أعلن الجهاز المركزي للتعمير عن الانتهاء تماما من تنفيذ المرحلة الأولي من مشروع البيت النوبي بوادي كركر بأسوان, وأن الجهاز في انتظار تسليم الوحدات لمستحقيها خلال الأيام المقبلة. وقال اللواء محمود مغاوري رئيس الجهاز المركزي للتعمير إنه سيتم توطين جميع المغتربين النوبيين بالمحافظات في مساكنهمالجديدة بوادي كركر علي بحيرة ناصر التي تبعد عن مطار أسوان ب8 كيلومترات فقط. وأضاف مغاوري أنه تم إنشاء8 قري كاملة في المرحلة الأولي لاستيعاب1566 أسرة نوبية, بالاضافة إلي توفير جميع الخدمات المطلوبة. حيث تم إنشاء مركز خدمات متكامل يشتمل علي مستشفي به50 سريرا ومسجد وقاعة مناسبات ومدارس مختلفة المراحل التعليمية, بالاضافة إلي مركز شباب وقسم شرطة ومبني للتضامن الاجتماعي. وأوضح مغاوري أن المشروع مزود بجميع خدمات البيئة الاساسية من صرف صحي وأعمال الطرق وهو يعتبر مشروعا نموذجيا للقري المصرية الجديدة. وأشار رئيس الجهاز المركزي للتعمير إلي أنه تمت مراعاة ان تكون المنازل علي الطراز النوبي بنظام القبوات ويتكون البيت من مضيفة وحجرتي معيشة ومطبخ وحمام, بالإضافة إلي حوش للاستخدامات المنزلية وتتراوح السعة الاجمالية للمبيت من200 إلي210 أمتار. وأوضح أنه تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع القوات المسلحة بتكلفة مليار جنيه في المرحلة الأولي. وقال المهندس مؤمن أحمد خليل المشرف علي الوحدات السكنية التابعة لجهاز التعمير إن المرحلة الأولي تضم2000 وحدة سكنية منها1000 تتبع لتنفيذ القوات المسلحة, و1000 أخري تتبع وزارة الإسكان من بينها552 وحدة نفذها الجهاز بنسبة100% وجاهزة للتسليم, كما قامت القوات المسلحة بتنفيذ أعمال1024 وحدة أخري وجميعها موزعة علي8 قري شاملة الخدمات من مساجد ومراكز تجارية وقسم شرطة ومدرستين للتعليم الأساسي والثانوي العام وملاعب ومكتب بريد ومستشفي عالمي يضاهي أكبر المستشفيات. وأشار المهندس عباس حجازي المشرف علي المشروع واحد القيادات النوبية إلي أن اختيار منطقة وادي كركر تم طبقا لاتفاق واختيار النوبيين أصحاب المصلحة, وشكك البعض في إمكانية تنفيذه وشنوا هجوما عنيفا مدعين أن التربة غير صالحة ولكن ا لدراسات والتحاليل أثبتت عكس ذلك. وقال إن المخطط هو تسكين5521 أسرة نوبية مصرية من غير المقيمين وقت الحصر الرسمي للتهجير وذلك في ثلاث مناطق من بينها وادي كركر الذي سيضم8 قري, الأولي258 مسكنا, والثانية246, والثالثة272, والرابعة246, وا لخامسة252, والسادسة256, والسابعة288, والثامنة256 مسكنا, موضحا أن وجود المشروع الكبير علي مقربة من مدينة أسوان يجعله مرتبطا بالخدمات الأساسية ويوفر فرص عمل هائلة بعد قرار المحافظ بأن تكون الأولوية المطلقة للعمل في القري لابناء النوبة من المقيمين هناك. وأعرب المشرف علي المشروع عن امله في أن تكون كركر بداية حقيقية لتنمية ما حول الضفاف, وكذلك طريق أسوان أبوسمبل السياحي الموحش من خلال إقامة مشروعات سياحية بيئية, علي غرار قرية غرب سهيل. وقال مدحت الأمبركابي وهو أحد المنتفعين من المشروع إن مستوي تنفيذ الوحدات السكنية وخاصة ما تم تنفيذه عن طريق القوات المسلحة أكثر من رائع ووصفها بأنها منتجعات تستحق أن نشيد من خلالها بما تم انجازه حتي الآن, وأضاف أنه لا يري سببا للهجوم الذي تعرض له كركر, خاصة وان من يتحدث عنه لم يزره. واتفق معه جمعة محمد مختار قائلا: إنه اصطحب مجموعة من النوبيين المقيمين في القاهرة والإسكندرية لزيارته وفوجئوا بالمستوي المميز للوحدات علي عكس ما كانوا يعتقدون, وأشار إلي أن المستشفي الذي اقامته القوات المسلحة يضاهي المستشفيات الجامعية ويضم أحدث الأجهزة. واتهم عمدة القرية عبدالرحيم عبدالغني باستبعاد أكثر من300 أسرة من اجمالي910 لهم حق الحصول علي مساكن بسبب نقص في الأوراق, وعلي حد قوله طالب بإعادة حصر جميع المعنيين من خلال لجنة محايدة من المحافظة. وقال خليل الجبالي من قيادات مركز نصر النوبة أن من يخشي تلوث مياه البحيرة لا يعرف تاريخ النوبي الذي يقدس النهر ولا يقوم بتلويثه علي الإطلاق. أما اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أكد ان النوبة هي جزء أساسي وتاريخي وهم اصحاب حضارة عظيمة, و من هذا المنطلق يحرص علي الاستجابة لجميع الطلبات الخدمية التي تخص مركز نصر أو المشروع, ولذلك يعتبر المركز من أفضل المراكز الإدارية علي مستوي الجمهورية من حيث الخدمات المختلفة. وأوضح ان تكلفة مشروع وادي كركر بلغت4 مليارات جنيه, وانه لا خوف علي الاطلاق من أي تلوث ببحيرة السد العالي لكونه في الحزام الأمني البيئي علي بعد5.3 كيلو متر من حرمها. تبقي عدة حقائق منها أن هذا المشروع ينتظر سكانه بعد اكتمال مرحلته الأولي, وتبقي أسوان في انتظار زيارة المشير محمد حسين طنطاوي لتسليم عقوده, كما انه سيكون البداية الحقيقية لتنمية هذا الجزء المهم و الاستراتيجي في جنوبالوادي, بالإضافة لإعادة تسكين النوبيين وابناء أسوان, واستثمار المنطقة بابنائها بعد أن تكفل المحافظ الحالي مصطفي السيد قبل الثورة وتحديدا في عام2009, بإلغاء قرارات تخصيص223 ألف فدان لعدد من المحظوظين الذين حصلوا عليها قبل توليه المسئولية بالمحافظة.