أصبحت منظمة الأممالمتحدة للتعليم والثقافة والعلومميدانا آخر لمعركة الفلسطينيين مع أمريكا والغرب وإسرائيل للحصول علي اعتراف دولي بعضويتهم كدولة مستقلة تتمتع بكافة الحقوق ولها سيادة. فإذا كانت الولاياتالمتحدة قد هددت باستخدام الفيتو لاجهاض التحرك الفلسطيني وبدأت سلسلة عقوبات منها وقف المساعدات المالية مما يعني وضع ضغوط علي السلطة الفلسطينية وعلي رئيسها محمود عباس أبو مازن, فإنها تهدد اليونسكو كواحدة من المنظمات الهامة للأمم المتحدة بقطع المساعدات عنها وخفض التمويل الذي يشكل نسبة لاتقل عن22% الفيتو الأمريكي يهدف لمنع فلسطين من أن تصبح العضو193 باليونسكو كما تسعي لمنع العضوية في الأممالمتحدة وسط تفاؤل فلسطيني عكسته تصريحات إسماعيل التلاويالأمين العام للجنة الفلسطينية للتربية والعلوم والثقافة موضحا أن جلسات اليونسكو المقبلة لن تتعلق بقضايا سياسية ولكن بشأن حماية التراث الثقافي, والشعب الفلسطيني يريد تلك الحماية متوقعا عدم معارضة إسرائيل للتحرك الفلسطيني قائلا: إن الدولة الوحيدة التي سترفض هي الولاياتالمتحدة بضغوط من إسرائيل واللوبي اليهودي في الكونجرس مشيرا إلي أن واشنطن من الدول التي رفضت محاولة فلسطين أوائل الشهر الحالي عندما كانت عضويتها لليونسكو علي أجندة المجلس التنفيذي الذي يضم58 دولة. ويحكم اليونسكو; مجلس الادارة والمؤتمر العام مع الهيئات المختلفة التي تحسم قرارات انضمام أعضاء جدد للمنظمة وقد أوصي المجلس التنفيذي بموافقة40 دولة علي الاعتراف بعضوية فلسطين مقابل رفض4 أعضاء وامتناع14 بالرغم من الاستياء الأمريكي. وأوضح التلاوي أنه يشعر بالأسف من توجهات الولاياتالمتحدة في اليونسكو معتبرا أن تهديدات واشنطن بقطع المساعدات لارغام فلسطين علي مغادرة اليونسكو تعتبر من الاتجاهات السلبية متسائلا عن أسباب مناهضة أمريكا للقضايا الفلسطينية: لماذا.. لماذا تصر علي ذلك ؟. وتوضح أسرار جلسة التصويت الذي لم تتوقعه أمريكا حيث طلب الوفد الفلسطيني المشارك إلقاء وزير الخارجية رياض المالكي كلمة وهو ما بدا مستحيلا حيث تم ابلاغ الوفد عدم وجود مساحة من الوقت لإلقاء كلمة مما عكس الجو المصاحب للتصويت وعكس التدخل الأمريكي لافشال التحرك الفلسطيني. اسرائيل تخشي من العضوية الدولية لفلسطين في الأممالمتحدة لأن ذلك يفتح الطريق أمام التحرك لمقاضاتها أمام المحكمة الجنائية الدولية علي جرائمها ضد الفلسطينيين خاصة من حصار واعتقالات وتدمير المزارع وقطع المياه والكهرباء ثم جرائم الحرب من قتل جماعي فيما تفتح عضوية فلسطين في اليونسكو الطريق لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في طمس الهوية الفلسطينية عبر التزييف والتزوير في التاريخ وفي المعالم التاريخية والسطو علي المعالم الاسلامية والمسيحية ومسلسل التهويد الخطير وتدمير المسجد الأقصي. وأشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلي أن هناك موجة تشويش وغموض حول الجلسة الحاسمة للتصويت وخاصة بشأن الداعمين لعضوية فلسطين حيث تحتاج فلسطين لأصوات50% من الأعضاء إضافية لعدد إضافي آخر, فيما قال المتحدث باسم اليونسكو ان عضوية فلسطين تتطلب موافقة ثلثي أعضاء المنظمة كضرورة لضم فلسطين لعضوية المنظمة. وتكشف آخر التوقعات أن الدول العربية ومعظم الدول الإفريقية والآسيوية سوف تصوت لصالح عضوية فلسطين بما يعني أن هناك حوالي100 دولة تؤيد العضوية وسط توقعات بامتناع عدد منها. الموقف الأمريكي عكسته تصريحات ديفيد كيليون مندوبها في اليونسكو حيث اعتبر أن عضوية فلسطين سابقة لأوانها لكن هذا الرفض لن يصل لمرحلة تعطيل التصويت واجهاضه وافشاله فواشنطن ليس لديها حق استخدام الفيتو كما تفعل وتملك في مجلس الأمن. هيلاري كلينتون من جانبها دعت اليونسكوفي مايو الماضي خلال زيارة سريعة ومفاجئة لمقر المنظمة في باريس كأول وزير للخارجية الأمريكية إلي اعادة النظر في قرار ضم عضوية فلسطين محذرة من توتر العلاقة بين امريكا والمنظمة وما يترتب علي ذلك من قطع المساعدات. الغريب أن قطع المساعدات الأمريكية ليس مجرد تهديدات فالقانون الأمريكي يدعم ذلك بقوة والمسألة تستدعي اعادة النظر في القوانين الأمريكية المناهضة لحقوق الفلسطينيين والمعرقلة لمناقشة قضاياهم علي الصعيد الدولي والاقليمي. وكانت واشنطن قد انسحبت من اليونسكو عام1984 بسبب مااعتبرته هجمات ايديولوجية علي الغرب من جانب أمينها العام أحمد مختار أمبو وأعادت الانضمام في عام2003 وقد غطت بعض الدول العجز الذي تركه الانسحاب الأمريكي وقطع التمويل الضخم من ميزانية اليونسكو. لقد عطلت أمريكا المصالح الفلسطينية والعربية كثيرا وحان لها أن تخرج فلسطين من أروقة الانتظار والتأجيل وتتعامل معها كدولةو مستقلة لها سيادة وحان لفلسطين أن تنتقل من مستوي العضو المراقب منذ عام1974 إلي عضو كامل واليونسكو قادرة علي ادارة المنظمة بدون أمريكا وبدون اموالها التي لاتخدم سوي مصالحها ومصالح إسرائيل التي أصدرت وزارة خارجيتها بيانا قالت فيه إن العضوية الفلسطينية في اليونسكو لن تخدم طموحات الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة المعترف بها دوليا. المجلة أشارت إلي ضغوط اللوبي اليهودي لمنع مناقشة القضايا الفلسطينية في وسائل الاعلام الفرنسية والشكوي التي قدمتها المؤسسات اليهودية والسفارة الاسرائيلية في باريس لرئيس التليفزيون الفرنسي علي برنامج يناقش مستقبل فلسطين كدولة مستقلة واعتبر اللوبي اليهودي البرنامج خلط الاعلام بالسياسة فاذا كان الوضع يتعلق ببرنامج; فماذا نتوقع من المواجهة المقبلة والمعركة الحاسمة في اليونسكو؟!.