لا يستطيع أحد أن يشكك في النجومية التي صنعها مدحت شلبي مدير الإعلام باتحاد الكرة من عمله كمقدم برامج رياضية متميز في السنوات القليلة الماضية التي تخطت كل الحدود وحولته لنجم إعلامي من الوزن الثقيل يتابعه الملايين كل يوم عبر الفضائيات, وصاحب منبر يملك القدرة علي فتح كل الملفات والدخول إلي كل المناطق الملغمة. وفي مواجهات من الوزن الثقيل. وكرة القدم مصدر السعادة لمدحت شلبي التي مارسها كلاعب, ثم مدرب, وحتي عمله كضابط شرطة ارتبط بالساحرة المستديرة بعدما ظل لفترة طويلة في اتحاد الشرطة الرياضي, وعندما تقاعد من الشرطة لم يذهب بعيدا عنها وتولي مهمة مدير الإعلام لينطلق إلي سحر الفضائيات. * كابتن مدحت.. أليست كرة القدم مصدر السعادة لك؟ ** بالتأكيد.. لأنني عشقتها وحلمت بها فحصلت من خلالها علي كل ما أتمناه وحققت لي كل طموحي. * هل كنت تتوقع كل هذا النجاح خاصة الإعلامي الذي يرتبط بكرة القدم؟ ** طالما تجتهد فلابد أن تتحقق كل أحلامك مهما كانت صعوبتها, لكن بمناسبة الحديث عن الإعلام فأنا أؤكد احترامي الكامل والتام للصحافة, واعتزازي الكبير بالأهرام المسائي وبكل العاملين فيه بشكل خاص, فالصحافة المصرية لها شموخها, ولكل من يعمل فيها التقدير لما يبذلونه من جهد لتقديم المعلومة الصحيحة لتصبح مادة إعلامية يعتمد عليها الجميع في أعمالهم, وهي الضوء المشع في حياتنا اليومية. * قبل الخوض في تفاصيل عملك الإعلامي.. ألم يكن التدريب أفضل لك؟ ** بالعكس.. فالإعلام متعة كبيرة, ورغم نجاحي في التدريب فإنني اضطررت للتوقف عن العمل فيه رغم ما حققته من نجاحات فيه, فالعمل التليفزيوني استهواني منذ الصغر. * وما هي نجاحاتك في التدريب؟ ** نجاحاتي في التدريب متعددة رغم أنني عملت بالتدريب مصادفة, وفي سن صغيرة, والحكايات بدأت عندما كنت ألعب في فريق اتحاد الشرطة بالدوري الممتاز, وقرر السيد فهمي وزير الداخلية في ذلك الوقت تجميد نشاط الكرة في الشرطة وتم حل الفريق, وقررت بعدها الاعتزال واستبعدت من حساباتي فكرة الانضمام لأي فريق آخر, إلا أن الضغوط التي تعرضت لها من اللواء عبدالمنعم الحاج وإصراره علي ضمي ومعي خمسة لاعبين من الشرطة لفريق الشمس الذي كان يدربه في ذلك الوقت دفعني لتغيير قراري والعودة للعب الكرة, وجاءت الصادفة عندما تلقي عبدالمنعم الحاج عرضا من المقاولون العرب للعمل مع الكابتن فؤاد صدقي رحمة الله عليه.. ليطلب مجلس الإدارة مني القيام بالدور المزدوج اللعب مع الفريق وتدريبه في الوقت نفسه علي طريقة كبار النجوم في أوروبا. * معني ذلك أنك مدرب بالمصادفة ولم تهتم بالدراسة؟ ** لا فأنا من المدربين المعدودين الذين اهتموا بالدراسة في أوروبا وحصلت علي دراسات دولية متقدمة من جامعة لافبارا الإنجليزية, وكان يزاملني في هذه الدورة الكابتن المفتي إبراهيم المدرب العام للأهلي في ذلك الوقت مع كالوتشاي, ثم حصلت علي دورة أخري من أكاديمية نابولي, بالإضافة إلي مجموعة من الدراسات في مصر محلية ودولية. * وما هي إنجازاتك في التدريب؟ ** رغم رحلتي القصيرة مع التدريب فإنني صعدت بالشمس من الثالثة إلي الثانية للأولي, ووصلت بالفريق للدور قبل النهائي في كأس مصر, وخرجت أمام الإسماعيلي بركلات الترجيح من نقطة الجزاء بعدما أطاح الفريق في مشواره بالمسابقة بثلاثة أندية من الدوري الممتاز, وعملت لمدة ثمانية أسابيع مع الشمس في الموسم الذي صعد فيه الفريق للدوري الممتاز, ولولا خروج المهندس محمد الملاح رئيس نادي الشمس الأسبق من السجن في تلك الفترة وعودته لرئاسة النادي وإصراره علي تنفيذ وعده للصديق والزميل مصطفي يونس, وإصراره