التمثيل كما هو معروف له قواعد وأصول لابد من دراستها والإعلام بها.. واستيعاب كل التجارب الفنية السابقة والحالية.. وممارسة التدريبات الفنية لصناعة الممثل.. رياضية.. ونفسية.. وفنية.. وثقافية, الي جانب تلك الموهبة الإلهية التي منحها الله للفنان.. لكل هذا وجدت المعاهد الفنية.. في أفرع الفن المختلفة.. سينما.. مسرح.. موسيقي.. باليه.. معاهد متخصصة في صنع الممثل صاحب الموهبة التي تساعده علي دخول عالم التمثيل.. اذا لم يتوافر لدي الممثل كل هذه العناصر يصبح ممثلا ناقصا ومن الممكن أن يطلق علي تمثيله.. التمثيل الجاهل.. بمعني أنه يترك أدواته تتصرف دونما أي سيطرة فنية عليها.. ودون دراية بتلك القواعد التي تحكم الممثل في التعبير المحدد.. فتبدو تعبيراته مشتتة غير منطقية وفيها كثير من المبالغة واللامعقولية, ويأتي التمثيل الجاهل ويقف المشاهد أمام هذا التمثيل الجاهل مشدوها مستغربا لما يحدث أمامه!! طبعا في العالم كله صناع للنجوم.. ولكنهم يصنعون نجم المستقبل بأجواء الفن المدروس.. لايستغلون موهبته بفطرتها.. بل يقومون بصقلها بالدراسة والتمارين.. والثقافة.. والمظهر.. يصنعون النجم علميا.. ثم يقدمونه للجمهور محاطا بهالة سينمائية وامكانات فنية تجعل منه نجما فاهما.. فحصانة النجم ليست ضربة حظ أو انفجار موهبة فقط..!! التمثيل الجاهل.. ظاهرة في غاية الخطورة في عالم التمثيل فهي ظاهرة تسيطر بشكل واضح علي بعض الأعمال السينمائية والفنية.. وتستشري دون أن يحاول أحد أن يقف في تيارها.. ليس بمنعها.. بل بمحاولة صقل موهبة اصحابها بالانضمام الي المعاهد الفنية أو الانضمام الي الدراسات الحرة الحقيقية.. والورش الفنية التي يديرها أساتذة الفن التمثيلي التي يمكن أن تقدمها النقابات الفنية ضمن رسالتها التي وجدت من أجلها.. وحماية المهنة!! ونظرا لوجود ظاهرة التمثيل الجاهل فقد أصبح الأمر يبدو وكأنه في غاية السهولة.. وأصبح من العادي أن تجد طابورا غريبا من البشر يتقدم للقيام بالتمثيل.. فإن أمامه علي الشاشة أمثلة ليست أكثر منه جرأة.. أو قدرة علي مواجهة الكاميرا.. وقول الحوار.. التمثيل ياسادة له أصول وقواعد.. وليس أمرا سهلا!! علي الممثل أن يعمل باللاوعي.. مراقبا بالوعي.. دون أن يشعر اللاوعي.. أنه مراقب بالوعي.. نظرية ومبدأ لصاحب المدرسة الفنية.. ستانسلافسكي.!! هذه واحدة من النظريات الفنية في عالم التمثيل.. واحدة من آلاف النظريات في عالم الفن الساحر!! وفي هذه الأيام ظهرت محاولات جادة من النجوم الكبار لتبني الوجوه الجديدة.. وإظهارهم في أفلامهم.. أو مسلسلاتهم وذلك باكتشاف مواهب شابة والقيام باختيارهم لتدريسهم فن التمثيل الحقيقي.. يقوم بهذه المهمة هذه الأيام النجم محمود عبدالعزيز.. ومعه المخرج عادل أديب, وقاما بجولة في المحافظات.. وتقابلا مع عدد كبير من الشباب الراغبين في التمثيل وتم اختيار6 من الوجوه الجديدة.. وتمت الاستعانة بالمتخصصين من الاساتذة في فن التمثيل لتدريب هذه الوجوه لمواجهة عالم السينما والتليفزيون والمسرح.. والاذاعة, حتي لا تضيع أحلامهم.. وتختفي خلف ظاهرة التمثيل الجاهل.