كان تبادل1027 اسيرا فلسطينيا مقابل جندي اسرائيلي عمره24 عاما بعد خمس سنوات من الاسر و70 جلسة تفاوض شاركت فيها اطراف اقليمية ودولية مثار تساؤل بعد فئات الرأي العام العربي حول مدي التوازن في العنصر البشري العربي والاسرائيلي. وهو ما يبرز مدي اصرار اسرائيل خلال الحكومات المتعاقبة علي الافراج عن شاب لم يتعد عمره19 عاما حينئذ فالخلافات لم تكن حول عدد الاسري الفلسطينيين بل تركزت علي الافراج عمن تورطوا في عمليات استشهادية وهم من تعتبر اسرائيل أن ايديهم ملطخة بالدماء بينما تنازلت حماس ازاء مرحلية وتقسيط الافراج بعدما كانت تصر علي من قبل علي ضرورة الافراج عن معتقليها خلال مرحلة واحدة وليس بالتقسيط. وقبل الدخول في قراءة الصفقة ينبغي تأكيد ان تمسك اسرائيل بالافراج عن جندي مجند يؤكد مدي مركزية الانسان والعنصر البشري الاسرائيلي فقد تبادل من قبل494 اسيرا مع حزب الله مقابل3 جثث في عام2004 و1150 في مقابل10 اسري عام1985 بينما يعني ان عدد الاسري العرب والفلسطينيين الذين تم تبادلهم مع اسرائيل خلال عدة اتفاقيات وصفقات شهدت الكثير من المفاوضات التي لعبت فيها المخابرات المصرية دورا محوريا خاصة في اتفاقية شاليط والمخابرات الالمانية هو7 آلاف اسير فلسطيني مقابل16 اسيرا إسرائيليا و10 جثث منها جثة طيار بما يعني ان اسرائيل لو وافقت علي تبادل اسير مقابل438 اسيرا عربيا وفلسطينيا وان الجثة الواحدة كانت مقابل269 اسيرا تتزايد توقعات المحللين والمراقبين بشأن اتفاق تبادل الاسري بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس بشأن تأثيرها علي الاوضاع في الشرق الاوسط بينما يعتبرها البعض انفراجة في مفاوضات السلام حذر من ان اطلاق الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط سيؤدي لانهيار العملية السلمية بينما قال آخرون ان ثمن الصفقة كان باهظا. ورغم ان اليهود في اوروبا قالوا ان اطلاح سراح شاليط مقابل1027 اسيرا فلسطينيا ثمن باهظ جدا إلا انهم قالوا انه لم يكن هناك خيار آخر غير صفقة تبادل الاسري كما اعتبر البعض ان الصفقة ستؤدي الي اختراق في عملية المصالحة بين حركة فتح وحماس علي اعتبار انه ستحدث تقاربا بينهما,. ويأتي التفاؤل بتحسن العلاقة بين اسرائيل وحماس من البنود السرية للصفقة التي لم تكشف بنودها وهي ما يتعلق برفع الحصار الاسرائيلي عن غزة علي اعتبار ان اي حكومة اسرائيلية كانت تربط ذلك بإطلاق سراح شاليط وأن رفع الحصار سيكون جزئيا حيث سيتم فتح جميع المعابر باستثناء الحصار البحري الذي سيظل مستمرا كما ارجع محللون موافقة حماس علي الصفقة التي تحررها من الضغوط الايرانية والسورية حيث كانت طهران ودمشق تعارضان الصفقة علي اعتبار ان اسرئيل ترضخ في النهاية كما ارجع البعض الصفقة الي الضغط الذي يتعرض له نتانياهو خاصة من جانب الولاياتالمتحدة ودول اوروبا بعد تحرك الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطلب عضوية فلسطين في مجلس الامن رغم الرفض الامريكي والاوروبي كما جاءت موافقة اسرائيل علي الصفقة بعد ثورات الربيع العربي التي اطاحت بنظم دكتاتورية وتحول الشارع والرأي العام العربي الي عامل ضغط كبير ومؤثر علي صنع القرار خاصة العلاقات مع اسرائيل التي ينظر اليها البعض بنظرة ريبة وشكوك كما ادت تلك الثورات الي ارتباك كبير في اوساط السياسة الاسرائيلية من ردود فعل الأنظمة العربية التي باتت تعمل الف حساب لمواطنيها وللشارع الصفقة ايضا تثير التساؤلات حول مسألة الابعاد والنفي القسري الذي انتقدته الاممالمتحدة كعامل مناهض لأبسط حقوق الانسان رغم ان مسألة الاحتلال تثير الكثير من الانتهاكات حول الحقوق الاساسية التي لايتمتع بها الفلسطينيون وابسطها العيش في امن وسلام فقديكون اي مكان اكثر امنا من غزة والضفة المحتلة لكن هناك مصادر في حماس تنفي موافقة الحركة علي إبعاد أي أسير للعيش خارج الاراضي الفلسطينية وان الاسري وافقوا بعد اصرار اسرائيل علي عدم تنازلها كما ان هناك من يعتبر شرط الحكومة الاسرائيلية وتوجه بعضهم لغزة ابعادا فنحن نعلم الظروف السيئة للفلسطينيين حيث تفتقر لأبسط الخدمات فليس هناك مكان أسوأ من غزة كالنفي بل وأسوأ ايضا هناك من ربط الصفقة باتفاق مشابه بين مصر واسرائيل حول اطلاق الجاسوس الاسرائيلي الامريكي الاصل ايلان جرابيل مقابل81 اسيرا مصريا بين عشرات المحتجزين والمعتقلين في السجون الاسرائيلية لقد باتت آلية اسر جنود الاحتلال الآلية الاقوي والاكثر فاعلية من اجل اجبار اسرائيل علي التنازل والرضوخ لمطالب الفلسطينيين فقد فشلت جميع ممارساتها الوحشية من اعتقالات وحصار وحرب وحشية في اطلاق شاليط ورضخت في النهاية لمطالب حماس.