاه عدد قليل منهم الي الادوار الثانية حاليا اعتقد انها ظاهرة صحية وهذا معناه انهم بدأوا يتفهمون ظروف السوق خاصة وان السوق تميل دائما الي العناصر الشابة وهو امر مأخوذ به في العالم كله. اما الناقدة خيرية البشلاوي فقد قالت ان الدور الثاني ليس عيبا بالمرة ولكن تعاملنا مع منطق الدور الثاني هو الذي جعل منه شيئا لا يصح الاقتراب منه. واضافت لكن اتجاه عدد من النجوم الي الادوار الثانية فهذا معناه ان هناك اعادة لتعريف مفهوم الدور الثاني واهميته في العمل, خاصة وان هناك ادوارا ثانية مهمة ومحورية في العمل الدرامي وبالتالي تكون اهمية من يقدمها من اهمية البطل ذاته. واشارت البشلاوي الي ضرورة الالتفات ايضا فيما بعد الي شخصيات الكومبارس والذي اعتقد ان بينهم فنانين كثيرين مهمون ولايجدون من يهتم بهم. اما الناقدة ايزيس نظمي فقد رأت ان لكل مرحلة رجالها, وان الامر لم يقف عند النجوم الذين اضطروا الي تقبل الدور الثاني ولكنها وصلت الي جيل بأكمله من بينهم المخرجون نادر جلال وسمير سيف وخيري بشارة ومحمد عبد العزيز فكلهم اضطروا الي العمل بالتليفزيون بعد ان كانوا نجوما في السينما. ولذلك كان لابد ان يتقبل هؤلاء النجوم الادوار الثانية حتي لا يضطروا في النهاية الي الجلوس في المنزل.