استطاع المؤلف ناصر عبد الرحمن أن يقدم حالة مختلفة تماما عن النوعية التي قدمت خلال موسم عيد الأضحي من خلال فيلمه الجديد كف القمر الذي قدم خلاله رؤية واقعية لما يحدث في مصر والدول العربية وانشغال الجميع بنفسه دون الالتفات الي الوطن الكبير. ورفض ناصر خلال حواره مع الأهرام المسائي ما أثير حول شخصية الأخ الأكبر ذكري التي قدمها الفنان خالد صالح بأنها إسقاط علي الرئيس السابق مبارك موضحا أن الديكتاتور يغصب الجميع للسيطرة عليهم ولايعطيهم الحرية مثلما فعل ذكري, كما تحدث عن حقيقة حذف مشاهد غادة عبد الرازق, وعدم تحقيق الفيلم إيرادات أمام الأفلام الكوميدية. * قلت في البداية ماتعليقك علي من قالوا ان دور ذكري فيه اسقاطات علي الرئيس السابق مبارك؟ ** أعتقد أن هذا التشبيه فيه تجن لأن ذكري كان يحاول دائما الوقوف بجانب أشقائه, كما أنه لم يسيطر يوما عليهم أو علي شيء وبالتالي هو ليس ديكتاتورا لأن الديكتاتور يجبر الأشخاص علي فعل أشياء بغير إرادتهم والحقيقة أنني قصدت من دور ذكري مصر بينما اخوته هم الدول العربية. * لكن كان أشقاؤه دائما يحاولون الهروب منه رغم دعوته الدائمة لتجميعهم هل هي إشارة إلي أن مصر فقدت ريادتها؟ ** في رأيي أن مصر لم تأخذ وضعها الحقيقي ولم تعامل حتي الآن علي أنها الكبيرة, وإذا دققت جيدا ستجد أن أشقاءه كانوا يحبونه ويريدون أن يستمعوا إلي كلامه ويحتموا فيه لأنهم ضعفاء, لكنهم لم يقدروا انه ممكن أن يخطئ وأنهم أخطأوا مثله ولم يكونوا ملائكة ونتيجة هذا الخلاف ستجدهم لم يجتمعوا مرة رغم محاولات ذكري, وكل شخص كان مشغولا بنفسه, وحتي ذكري حينما ذهب لأمه لم يلحظ أن يدها قد بترت وقد قصدت من دور الأم هنا وطننا العربي حيث أصبح الكل مشغول بنفسه ونسي وطنه الكبير. * هل قصدت من هذا الخلاف الإشارة لخطورة تصارع الأشقاء؟ ** بالضبط وقد أشرت إليها في شخصية جودة الذي احتمي في تجارة المخدرات والسلاح ووضح ذلك حينما وقف أمام شقيقه الأكبر ذكري, وقصدت هنا خطورة الاستقواء بالغير في مواجهة الأشقاء لأنه لايصلح أن تستقوي بأحد لتقف أمام أخيك. * ألا تري أن انشغال كل شخص بنفسه شبيه بما يحدث الآن في مصر؟ ** نعم فالواقع الذي نعيشه في مصر حاليا يشبه ماجاء بالفيلم بدرجة كبيرة رغم أننا في أيام الثورة كنا مثل العمال الذين ينسجون سجادة, ولكن قبل اكتمال اللوحة تركنا الخيط, والتفت كل شخص لمصالحه. * رغم خلاف الأشقاء خلال أحداث الفيلم الا أن النهاية جاءت مختلفة حيث اجتمعوا مرة أخري وبدأوا في بناء بيتهم.. فهل هذا تنبؤ بما سوف يحدث؟ ** ليس تنبؤا ولكن هذه هي النهاية التي أتمناها فلم يعد أمامنا أمل غير أننا نبني بلدنا فكما تري الناس في الشارع بدأت تجوع, في حين أن كل شخص ينظر لما سيحاول أن يحصل عليه فقط, فلم أسمع أي شخص يخوض الانتخابات البرلمانية يتحدث عن خطة لتنفيذها, أو حتي رصف الشارع, فقد التقيت مع دكتورة درست في لندن أكدت لي أن الأجانب يتحدثون عن مصر ويقولون أن بلدا بها80 مليون شخص تعتبر قوة اقتصادية جبارة بينما نحن نعيش علي5% فقط من الامكانات لاأتحدث عن مستحيلات نحن في حاجة فقط لأن نحسن من أنفسنا, أن تكون اللمحة سليمة وأن يبيع البائعون بضمير لنبني مصر من جديد. * لماذا لم تشارك في جمعة تسليم السلطة رغم مشاركتك في معظم أحداث الثورة؟ ** لقد قررت أن أرد علي مايحدث بأعمالي, خاصة وأنني اكتشفت أن العالم أصبح يعاني من ديكتاتورية مفزعة وتوحش رأس مالي غير طبيعي ولعل أبرز مثال هذا هو ماحدث في مظاهرات وول ستريت وقمع الشرطة للمتظاهرين, كذلك الأمر في أمريكا التي هددت اليونسكو بمنع المصروف اذا حصلت فلسطين علي مقعد في المنظمة كما تهدد ايران بالحرب في حال تصنيع قنبلة نووية بينما إسرائيل لديها وكان عليها أن تمنعها أولا, لذلك أصبحنا نتحدث الآن عن مجتمع دولي يسحق المواطن العادي, وقيادته ديكتاتورية. * رغم الإشادة بالفيلم الا أنه لم يحقق الإيرادات المتوقعة في حين أن هناك أفلاما ضعيفة حققت إيرادات كبيرة مارأيك في ذلك؟ ** أنا أري أنه شيء طبيعي للحالة التي نعيشها الان التي لابد أن تؤدي إلي ذلك, رغم أن الجمهور الذي دخل فيلم كف القمر غير قليل لكن دائما النجاح للكوميدي, وفي النهاية يكفي أن كل من دخل كف القمر أشاد بالفيلم. * فور عرض الفيلم وقع خلاف بين المخرج خالد يوسف وغادة عبد الرازق حيث اتهمته بحذف مشاهدها فهل ماكتبته هو ماعرض أم حذف منه بالفعل؟ ** لم يحذف أي مشهد لغادة عبد الرازق, كما أنها قدمت من قبل دورا أقل مساحة في فيلم دكان شحاته ولاأنكر أنها ممثلة كبيرة. * في الوقت الذي يشير عدد كبير من الأفلام إلي ثورة25 يناير خلال أحداثها لم تقدم عنها ولو مشهد واحد فما السبب؟ ** لقد تم الانتهاء من فيلم كف القمر قبل الثورة وبالتالي كان من الصعب أن أقدم شيئا عن الثورة في الفيلم, ولكن هذا سيكون في فيلمي القادم سره الباتع المأخوذ عن قصة الأديب يوسف إدريس, حيث يتحدث عن الفلاح المصري ومقاومته للاحتلال الفرنسي.