تحولت مدينة اسوان التي كانت قبلة لسياح من عشاق الطبيعة الخلاية والأثار في اعياد الميلاد الكريسماس الي مدينة للأشباح وأصبحت شبه خالية من السياح الاجانب والعرب والمصريين. حيث لاتصل نسبة الاشغالات الي18% في الوقت الذي وصلت فيه بالفنادق العائمة والثابته العام الماضي الي90%.. وهو ما انعكس علي الحالة الاقتصادية للمدينة التي تعاني من ركود تام وباتت معظم البازارات والمنشآت السياحية مهددة بالاغلاق. ويقول مؤمن محمد صاحب بازار سياحي ان المقارنة بين العامين الحالي والماضي تجعلنا نعض النواجذ علي حال السياحة الاسوانية التي توقفت ومعها توقفت عجلة الدخل اليومي لاصحاب هذه البازارات الذين لايجدون قوت يومهم وحيث يفتحون محلاتهم صباحا ويغلقونها مساء وهم في حالة يأس شديد من انفراجة تعينهم علي الحياة وتحمل مصاريف عائلاتهم وأغلبهم لديه اطفال وأسر ويضيف مؤمن انه لايستطيع ان يغير من نشاط محلة لانه ارتبط بهذه النوعية من التجارة كما انه ارتبط بتعاقدات والتزامات مالية لابد من الوفاء بها وطالب فرج عبدالغني صاحب بازارات داخل السوق ابناء مصر الأوفياء بالرفق بالسياحة التي تأثرت بشدة من الاحداث المتتالية التي يشهدها الوطن فانعكس ذلك علي الاقبال السياحي الذي تحول الي دول اخري من مصلحتها ان تستمر اوضاع الفوضي الانفلات الأمني كما هي, وقال ان هناك خطأ شائعا بأن السياحة تقتصر مكاسبها علي نوعية معينة ولكن الحقيقة ان عجلة السياحة تدور في تروس تبدأ من الشركة السياحية المالكة مرورا بالمرشدين والفنادق وحتي تجار الخضراوات والفاكهة ونهاية بالصبي الذي يبيع اوراق البردي وماسحي الاحذية.. مشيرا الي ان مايحدث الان هو خراب ودمار حقيقي. ويشير الخبير السياحي اشرف مختار الي ان استمرار الوضع علي ماهو عليه سوف يؤدي الي انفجار طبقة من الشعب المصري تضم نحو12 مليون عامل بهذا المجال مابين عمالة مباشرة وغير مباشرة لافتا الي ان آسوان في اعياد الميلاد والكريسماس كانت تتمتع بمذاق اخر ومن الصعب او المستحيل ان نجد غرفة في فندق متواضع في مثل هذا الوقت من الموسم السياحي حيث كان الحجز متميزا الي شهور طويلة تضع سياحا كثيرين علي قائمة الانتظار.. اما الان فالوضع سيئ للغاية بعد ان اختفي السياح. يوضح جادو عبدالوهاب جادو خبير سياحي ان اسوان كانت المقصد السياحي الاول للمشاهير ونجوم المجتمع وكان الرؤساء والملوك يحرصون علي قضاء أعياد الميلاد والكريسماس بها للاستمتاع بطقسها الدافئ وطبيعتها الخلابة ومن بين هؤلاء الرئيس الفرنسي الراحل ميتران والملوك والامراء, واضطر عدد كبير من ملاك الفنادق العائمة لوقف رحلاتها بعد خلوها من النزلاء وفيما يقول خفاجي الكوباني مراكبي ان العام الماضي كان افضل كثيرا, ولم نكن تستطيع ملاحقة طلبات الشركات والفنادق العائمة في الجولات النيلية التي تقوم علي زيارة الشلالات والجزر وقرية عزب سهيل وطالب بضرورة ان تقوم الدولة بتعويض هذا القطاع الذي يعمل فيه الاف الاسوانية وتوقف رزقهم بركود السياحة. ومن جانبه اكد اللواء مصطفي السيد محافظ اسوان ان نسبة الاشغال تتراوح مابين12 الي18% في هذا التوقيت وبالمقارنة مع العام الماضي الذي بلغت فيه النسبة نحو90% يتضح الفارق الكبير الذي مرجعه الانفلات الامني والاحداث المتكررة للوقفات الاحتجاجية والمظاهرات وغيرها وقال المحافظ انه لايزال لدينا امل في ان تنتعش السياحة في العام المقبل بعد استقرار الاوضاع خاصة وان الاثر سيبقي والطبيعة كما هي ولكن الي ان تحدث هذه الانفراجة المتوقعة لابد وان نتحمل ونتلافي السلبيات. وعن الوضع الحالي للفنادق العائمة اضاف السيد انه لاشك ان السياحة النيلية هي عماد السياحة بشكل عام حيث يعمل نحو280 فندقا عائما بين الاقصروأسوان, وتقلص العدد بسبب الظروف الحالية ومع هذا فنحن مستمرون في دفع التنمية السياحية من خلال الاستمرار في إنشاء المراسي المتطورة بكورنيش النيل الجديد وتطوير وتجديد شبكات الطرق ولكن كل ذلك مرهون بعودة الامن الذي من خلاله سوف تعود السياحة أقوي مما كانت عليه بفضل ثورة25 يناير التي أبهرت العالم كله.