لافتات التطهير الثقافي يبدو انها لن تغيب عن المشهد العام خاصة في مكتبة الاسكندرية التي تابعت الأهرام المسائي علي مدار تسعة اشهر كاملة التظاهرات والاعتصامات التي قام بها إئتلاف المثقفين الغيورين علي المؤسسات الثقافية المصرية.. ومنذ يومين نظم العاملون بمكتبة الاسكندرية تظاهرة في ساحة بلازا بالمكتبة ممن رفضوا ان ينضموا للائتلاف في التظاهرات السابقة.لكن الوضع تطور وجعل الموظفين يخرجون بلافتاتهم التي تحمل عددا من المطالب ابرزها اقالة مدير مكتبة الاسكندرية الدكتور اسماعيل سراج الدين بالاضافة الي مطالب خاصة بسرعة التحقيقات في قضايا اهدار المال العام بالمكتبة, والتحقيق مع كل مديري القطاعات والمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة. شارك في الوقفة الاحتجاجية موظفو قطاعات الأمن, والإدارة الهندسية بكامل افرادها بالاضافة الي اعداد من موظفي القطاعات المختلفة بالمكتبة. واصدر العاملون بيانا اوضحوا فيه موقفهم وجاء فيه إننا ومنذ ما يزيد علي ثمانية اشهر من النضال والحوار مع ادارة المكتبة ومجلس الامناء, من اجل تطهير المكتبة وازاحة المفسدين وضمان العدالة التامة, والكرامة الكاملة لجميع العاملين, وبعد جهد جهيد, صدمنا خلاله بالكذب المتعمد, والمراوغة والتضليل من ادارة المكتبة ومجلس الامناء, وفوجئنا باستمراء غريب للخداع والظلم والغدر, وتكميم منظم للأفواه الشريفة الحرة في المكتبة بشتي الوسائل والطرق الملتوية غير الشريفة, بعد كل هذه السلسلة المقيتة من الغباء الإداري, والوقاحة الانسانية. قرر العاملون بالمكتبة المطالبة ب الاقالة الفورية للدكتور اسماعيل سراج الدين, وبقية معاونيه من المديرين الفاسدين, وابرزهم: يحيي منصور وناجي انس وشريف عمار وخالد عزب واحالتهم الي النائب العام للتحقيق في البلاغات المقدمة ضدهم, وتثبيت جميع العاملين المؤقتين بالمكتبة بمن فيهم المشاريع علي درجاتهم الوظيفية وبذات المزايا المالية ضمن كادر خاص يليق بمكانة المكتبة العالمية. وطالبوا ايضا باعادة جميع المفصولين تعسفيا والمنهي تعاقدهم بغير وجه حق, وتعديل اللائحة الجائرة وفقا للبيان الذي وضعه ترزية الحزب الوطني علي يد لجنة قانونية محايدة يمثل فيها العاملون بالمكتبة بما يضمن العدالة الاجتماعية وكرامة العاملين وتمكين الزملاء المثبتين من اداء عملهم اسوة ببقية زملائهم. واكد العاملون تمسكهم الشديد بمطالبهم, مشيرين الي انهم لايريدون اي زيادة مالية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها مصر ومؤكدين ايضا سلمية اعتصامهم. اكد عدد من المثقفين السكندريين تضامنهم ومشاركتهم الاعتصام ومنهم الشاعر عبد الرحيم يوسف الذي اكد ان هذا التطهير نادي به ائتلاف المثقفين بعد الثورة مباشرة وكانت هناك وقفات احتجاجية امام مكتبة الاسكندرية, لكن في تحد غريب تم تجديد الثقة في مدير المكتبة من مجلس الامناء, ومن بعدها تعرض الائتلاف لحملة ضده خاصة الكاتب والشاعر علاء خالد, كما ان الشاعر عمر حاذق وهو احد العاملين بالمكتبة ارسلت له خطابات تهديد, فأصابنا الاحباط من تلك السياسات التي لاتزال متبعة حتي بعد الثورة, لكن ما اثار العاملين واعاد المطالبة بالتطهير واقالة سراج الدين هو وصول خطابات لعدد من العاملين لانهاء تعاقدهم بالمكتبة ورفعوا شعار المكتبة مغلقة حتي تطهيرها, رافضين بذلك الرفت التعسفي للموظفين. وقال الشاعر ميسرة صلاح الدين: بعد ثورة25 يناير المجيدة اعلنت ادارة المكتبة عن تغيير سياستها وفتح صفحة جديدة مع كتاب وادباء الاسكندرية المبدعين وخصوصا الشباب منهم بعد فترة طويلة من التجاهل والتهميش, ورحبنا بذلك بهدف استثمار موارد وامكانات المكتبة كما وعدت بالنزول للشارع السكندري من خلال برامج مكثفة تهدف الي الوصول لشريحة كبيرة من المجتمع المصري المتعطش فعلا للوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي. الا اننا بعد فترة طويلة اكتشفنا بالفعل عجز ادارة المكتبة عن تغيير سياستها, وتأكد هذا بإخفاق المكتبة المتكرر في اقامة العديد من الفاعليات والانشطة التي كان مزمع عقدها بداخل المكتبة او حتي بساحة البلازا وهي الساحة الخارجية للمكتبة بدعوي الاسباب الامنية او لاسباب تنظيمية وتجلي هذا الضعف الاداري وسوء التنظيم في معرض الاسكندرية للكتاب وتكنولوجيا المعلومات الذي عجزت فيه المكتبة وكذلك هيئة الكتاب عن تنفيذ برنامج الاشنطة الخاصة بالمعرض. واشار ميسرة إلي ان اشد مواقف المكتبة ايلاما علي نفوس المبدعين هو موقف المكتبة مع الشاعر عمر حاذق الذي لم يجدد العقد الخاص به لمواقفه السياسية المناهضة لادارة المكتبة وهو ما اسقط تماما كل الشعارات التي تم ترويجها عن شفافية المكتبة وتغيير السياسات لضخ دماء جديدة في أوصال المكتبة, وتكرر هذا الموقف مع العديد من العاملين بالمكتبة. وقال المخرج احمد شوقي عضو الإئتلاف والذي يعمل بمركز الفنون بالمكتبة ان من بعد الثورة حاولت القيادات ان تحتوي العاملين وتنكر علاقتها بالنظام السابق, عبر كثير من الاكاذيب, لكن في خلال الشهور الماضية اثبتوا انهم جزء من هذا النظام, كما انهم يتعاملون مع الموظفين بنظام جائر من العقود المؤقتة, كما ان ادارة المكتبة تنكل بكل من شارك في الثورة او من ينتقدهم وهذا جعل العاملين بالمكتبة يشعرون بخطورة الموقف لذا خرجوا في اعتصام مفتوح لن يرجعوا عنه حتي تحقيق مطالبهم والمثقفون متضامنون مع العمال. ومن جانبه قال دكتور خالد عزب مدير ادارة الاعلام والمشروعات الخاصة بمكتبة الاسكندرية ان ما يحدث من تظاهرات من العاملين في المكتبة, طبيعي لان هذا ما يحدث في مصر كلها, وقامت ادارة المكتبة بإجراء مفاوضات مع العاملين من خلال ممثلين لهم, للوصول لحلول وتم الاتفاق علي نقاط محددة, منها تشكيل لجنة منهم لبحث امكانية تثبيت العاملين وعودة العاملين الذين تم الاستغناء عنهم, وتجديد العقود تلقائيا حتي يتم بحث قرار التثبيت.