أربعة أجانب تربطهم علاقات مختلفة العمق مع الكرة المصرية.. هم من حيث الأقدمية: البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني لفريق الأهلي والبلجيكي والتر مويس المدير الفني لفريق وادي دجلة والإسباني ماكيدا المدير الفني للاتحاد السكندري وأخيرا الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني.. تباينت مشاعرهم إزاء المأساة التي شهدتها الكرة المصرية في بور سعيد. والمأساة الكبري من الناحية النفسية في الفارق ما بين البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي والذي حملته جماهير الأحمر علي أعناقها لسنوات ودفعت إدارة النادي صاحب الشعبية الأولي في مصر لتحمل الملايين من راتب له ولجهاز الأجنبي المعاون وكذا للإنفاق علي صفقاته والتي كان اخرها البرازيلي جونيور, والأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني والذي لم ينل من خير مصر وحب وتقدير شعبها الكثير, حيث قرر الأول الهروب السريع من الأحداث في مصر تاركا أحزان مصر في ضحايا اللقاء الأسود بين المصري والأهلي والذي معظمهم من جماهير الأهلي التي صنعت التاريخ لهذا المدرب, مصطحبا معه الثلاثي الأجنبي الذي أصر علي تواجده بجهازه المعاون بالأهلي, في المقابل قام بوب برادلي بالنزول لميدان مصطفي محمود للاعلان عن مدي الحزن والأسي. وفي الوقت الذي أعلن فيه مانويل جوزيه رغبته في فسخ تعاقده مع النادي الأهلي وكذا تعاقدات الثلاثي الأجنبي معه, كان رد فعل بوب برادلي بالتأكيد علي إستمراره في مهمته لقيادة المنتخب الوطني رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد, ويكفي أنه ذهب لمكتبه بإتحاد الكرة وعقد اجتماعا مع الجهاز الفني المعاون له لمناقشة الأوضاع والحلول المطروحة لإعداد المنتخب الوطني في ظل توقف مسابقة الدوري الممتاز التي لا يعرف أحد مصيرها ما بين الإلغاء أو إقامتها صامته بدون جماهير. وأبدي برادلي خلال هذه الجلسة السريعة مع عناصر الجهاز الفني رغبته في البدء من اليوم في تجميع لاعبي المنتخب الوطني للدخول في معسكر مفتوح لمدة أسبوع ثم تحويلة لمغلق إستعداد للقاء الإفتتاحي للفريق في تصفيات كأس الأمم الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم والذي سيكون في مواجهة منتخب افريقيا الوسطي يوم29 من فبراير الحالي بالعاصمة بانجي. وتم الإتفاق علي ضرورة تخصيص عائد مباراتي المنتخب الوطني الوديتين في إطار معسكر المغلق إستعدادا لإفريقيا الوسطي واللتين ستكونان أمام بوتسوانا يوم20 من فبراير الجاري بالإسماعيلية و23 من نفس الشهر مع كينيا لصالح أسر ضحايا هذه المباراة السوداء وكذا للمصابين الذين خلفتهم هذه الأحداث كما تم الإتفاق علي إلغاء فكرة إقامة مباراة المنتخب الوطني مع كينيا في ستاد بورسعيد كنوع من الرفض لإقامة أي نشاط كروي خاص بالمنتخب الوطني أمام جمهور بورسعيد, وتم طرح فكرة إقامتها في ستاد مختار التيتش بالنادي الأهلي كنوع من الدعم النفسي لجماهير الأحمر التي أصابها هذا الحادث الأليم. وطرح بوب برادلي مع زكي عبد الفتاح مدرب حراس المرمي فكرة طرح تذاكر للمباراتين بقيمة مالية عالية لرجال الأعمال مقابل حضورهم للمباراة من المقصورة الرئيسية بالإضافة لتواجدهم علي العشاء يوم المباراة مع لاعبي المنتخب الوطني والأجهزة الفنية للعمل علي توفير دخل مالي يساعد أسر الضحايا ويساعد علي علاج المصابين. وبخلاف التفكير في الأسلوب الأمثل لاستغلال المنتخب الوطني للتخفيف من حدة المأساة التي تعيشها الكرة والرياضة المصرية قام بوب برادلي وجهازه المعاون بدراسة العديد من النواحي الفنية التي يتميز بها منتخب جمهورية إفريقيا الوسطي والذي يملك أربعة لاعبين محترفين بالدرجة الثانية من الدوري الفرنسي ولاعب محترف بالكوكب المراكشي المغربي, بالإضافة للمناقشة مع جهازه المعاون حول الأسماء التي تم الاستقرار عليها للدخل في المعسكر استعدادا لبداية المشوار الرسمي للمدرب الأمريكي بوب برادلي مع الكرة المصرية أمام منتخب إفريقيا الوسطي. في المقابل, تمسك الإسباني ماكيدا المدير الفني لفريق الاتحاد السكندري بمنصبه كمدير فني لفريق الاتحاد السكندري, رغم الأحداث التي شهدتها محافظة بورسعيد, في ظل العلاقة الطيبة التي تربطه بجماهير الاتحاد, موضحا أن تلك الجماهير لن تسمح له بالرحيل, والدليل ما فعلته منذ أيام قليلة, عندما قرر الرحيل عن تدريب الفريق السكندري, وتمسكت ببقائه, معربا عن سعادته بحالة الحب التي تكنها الجماهير له. أما البلجيكي والتر مويس المدير الفني لفريق وادي دجلة, فأكد أنه في غاية الحزن لمشاهدة مثل الأحداث التي يجب ألا تشهدها ملاعب كرة القدم موضحا أنه لن يرحل عن الكرة المصرية ليقينه بأن ما حدث شئ عارض لايعبر عن طبيعة الشعب المصري الذي عاش معه لما يقرب من عامين, متمنيا ألا يتم إلغاء الدوري المصري مع إقامته بدون جمهور حتي تستقيم الأوضاع الأمنية داخل البلاد.