علي تعيينه بدلا مني بحجة أن من تسببوا في سجنه هم من عينوني لما تركت الفريق, ورغم شعوري بالظلم من قرار الملاح فإنني تقبلت الأمر بصدر رحب لدرجة أنني رفضت الحصول علي قيمة الشرط الجزائي الذي كان ينص عليه عقدي مع النادي الذي كان يمتد لثلاثة مواسم وذهبت به للملاح ليمزقه فلم يجد أمامه ما يرد به علي موقفي, إلا أن يصدر قرارا بتعييني مديرا للكرة, ولكني رفضت قبول المنصب, وبعدما تركت الشمس عملت في أسمنت السويس ونجحت في تصعيده للقسم الأول بنتائج مبهرة, وأذكر أنني أعدت محمد عبدالجليل للملاعب وأحمد مصطفي, ودربت إسكوا أيضا ولعب معي الكثير من رموز النادي الكبار مثل ياسر محمود والد نجم الزمالك حسين, وعاطف جعفر, وكان يساعدني في الجهاز الفني محمد عمر وأحمد أبورحاب, بالإضافة إلي أنني خلال رحلتي مع التدريب دربت العديد من النجوم مثل علاء نبيل وإيهاب جلال وحسن موسي ومحمد فاروق وخالد عصمت ومحسن عبدالمسيح وسعيد سعد ومحمد علي. * ولماذا قررت اعتزال التدريب؟ ** اعتزلت التدريب لأنه كان من الصعب أن أتحمل الضغوط التي يتعرض لها من يعمل في هذه المهنة, بالإضافة إلي أنني كنت قد تلقيت عرضا رائعا من اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت للعمل مديرا للإعلام في اتحاد الكرة, ومتحدثا رسميا له. * ألم يكن تعيينك في اتحاد الكرة مجاملة من الأساس؟ ** ليست مجاملة لأنني خرجت من الشرطة في2001 حاول اللواء حرب الدهشوري الذي كان مديرا لي في اتحاد الشرطة الرياضي استغلال خبرتي في المجال الإعلامي. * وما هذه الخبرة؟ ** ما لا يعرفه الكثيرون أنني عندما كنت في اتحاد الشرطة الرياضي توليت رئاسة أربع إدارات هي: الإعلام وكان يساعدني فيها إبراهيم يوسف, والرياضة وأشرفت علي18 لعبة, والرقابة, والمتابعة, فلم يكن غريبا أو من قبيل المجاملة أن أتولي إدارة الإعلام في اتحاد الكرة, والمتحدث الرسمي له, ثم إنها كانت فرصة للتخلص من أعباء التدريب والاستمرار في كرة القدم التي أعشقها. * برغم اعترافك بما قدمه لك اللواء حرب الدهشوري فإنك لم ترد له الجميل في الانتخابات؟ ** المسألة تتعلق بالمبادئ والأخلاق والشفافية, فخلال الانتخابات التي دخلها اللواء حرب ضد سمير زاهر وهادي فهمي وفاز بها الرئيس الحالي لاتحاد الكرة كان لابد ألا أستغل منصبي وموقعي في اتحاد الكرة أو حتي خارجه في الدعاية لأحد, وتعاملت بأمانة شديدة ولم أرجح كفة أحد علي حساب الآخر, رغم أنني كنت مقدم برامج في قناة كبيرة بدليل أن كل المرشحين كانوا لا يجلسون إلا في حجرتي عندما يحضرون للاتحاد, ويكفيني فخرا أنني عملت مع أربعة رؤساء لاتحاد الكرة هم: حرب الدهشوري, وعبده صالح الوحش رحمه الله, وعصام عبدالمنعم, وسمير زاهر, وأحتفظ بعلاقات قوية وبصداقة معهم, ويربطني بهم كل احترام, بل إن حرب الدهشوري علاقتي به أسرية, ونتبادل الزيارات في القاهرة والساحل الشمالي, أما الكابتن عبده صالح الوحش رحمه الله فعملت معه في إحدي القنوات الفضائية, ورافقته في أيامه الأخيرة بالمستشفي, وصداقتي بالكابتن عصام عبدالمنعم كبيرة جدا, ومن العيب أن يشكك أحد في علاقتي بالكابتن سمير زاهر الذي تربطني به صداقة قبل أن يتولي رئاسة الاتحاد بسنوات طويلة, ويحرص علي أن يستشيرني في الكثير من الأمور المهمة, ولو شعرت لحظة بتغيير في موقفه سأقدم استقالتي, بل إنني حاولت الاعتذار عن الاستمرار في المهمة, لكنه هو الذي تمسك بي لدرجة أنه حاول أن يرفع راتبي لكنني رفضت ومازلت أعمل بنفس الأجر الذي بدأت به مشواري في اتحاد الكرة. * بصرف النظر عن الراتب فإنك تستفيد كثيرا من عملك الإعلامي في اتحاد الكرة ووجودك فيه؟ ** إذا كنت تقصد أن اتحاد الكرة صنع الشهرة لي فهذا كلام مغلوط وغير حقيقي بالمرة, وما يعرفه الجميع ويتجاهله البعض أن الجماهير تعرف مدحت شلبي قبل أن يعمل في اتحاد الكرة, أما إذا كنت تقصد من ناحية المعلومات التي أحصل عليها منفردا فأقسم بالله أن الخبر يتم وضعه علي موقع اتحاد الكرة في اللحظة نفسها, بل أحيانا أقرأ أخبار في الصحف عن اتحاد الكرة لا أعرفها, والمسألة تتوقف علي ما أبذله من جهد. * لكن تألقك الإعلامي ارتبط بتوليك منصب مدير الإعلام في اتحاد الكرة؟ ** علي الإطلاق.. لأن شهرتي في تقديم البرامج بدأت مبكرة جدا, ويكفيني أن الكثير من البرامج التي قدمتها في التليفزيون المصري كانت قبل عصر الفضائيات, وتم تسويقها لعشرات الدول العربية؟ * ألم تلعب الواسطة دورها في تقديمك للبرامج في التليفزيون؟ ** لم تكن هناك واسطة, فبدايتي في التليفزيون كانت مبكرة, وعندما كنت نقيبا في الشرطة قرأت مثل غيري إعلانا في الصحف عن مسابقة في التليفزيون لاختيار مذيعين جدد فتقدمت لها ونجحت في عهد السيدة سامية صادق, وعملت في البرامج الرياضية مع إسماعيل عبدالفتاح, وفايز الزمر, والأخير أعجب بموهبتي مبكرا فمنحني فرصة العمل في برامج متعددة, وكان يثق في لدرجة أنه كلفني بتقديم برنامج الكرة في أسبوع الذي كان يعده محمود السيد في غيابه, وهو أول برنامج تحليلي في التليفزيون. * إذا كنت تفوقت بهدا القدر الكبير في البرامج الرياضية في التليفزيون, فلماذا اتجهت إلي برامج المسابقات والمنوعات؟ ** مع تولي السيدة سهير الأتربي رئاسة التليفزيون تبنت خطة لتطوير البرامج الخاصة بالشباب فاختارتني لتقديم برامج المسابقات التي أذيعت في رمضان, ونجحت بشكل كبير, وكنت أستضيف فيها نجوم الصف الأول في كل المجالات, مثل فريد شوقي, ونور الشريف, ومحمود ياسين, وصباح, ولطيفة, وعبدالوهاب محمد, وحسين فهمي, وفاروق الفيشاوي, وأحمد فؤاد حسن, وأحمد عكاشة, ويوسف إدريس, وأنيس منصور, ويوسف شاهين في أكثر من برنامج, منها برنامج قصر النجوم, وكان يذاع علي القناة الأولي في السهرة. * هل أنت راض عن برامجك الرياضية؟ ** يكفيني إجماع الجماهير علي البرامج التي أقدمها, وإنصاف الاستفتاءات لي, وأقصد هنا الاستفتاءات الجادة وليست استفتاءات المقاهي المفبركة, وأعتقد أن الكاتب الإنجليزي روبرت ماكدولز رجل محايد أو علي الأقل فهو لا يتعمد مجاملتي لأنني لا أعرفه علي الإطلاق, ثم يكفيني أنني العربي الوحيد الذي علق للتليفزيون الحكومي لدولة غير دولته( لبنان) بعدما طلبني التليفزيون الحكومي اللبناني برئاسة جان كلود بولس أن أعلق وأحلل مباريات كأس العالم98 و2002 والأمم الأوروبية2000 و2004, واعتذرت عن كأس العالم في2006 عن تحليل ملخصات كأس العالم لارتباطي ب البيت بيتك, ثم علي المستوي الإداري توليت رئاسة قناة الأوربيت الرياضية, ولم أستمر فيها لقبولي عرض مودرن سبورت بعدما راهنت علي نجاحها. * رغم كل ما تتحدث عنه من نجاحات في الإعلام الرياضي إلا أنك سعيت للتمثيل والغناء؟ ** غير صحيح بالمرة, فلم أطرد عصام الحضري من فيلم مرجان أحمد مرجان, فقبولي الظهور في الفيلم كمعلق( مهنتي الأساسية) جاء تقديرا للزعيم عادل إمام, وكنت مترددا من البداية, ثم قبلت العرض. والغريب أن يردد البعض أنني سعيت جاهدا وبقوة لتسجيل شريط بصوتي, وهذا شيء جيد وحلم يراود البعض, لكني لست منهم لأنني أعلم أن موهبتي في مكان آخر ولا أملك أدوات الغناء, والأمر نفسه في التمثيل, وتلقيت عشرات العروض القوية من مخرجين كبار ورفضت لأنه ليس من اهتماماتي, فأنا لا أجيد التمثيل علي الإطلاق.
