أثار اختيار رواية السيدة من تل أبيب للروائي الفلسطيني ربعي المدهون في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العام الماضي جدلا واسعا نظرا لكونه حاملا للجنسية الاسرائيلية. والآن يعود ربعي المدهون وروايته المثيرة للجدل الي دائرة الضوء من جديد مع بدء توزيع الترجمة الانجليزية التي صدرت بعد اختياره في القائمة القصيرة للبوكر. حيث قام بترجمتها اليوت كولا الرواية التي سيجري توزيعها خلال أسابيع عبر دار تليجرام بوكس البريطانية تتناول الشتات الفلسطيني والحياة علي الأرض التي انتزعت هويتها عقب إصرار اسرائيل علي وقد أثارت جنسية ربعي المدهون الجدل عند اختياره في البوكر العربية العام الماضي حيث ثار كتاب عرب وأبدوا تحفظهم علي ترشيح كاتب يحمل الجنسية الاسرائيلية لجائزة عربية في حين جاء رد المدهون الذي نشرته صحيفة الأهرام المسائي وقتها ليؤكد عروبته وهويته الفلسطينية. ويثير من جديد قضية مقاطعة المكتبات ودور النشر العربية للكتاب الفلسطينيين الذين احتلت العصابات الصهيونية بلادهم وأمام إصرار هؤلاء الفلسطينيين علي عدم تركها, اجبروا علي حمل الجنسية الاسرائيلية. لكن موضوع الرواية نفسه جعل الكتاب والنقاد الصحفيين العرب لا يقبلون طرح المدهون, حيث تتناول الرواية علاقة تنشأ بين روائي فلسطيني عائد في زيارة الي بلاده بعدما تم ابعاده لثمانية وثلاثين عاما, وممثلة اسرائيلية تبحث عن الأمان بعد اختفاء صديقها. لكن العلاقة نفسها تتحكم فيها المخاوف والشكوك التي يتبادلها الطرفان بسبب تراث الحرب والدمار الذي يحمله الفلسطيني لهوية الكيان الذي تنتمي إليه صديقته, والخوف الذي تحمله الاسرائيلية تجاه صديقها العربي. ويستكشف الاثنان تاريخهما الذي يجدان فيه كثيرا من المشتركات خلال رحلتهما الممتدة من مكان ما في أوروبا الي مطار بن جوريون في فلسطينالمحتلة. وحظت الرواية باشادة كبيرة في الصفحات الأدبية الغربية لكونها تطرح قضية التعايش الفلسطيني الاسرائيلي والقدرة علي تحقيقه, دون ان تتجاهل جوهر الصراع الذي يتركز حول الأرض المنهوبة, والهوية العربية التي تحاول اسرائيل طمسها. لكنها في الوقت ذاته قوبلت بعواصف الهجوم من النقاد والكتاب الصحفيين العرب الذين رأوا فيها تجاهلا للقضايا ذاتها, وطرحا لإمكانية التعايش دون استعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة. لكن الرواية كلها والجدل حولها تلخص المشهد الثقافي العربي حيال الأدب الفلسطيني الذي لا يمكنهم قبوله إلا إذا كان أدب مقاومة ينص علي رفض صريح لاسرائيل ولوجود مواطنيها علي الأراضي الفلسطينية المصادرة منذ بدأت حروب العصابات الصهيونية عام1946 وحتي الآن حيث تجري مصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء المزيد من المستوطنات.