بعد اشتباكات دامية استمرت أكثر من6 ساعات بين قوات الشرطة والمعتصمين أصيب فيها750 شخصا من المعتصمين بينهم40 مجندا من قوات الأمن ووفاة حالتين متأثرتين بجروحهما.. وقد اضطرت قوات الشرطة للانسحاب من مواقعها بميدان التحرير بعد تزايد أعداد المعتصمين ودخول عناصر من البلطجية بين المتظاهرين الذين أخذوا يتجولون في الشوارع المجاورة لميدان التحرير مرددين الهتافات المعادية للمجلس العسكري وحكومة عصام شرف لتتحول منطقة وسط العاصمة إلي ساحة للفوضي والشغب من قبل المتظاهرين الذين اعتلي بعضهم أسطح عقارات وسط القاهرة وبدأوا في إلقاء الحجارة من فوقها, بينما عكف البعض الآخر علي تكسير واجهات بعض المحال التجارية التي أوصد أصحابها أبوابها مستغلين انقطاع التيار الكهربائي عن بعض شوارع وسط العاصمة ليعيثوا فيها, بينما وقف بعض أصحاب المحال التجارية أمام محالهم حاملين الشوم والعصي تحسبا لوقوع أي أعمال سلب ونهب. شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة عصر أمس أحداثا مؤسفة بين قوات الشرطة والمعتصمين بالميدان الذين رفضوا الانصياع لطلب القيادات الأمنية بإخلاء الميدان وفض اعتصامهم, وهو ما أدي إلي لجوء القوات الأمنية لاستخدام القوة لإخلاء الميدان وقامت بإزالة الخيام الموجودة بحديقة الميدان وهو ما أثار غضب المعتصمين الذين بدأوا في الاشتباك مع جنود الشرطة لتندلع معركة بالحجارة والمولوتوف من جانب المعتصمين, بينما ردت القوات الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين. ومع تصاعد الاشتباكات بين قوات الشرطة والمعتصمين الذين تزايدت أعدادهم وقرروا التوجه إلي مقر وزارة الداخلية للتنديد بأسلوب الشرطة في التعامل معهم تغلق قوات الأمن المركزي شارعي محمد محمود وقصر العيني المؤديين إلي وزارة الداخلية بعدد من السيارات المصفحة التي وقفت كحائط لصد تقدم المعتصمين الذين استمروا في قذف الحجارة علي سيارات الشرطة حتي أصاب الفزع أحد سائقي سيارة شرطة ونزل منها لائذا بالفرار ليتكالب المتظاهرون علي السيارة ويضرموا النيران فيها حتي تحولت إلي علبة صفيح والتف حولها المعتصمون واحتفلوا بإحراقهم سيارة الشرطة رافعين علامات النصر ومنددين بالمجلس العسكري والهتافات المعادية للمشير. وأغلقت معظم المحال التجارية في ميدان التحرير أبوابها تحت وطأة عمليات رشق الحجارة وقنابل الغاز خشية تعرضها لأعمال السلب والنهب فيما هرع قائدو السيارات للخروج بسياراتهم من أماكن الاشتباكات. وتواصلت أعمال الكر والفر بين قوات الشرطة والمعتصمين الذين تولي فريق منهم تكسير أرضيات أرصفة الميدان وإمداد الفريق المواجه لقوات الشرطة بها لرشقها عليهم, فيما ارتدي آخرون الكمامات والأقنعة الطبية علي الوجوه لمقاومة الغاز المسيل للدموع وعكف آخرون علي توزيع زجاجات المياه الغازية علي من أصيبوا بالاختناقات. وأدت كثرة المصابين من المعتصمين جراء القنابل المسيلة للدموع التي تلقيها قوات الأمن لوقف زحفهم نحو وزارة الداخلية إلي تراجع المتظاهرين لميدان التحرير وحديقته وتوزيع أنفسهم بين الشوارع الجانبية للميدان لتضميد جراحهم والعودة لمهاجمة رجال الشرطة من جديد التي عززت وجودها وفرضت طوقا أمنيا تحت غطاء من القنابل المسيلة للدموع بشارع محمد محمود الذي يشهد الاشتباكات بين الطرفين. وامتدت الاشتباكات من ميدان التحرير إلي ميدان طلعت حرب والشوارع المحيطة به واستمر المتظاهرون في إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف, بينما ردت قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. وقد تدفقت سيارات الإسعاف إلي ميدان التحرير وظلت بالقرب من مسجد عمر مكرم تتلقي المصابين وتجري لهم الإسعافات الأولية بينما تنقل الحالات الحرجة إلي المستشفيات. من ناحية أخري, أكد مصدر أمني رفيع المستوي أن هناك بعض الجهات ترغب في افتعال الفوضي وإثارة البلبلة في البلاد لأغراض معروفة منها تأخير العملية الانتخابية وذلك بسبب وجود أشخاص ترغب في افتعال الفوضي. وأكد المصدر أنه لا توجد أي مبررات لإحراق أو إتلاف المال العام أو اقتحام وزارة الداخلية ووصف أحداث التحرير بالانفلات الأخلاقي. من ناحية أخري, تم نقل أكثر من15 مصابا من قوات الأمن التي حاولت تفريق الموجودين بميدان التحرير, حيث تم نقلهم إلي مستشفيات المنيرة والشرطة لتلقي العلاج. المحال التجارية تغلق أبوابها بسبب الفوضي وميدانا باب اللوق وطلعت حرب في ظلام دامس تحولت منطقة وسط العاصمة الي ساحة لأعمال الشغب والهرج والمرج من قبل المتظاهرين بعد انسحاب قوات الأمن من مواقعها بشارعي محمد محمود وقصر العيني وتركها للميدان مرتعا للمتظاهرين الذين عاثوا في شوارع وسط القاهرة وتجمعوا في مجموعات صغيرة تردد الهتافات المعادية للمجلس العسكري وحكومة عصام شرف. واعتلي بعضة الصبية من المتظاهرين يحملون العصي والشوم, بعض أسطح عقارات وسط القاهرة, بينما هشمت مجموعة أخري واجهات بعض المحال التجارية بمنطقة باب اللوق التي وصل اليها المتظاهرون وقاموا بأعمال السلب والنهب لمحتوياتها وهو مادفع بعض أصحاب المحال التجارية بشوارع طلعت حرب وعدلي و26 يوليو وعبد الخالق ثروت وقصر النيل ومحمود بسيوني لإغلاق محالهم والوقوف بالأسلحة أمامهم تحسبا لأي اقتحام. كما زاد الأمر سوءا عندما انقطع التيار الكهربائي عن منطقة باب اللوق, الأمر الذي أدي الي تدافع اعداد كبيرة من الشباب وقاموا بتحطيم كل مايصادفهم وقاموا برشق بعض الصبية بالطوب والحجارة, وتحولت المنطقة الي ظلام دامس ومرتعا للبلطجية وأصحاب السوابق.