أثارت تصريحات الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا بجامعة اسيوط أمس والتي أكد فيها اكتشافه نهرا مائيا جديدا يأتي من النيجر وتشاد ويمر بليبيا والصحراء الغربية بمصر ردود فعل متباينة حيث قلل الدكتور محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري الأسبق من قيمة هذا الاكتشاف مؤكدا أنه اكتشاف قديم ويجري استغلال مياهه في ري أراضي الواحات, وحذر من إطلاق هذه التصريحات دون روية ومناقشة الأمر مع الوزارة المعنية لخطورة ذلك علي حصة مصر من مياه النيل. وقال الدكتور محمود أبوزيد ما تم الاعلان عنه ليس اكتشافا ولا حاجة لانه معروف منذ عشرات السنين وهو خزان الحجر الرملي النوبي بالصحراء الغربية ويتم استغلاله وفق هيئة مشتركة من مصر وتشاد والسودان وليبيا تضع دراسات دورية لكيفية الاستغلال الأمثل لهذا المورد المائي غير المتجدد. من جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الأسبق: من الممكن التوسع في استغلال مياه الخزان النوبي بشكل لا يسمح بنضوبه, ولكن بمعدلات لا تتجاوز5 مليارات متر مكعب في السنة علي أقصي تقدير. وأشار إلي ان الخزان النوبي مورد قديم للمياه الجوفية غير المتجددة وتستغل مياهه فعليا في مصر في زراعة بعض أراضي الوادي الجديد والواحات فيما تستفيد منه ليبيا بشكل أكبر من خلال النهر العظيم واستبعد علام في الوقت نفسه صحة اكتشاف خزان آخر في الشمال الغربي من الصحراء الغربية. في غضون ذلك شدد الدكتور ضياء القوصي خبير المياه علي ضرورة التحقيق الواقعي لما تكشف عنه الأقمار الصناعية عن وجود خزانات جوفية وعدم اطلاق التصريحات الرنانة التي قد تضر بحصة مصر من مياه النيل بشكل غير مباشر, لانه قد يؤلب دول المصب علي مصر بحجة امتلاكها مصادر مياه بديلة عن نهر النيل. وأشار القوصي إلي ضرورة اخضاع كل هذه الدراسات التي تتناول مياه المخزون الجوفي في الصحراء الغربية للدراسة وبشكل جدي وعدم التسرع في الإعلان عن الاكتشافات خاصة أن حركة المياه واتجاهها أمر ضروري في تحديد كيفية وجدوي الاستفادة منها.