في الشدائد دائما ماتظهر معادن رجال القوات المسلحة, الذين يواصلون العمل في مساعدة الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسوان, من أجل شفط مياه الري التي أغرقت قرية أبوسمبل بمركز نصر النوبة أول من أمس إثر انهيار جسر المصرف الفرعي لترعة وادي النقرة.وانتشرت فرق من رجال الجيش والري والحماية المدنية والشركات الكبري بطول القرية لتدارك الموقف المتأزم والقيام بتحويل المياه من الشوارع والمباني المحيطة بها إلي الترعة الرئيسية. وكشف الأهالي ل الأهرام المسائي عن مفاجأة تتعلق بإنشاء الترعة الفرعية التي انهار جزء منها بعد توقف العمل بمحطة الرفع رقم4 مما أدي إلي ارتداد المياه نحو المنسوب المنخفض للمساكن, حيث اتهموا القائمين بتنفيذها منذ سنوات بالغش وعدم حفرها وتكسيتها طبقا للمواصفات رغبة منهم في انهاء العمل بالترعة الرئيسية لمشروع وادي النقرة من أجل عيون الكبار الذين حصلوا علي آلاف الأفدنة هناك, كما حمل الأهالي مسئولية ماحدث للقائمين علي العمل بمحطات الرفع الممتدة علي طول المسافة التي تقطعها الترعة بداية من الطويسة غربا وحتي المشروع, لعدم إبلاغ المسئول بالمحطة4 بتعطلها وانقطاع التيار الكهربائي واستمرار رفع المياه من المحطتين2 و3 مما أدي لحدوث الكارثة. ومن قلب قرية أبو سمبل المنكوبة رصد الأهرام المسائي الموقف الذي كان سيئا عند مدخل القرية نتيجة لغرق الشوارع بالمياه وتحولها إلي برك من الطين في الوقت الذي غطت فيه مبان حكومية من بينها المعهد الأزهري والمدرسة الإعدادية والجمعية الزراعية وجاءت الخسارة متمثلة في40 طنا من السماد المحبب ومثلهما من سماد اليوريا و21 طنا من سماد طلخا و8 أطنان و450 كيلو من خام البوتاسيوم بالإضافة إلي4 أطنان من السماد الورقي حسب محمد فتحي أحمد أمين المخازن بجمعية أبو سمبل الزراعية, بينما تعطلت الدراسة بجميع مدارس القرية لليوم الثاني علي التوالي.والطريف أن بعض السيدات والرجال لم يجدوا مفرا من الجلوس أمام المصاطب النوبية حيث كانت الأحاديث تدور حول ملابسات الكارثة وتدفق المياه ودور الشباب في إنقاذ الأسر في المساكن التي دخلتها المياه, ووجد الأطفال المياه فرصة للعب واستحمام الحيوانات. الأهالي يتحدثون وحول الموقف والأحداث المفاجئة يقول صيام عبده خليل شيخ القرية:إن الري هو المسئول عن هذه الكارثة ولابد من محاسبة المقصرين, مشير إلي ضرورة إنشاء سحارة طواريء بالترعة أمام القرية, خاصة وأن المنطقة تقع في منسوب أقل منها ومعرضة للخطر الدائم كلما حدث عطب بموتورات الرفع! ويكشف عبد الفتاح سليمان من أهالي القرية عن أن الترعة سبب الكارثة غير مطابقة للمواصفات الفنية وهي بلا تكاس علي عكس ترعة النقرة الرئيسية, بينما يطالب محمد عثمان كاشف بسرعة توصيل التيار الكهربائي المقطوع من يومين ومعه مياه الشرب نتيجة لتعطل المرشح الوحيد بالقرية ويطالب في نفس الوقت بالتيقن من سلامة الوصلات, حتي لا تتسبب المياه في كارثة أخري ودعم المساكن بفناطيس مياه مؤقتا. وداخل مركز الإغاثة الذي أقامتهالقواتالمسلحة بمركز شباب أبو سمبل كانت سيارت الجيش متراصة بالمعونات الغذائية والبطاطين التي صدق بها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, حيث وصلت بطائرة حربية خاصة بمطار دراو لمساعدة الأهالي, وتقومالقوات ضباطا وجنودا ومعهم أعضاء من الحركة الشعبية لنقل المعوناتوتوزيعها, وفي داخل المركز شاركت قافلتين طبيتين لعلاج الأهالي, كما قامت إدارة الأمراض المتوطنة برش المبيدات تحسبا لأي ظهور للحشرات. من جانبه أشاد المهندس محمد مصطفي كمال السكرتير العام المساعد ورئيس لجنة حصر الخسائر بالمشاركة الإيجابية للقوات المسلحة في تخفيف المعاناة عن أهالي القرية وهو مايؤكد أن الجيش والشعب يد واحدة وقال إن مساعداتالقوات العاجلة بلغت10 أطنان من المواد الغذائية و2000 بطانية تم توزيعها تحت إشراف رجال الجيش علي المتضررين وبحضور القيادات والحركات الشعبية, كما قدمت مؤسسة مصر الخير500 بطانية و500 كرتونة مواد غذائية,بالإضافة إلي مساعدات أخري من الأحزاب والقوي المصرية وهو مايثبت أصالة الشعب المصري في الشدائد. وأوضح أنه تم شفط المياه من75 مسكنا من إجمالي1350 لم تتأثر بالحادث, في حين أن هناك13 مسكن معرضة للانهيار في أي لحظة وتم إخلائها من المقيمين بها وصرف5 خيام مجهزة للإقامة وقال السكرتير العام ان أهالي القرية من النوبيين العظام قد ضربوا المثل في المحبة والتعاون واستضاف الأهالي ابناء عمومتهم في هذه الكارثة. وحول انقطاع التيار الكهربائي أكد أن هناك فرقا فنية تقوم بمراجعة كل الوصلات الفرعية والرئيسية تمهيدا لإعادة التيار للقرية فور الاطمئنان علي سلامة الوصلات تماما.