البرامج الكلامية والحوارية والتي تزدحم بها شاشات التليفزيون والتي تستضيف كل من هب ودب وبدون دراسة موضوعية للموضوع المطروح للمناقشة والضيوف ومقدم البرنامج في كثير من الأحيان يتكلمون في وقت واحد فلا يسمع المشاهد ولا يفهم مايدور من حوار ولأنها برامج كثيرة وعشوائية وبدون ترخيص فقد أطلقوا عليها وتسميتها( التوك شو) ولأن غالبية المصريين يحبون الفكاهة فقد قاموا بتشبيه هذه البرامج لكثرتها وعشوائيتها بالظاهرة الجديدة بظهور التكاتك في الشوارع الرئيسية ويقودها صبية صغار وأشخاص لا يعرفون ولا يحترمون قواعد المرور وكتبت عنهم الصحف وكتبت( الصراصير في شوارع المدينة) فهل هذه البرامج الكلامية يصح أن يطلق عليها اسم( الصراصير علي شاشة التليفزيون) وعند ظهور التليفزيون أيام( الأبيض والأسود) كانت قليلة ومحترمة وموضوعية وتستضيف كبار الأدباء والسياسيين والفنانين والأطباء ورجال القانون وكان الإعداد لها جيدا ومن متخصصين. أما حاليا فكثير من هذه البرامج بدون تحضير وإخطار الضيف في الموضوع الذي سيتحدث فيه وقد حضرت بنفسي في هذه البرامج ولأن هذه البرامج بدون مقابل أو مكافأة للضيف فكثير من المتخصصين يرفضون الاشتراك أو الحضور. وطبعا هناك برامج كلامية متخصصة لها جمهورها وينتظرها المشاهدون ويعلن عنها وموضوعية وتلاحق الاحداث أما البرامج العشوائية والتي تتكلم في أي موضوع وبدون تحضير وبأي ضيوف وأي مكالمات تليفونية هذه يطلق عليها( تكاتك التليفزيون أي صراصير الشاشة) والأحداث الكثيرة التي تمر بها البلاد تحتاج الي موضوعية حتي لو كان الموضوع يخص الموسيقي والغناء ومايعانيه أهل المهنة في هذه الفترة والانقطاع عن العمل لأسباب خارجة عن إرادتهم للظروف السياحية والأمنية فهل قام أحد بطرح الموضوع للنقاش ووضع أفكار لمعالجة الموقف أبدا أبدا لأن كل القائمين علي البرامج الكلامية ليس لديهم الشعور أو الاحساس بقيمة العمل الموسيقي وفقدوا الوعي الفني حتي في صباح أحد الأيام وجدت المذيعة مستضيفة شخص عمال يتكلم عن عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وأغاني وألحان زمان ومعلومات كلها خطأ والمذيعة موافقة وتؤيد كل مايقول بل أخذ يغني بعض المقاطع من أغاني معروفة ومشهورة بأداء سييء وصوت أسوأ والمذيعة تجامله وكأنها معجبة به وعندما سألت عرفت أن هذه البرامج الصباحية تقدم فقرة فنية في آخر البرنامج وطبعا غير ممكن أن يحضر فنان أو مطربا محترم أو محترف في هذا الصباح الباكر والحل بسيط لماذا لا تكون هذه الفقرة مسجلة مسبقا لأن من غير المعقول أن مطربا أو مطربة صوتهماجاهز للغناء في هذا الصباح الباكر. وهذه التكاتك أو البرامج الكلامية ملخبطة كياننا في تحليل الأحداث السياسية والمختلطة في كثير من الأحيان بالأديان والعقائد وأنا عن نفسي وأعتقد أن كثيرين يصيبهم الحرج عندما يناقشون أمورا سياسية ويتدخل فيها بعض المتزمتين أو أعضاء التيارات الدينية فالسياسة لها أساليب ومراوغات لا تصلح أن يقوم بها أصحاب التيارات الدينية. وأسأل الله أن يلهمنا حسن اختيار الموضوعات التي تستحق المناقشة ونستمع إلي القول فنتبع أحسنه. والله ولي التوفيق