حذر أصحاب الفنادق السياحية والعاملون بالقطاع السياحي والخبراء من كارثة تهدد بإنهيار القطاع السياحي وتشريد نصف مليون عامل عمالة مباشرة, بالإضافة إلي العمالة الغير المباشرة. وهو ما يعني عدم وجود دخل لأكثر من2.5 مليون شخص, إذا استمرت الأوضاع الحالية علي ما هي عليه سواء كانت أوضاعا أمنية أو احتجاجات فئوية أو مظاهرات وغيرها, مؤكدين أن السياح بدأوا في الهروب من شرم الشيخ وتخاطفتهم الدول الأخري وشركات السياحة العالمية التي لم تكن تحلم في يوم ما بإجتذاب سائحي شرم الشيخ الذين يعشقونها ولكنها الظروف الحالية, حيث بلغت نسبة الأشغالات في شهر فبراير الماضي10%, وهي أقل نسبة وصلت اليها المدينة خلال أحداث طارئة, وارتفعت حاليا إلي نسبة45% رغم أنها كانت في مثل هذا الوقت من العام تزيد علي110%. يقول أيمن رمضان مدير عام فندق كورال باي بشرم الشيخ إن نسبة الأشغال حاليا لدينا لا تزيد عن نحو45%, وكان الأشغال لدينا خلال نفس الفترة من العام الماضي أكثر من110% أي أن الاشغال انخفض عن نفس الفترة من العام الماضي بنحو65%, لافتا إلي أن الانخفاض مرتبط بأحداث الشارع المصري, والأخبار التي يتم نشرها في الصحف والفضائيات, وأصبح السياح الأجانب لديهم صورة سيئة عن الشارع المصري حتي أن الايطاليين الذين يمتلكون لدينا فيللا ووحدات فندقية رفضوا الحضور اليها خوفا من حالة الانفلات الأمني. وأضاف رمضان أن خسائرنا بلغت منذ بداية الأحداث في فبراير حتي اليوم114 مليون جنيه خلال10 شهور وإذا استمر الوضع سوف يتم تصفية العمالة لدينا خلال شهر أو شهرين. أما محمد خاطر مدير عام فندق نعمة فيو بشرم الشيخ فقال إن نسبة الاشغال عن العام الماضي رغم أحداث القرش كانت85%, إلا أنها انخفضت هذا العام لأقل من40% وجميع العاملين لم يصرفوا مرتباتهم منذ4 شهور حتي اليوم, مشيرا إلي أن السياح خائفون فمظاهر الأمن والأكمنة في شوارع شرم الشيخ منتشرة في كل مكان فبين كل كمين والآخر نحو100 متر مما يؤدي لإثارة الخوف في نفوس السياح, فيكفي أن لدي مجموعة سياح أرادوا التوجه إلي السوق التجارية القديمة بشرم الشيخ وخرجوا من الفندق الساعة8 مساء وعددهم25 سائحا وفوجئت بهم وصلوا السوق التجاري القديم بعد ساعة ونصف بسبب الأكمنة وطوابير السيارات التي يتم تفتيشها في الشارع. أما هشام بهجت مدير عام فندق سونستا فيقول إن نسبة الاشغال انخفضت لدينا إلي25% بسبب الأحداث الجارية والاعتصامات في مصر وما تبثه وسائل الإعلام ووكالات الأنباء والفضائيات والصحف لدرجة أن هناك مجموعة كبيرة من السياح كانت تأتي كل عام, وهذا العام لم يأتوا بسبب ما يشاهدونه علي شاشات التليفزيونات. وأضاف بهجت ان الذين كانوا يرقصون علي أنقاض حريق المجمع العلمي لا يمكن ان يكونوا مصريين, مشيرا إلي أنهم السبب الرئيسي فيما يحدث عندنا من كساد, وأضاف وجدي سعد صاحب قرية ومشروع الدولفين( دولفينلا) بشرم الشيخ, أن الشباب الذي يشارك في أعمال العنف والبلطجة في القاهرةلا يستوعب علي الاطلاق مدي الخطورة التي يجلبها علي الاقتصاد المصري خاصة قطاع السياحة, وذلك بعد إندساس عدد كبير من المخربين بين المتظاهرين لإشعال الفتنة الداخلية وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد, وأشار إلي أن نقل تلك الصور من خلال وسائل الأعلام أدي لاقتناع السائحين بأن مصر بها حرب شوارع مما أدي لإلغاء80% من الرحلات التي تنظمها شركات السياحة للاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة, بالإضافة لارسال بعض السفارات تحذيرا لرعاياها بعدم زيارة مصر خلال الفترة الحالية. أكدت الخبيرة السياحية أماني إمام غريب أنه يجب وقف تلك المظاهرات فورا والتصدي للخارجين عن القانون من أجل استقرار مصر وحتي لا تؤثر الأحداث بالسالب علي قطاع هام وحيوي من قطاعات الدخل القومي لمصر وهو قطاع السياحة الذي يوفر الملايين من فرص العمل للشباب من مختلف محافظات مصر. ومن جانبه قال اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء إننا جميعا نبذل جهدا كبيرا لطمأنة السائحين وأقوم بجولات مستمرة في المطار وفي الأماكن السياحية وألتقي بالسياح لطمأنتهم والترحيب بهم, بالإضافة إلي عمل إتصالات بالسفراء السابقين والحاليين لطمأنة السياح وزيادة الجذب السياحي وأيضا عقد اتفاقيات تآخ مع المدن الأوروبية, كما تلقيت شكوي من بعض الفنادق عن قطع الكهرباء والمياه عنها لعدم سداد مستحقات الشركات فقمت بالأتصال بهذه الشركات واتفقت معها علي عدم قطع الكهرباء أو المياه عن هذه الفنادق والمنشآت السياحية وتقسيط المبالغ تقسيطا مريحا حتي لا نرهقها بسبب ضعف الاشغالات, وبالتالي ضعف الدخل وأبحث حاليا في تقديم بعض التيسيرات والتسهيلات للقطاع السياحي, بالإضافة إلي عدم سحب الأراضي من المشروعات المتعثرة حتي تمر الأزمة الحالية ونستطيع استكمالها.