وصل الانفلات الأمني في أسوان إلي درجة الحظر الذي بات يهدد المشروعات القومية العملاقة وأهمها مشروع وادي النقرة الذي تصل مساحته الرسمية إلي65 ألف فدان من بينها15 ألف فدان للمنتفعين بجانب10 آلاف فدان أخري بزمام قرية أبوسمبل بنصر النوبة ووادي خريت. واتهم المنتفعون الاجهزة الامنية بالتراخي في مواجهة العصابات المسلحة التي قامت منذ أيام بالسطو علي10 أبراج ضغط عال من أجل الاستيلاء علي الكابلات النحاسية مما أدي لقطع التيار عن8 محطات لرفع المياه من الترعة الرئيسية للأراضي و5 قري هي الكرامة والبراعم والحكمة والمنار والأمل ونفوق المواشي وتلف الزراعات. وتظاهر المنتفعون من المشروع أمام مبني المحافظة للمطالبة بتوفير المياه حفاظا علي حياتهم وحياة أبنائهم وأسرهم والاسراع بتوصيل التيار وضخ المياه وتوفير الحماية الأمنية اللازمة للمحطات حتي لا تعود مافيا العصابات المسلحة لأعمالها الاجرامية. وقال محمد العادلي سيد مستثمر صغير بقرية المنار: إنه حصل علي12 فدانا بتقنين وضع اليد من هيئة التعمير ويقيم في نفس القرية ووجه اتهاما مباشرا لأجهزة الأمن بالتقصير في حماية أبراج الضغط العالي ومحطات طلمبات المياه, حيث وعلي مسئوليته قام مع مجموعة من المنتفعين بالإبلاغ عن وجود عصابات مسلحة تقوم بالسطو علي كابلات الكهرباء, وبالاتفاق مع أحد أمناء الشرطة بمركز نصر النوبة طلب منه الابلاغ فور رصد أي من أفرادها ثم قام بالاتصال به مع المجموعة المرافقة, ولكن لم تتحرك أي قوة من الشرطة لمواجهة هذه العصابات! ويضيف عبدالرحيم محمد البدري عضو جمعية قرية الكرامة أن ما حدث ويحدث في هذا المشروع العملاق هو تخريب متعمد وكأنه انتقام من المنتفعين أو المستثمرين, لأن اللصوص يقومون بقطع أبراج الضغط العالي بمناشير ويهددون العاملين بمحطات الرفع بالقتل وسط غياب أمني. وأشار رفعت ذكي منير من قرية الكرامة إلي أن هناك غموضا في هذه الأحداث التي تعرض أسرنا للتشرد بتوقف الزراعات وتلف القائم منها حاليا وقال ان أطفالنا يتعرضون للموت من العطش الذي بات يهدد حياتهم. وقال عبده محمد إسماعيل من قرية المنار: إن العصابات التي تسطو علي النقرة هي عصابات مدفوعة من جهات معينة بغرض التدمير لافتا إلي أن المياه مقطوعة ومتوقفة عن الوصول إلي الأراضي والقري منذ أسبوع كامل مما أدي لتلف العديد من الزراعات ونفوق المواشي وتوقف المخابز عن العمل وحدوث أزمة في رغيف الخبز. وطالب ركابي كامل أحمد من قرية البراعيم مسئولي الكهرباء والري ومصلحة الميكانيكا والأمن بتعويض جميع المضارين من الكارثة التي حلت بهم باعتبارهم المسئولين كما طالب بتدخل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لدعم المشروع ومحطات المياه بحراسة من القوات المسلحة, خاصة وان الخطورة قد وصلت للحد الذي يقوم فيه المخربون بصيد الأسماك في الترعة الرئيسية التي تبدأ من قرية الطويسة حتي المشروع باستخدام السم مما يعرضهم للموت بالمياه المسمومة علي حد مسئوليته. من جانبه أكد اللواء حسن محمد حسن مدير أمن أسوان تكثيف الحملات التي يشارك فيها رجال المباحث والأمن العام, لضبط البلطجية الذين قاموا بسرقة المعدات الكهربائية بمحطة ري قسطل, بجانب اسقاط10 أبراج ضغط عال تقوم بتغذية المحطات المائية للحصول علي القوالب النحاسية مما أدي لتوقف المحطة عن ضخ مياه الشرب والري. أما اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان فقد أكد عقب اجتماعه مع ممثلي المنتفعين المتضررين توفير مولدين كهربائيين خلال48 ساعة بالاضافة إلي4 آلاف لتر من السولار لتشغيلهما علي الفور من أجل إعادة ضخ المياه مرة أخري, لحين ايجاد حل جذري لمواجهة هذه العصابات, كما وجه المحافظ مسئولي التموين بتوفير جميع الاحتياجات من المواد التموينية والخبز لجميع قري المشروع.