في تطور جديد للاشتباكات الدائرة لليوم الرابع علي التوالي بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط وزارة الداخلية شهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين الطرفين. استخدمت فيها طلقات الصوت, والقنابل المسيلة للدموع من أجهزة الأمن, وأطلق المتظاهرون الحجارة والشماريخ علي قوات الأمن الذين انضم اليهم العشرات من أهالي عابدين, وقاموا برشق المتظاهرين بالحجارة. وقد تسببت الشماريخ في اشعال النيران في إحدي الوحدات السكنية بشارع محمد محمود وتدخل الأهالي علي الفور ونجحوا في السيطرة علي الحريق, كما حطم مجهولون المحال التجارية في احد المراكز التجارية للكمبيوتر وسرقوا الأجهزة الالكترونية المعروضة. في غضون ذلك امرت نيابات قصر النيل والوايلي وعابدين بحبس86 متهما في احداث وزارة الداخلية4 ايام علي ذمة التحقيق بينهم9 احداث تم ارسالهم إلي الطب الشرعي لتقدير ومعرفة عمرهم الحقيقي. ووجهت لهم النيابة تهم التجمهر والاعتداء علي قوات الشرطة وحيازة اسلحة بيضاء وتعطيل مرفق عام في الدولة ومنع موظفين عموميين ضباط شرطة عن اداء عملهم والاعتداء علي الممتلكات العامة. وكانت نيابة عابدين برئاسة سمير حسن قد استمعت إلي اقوال عدد من شهود اكدوا مشاهدتهم لمجموعة من الاشخاص بالشوارع المحيطة بمبني وزارة الداخلية يقومون بالقاء الحجارة والطوب وزجاجات المولوتوف علي الافراد والضباط المكلفين بحماية الوزارة. كما امرت بحبس6 آخرين متهمين بحرق مبني الضرائب العقارية بعابدين. وكشفت التحقيقات التي اجراها احمد هريدي وكيل نيابة عابدين عن ان التحريات وصحائف الحالة الجنائية للمتهمين اثبتت انهم مسجلون خطرا ومتهمون في قضايا مختلفة. وعلي الصعيد الميداني تحولت شوارع منطقتي عابدين وباب اللوق إلي ساحة لحرب الشوارع والكر والفر بين المتظاهرين وعدد من سكان المنطقتين واصحاب المحلات حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة البيضاء والحجارة بين المتظاهرين الموجودين بالشوارع المؤدية لوزارة الداخلية وبعض الاهالي بعد تبادل الطرفين القاء الطوب والحجارة والزجاجات الفارغة والمولوتوف وذلك بعد انسحاب قوات الأمن المركزي من شارع محمد محمود والشوارع الأخري إلي المنطقة المحيطة بمبني الوزارة واقتصار دورها علي تأمين مبني الوزارة فقط. حيث انتشر في بادئ الأمر عشرات المتظاهرين مشكلين جدارا بشريا للفصل بين اهالي عابدين والمتظاهرين امام وزارة الداخلية في محاولة لفض الاشتباكات بين الجانبين والتي اسفرت عن سقوط عشرات المصابين علي مدار الساعات الماضية ثم حاول عدد من عقلاء وكبار اهالي عابدين تهدئة الأمور وطالبوا مقابلة وزير الداخلية وحثه علي النزول إلي المتظاهرين من الطرفين واقناعهم بالكف عن الاشتباكات بالفصل بين الطرفين وحاولوا وقف الاشتباكات بترديد هتاف ايد واحدة بعد ان حاولوا اقناع شباب المنطقة بالتخلي عن الانتقام والعنف بعقد هدنة لمنع اراقة الدماء ولكن باءت محاولاتهم المتكررة بالفشل بينما وقع عشرات المصابين من الطرفين بجروح قطعية في الوجه نتيجة التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة. كما دشن الأهالي فاصلا حديديا في شوارع نوبار ومحمد محمود ومنصور المؤدين إلي وزارة الداخلية بعد عدم استجابة عشرات المتظاهرين إلي دعوات العودة إلي ميدان التحرير في سبيل التهدئة ووقف الاشتباكات. ومع تصاعد حدة التوتر بين أهالي عابدين الذين حاولوا احتواء غضب المتظاهرين بالاشارة بأيديهم بالتهدئة ورفع الرايات البيضاء وترديد هتافات احنا مش الداخلية احنا اخواتكم غير ان المتظاهرين صموا آذانهم عن هذه الهتافات وبدأوا في الرد عليهم بهتافات يا بلطجية ياعملاء الداخلية ثم هشم بعض المتظاهرين ثلاثة محلات خاصة بأجهزة الكمبيوتر والادوات الكهربائية وهو ما اشعل نيران الغضب داخل نفوس اهالي عابدين الذين بدأوا في الرد علي استفزازات المتظاهرين واتهاماتهم بالقاء الحجارة والطوب عليهم وكان لافتا للامر استخدام اسلحة جديدة في الاشتباكات مثل الاسلحة البيضاء من السنج والسيوف والمطاوي والصواعق الكهربائية والشوم في الاشتباكات المتلاحقة بين الطرفين.