هل من المعقول بعد نحو ثمانية أشهر من قيام الثورة لم تعلن الحكومة حتي الآن عن اي خطط تنموية أو اقتصادية قصيرة. المدي تعرض علي المجتمع وتبدأ في التنفيذ سواء من المخصصات الاستثمارية للموازنة العامة للدولة أو بجذب الاستثمارات المحلية. أولا ثم الاستثمارات العربية والأجنبية خاصة وأن مصر بعد ثورة25 يناير باتت في أشد الحاجة للانطلاق الي رسم خارطة طريق حقيقية ومتوافقة لتحقيق حلم الشباب في التوظيف والاستقرار أحدث الدراسات الاقتصادية تؤكد أن أنسب المشروعات التي يجب أن نبدأ بتشجيعها وطرحها من خلال الحكومة وأجهزتها الاقتصادية. هي المشروعات الصغيرة والقصيرة الأجل وكذلك المشروعات الزراعية والخدمية وتدوير المخلفات لاستيعاب البطالة المتزايدة والخطيرة. وعما تتضمنه الدراسة الاقتصادية الحديثة والتي أجريت بعد نجاح الثورة يقول الباحث الاقتصادي علاء حسب الله عضو جماعة الإدارة العليا والجمعية العلمية للصناعات الغدائية بالإسكندرية.. رصدت الاحصائيات أن أكثر من مليون شاب مصري دلف الي سوق العاطلين خلال الأشهر القليلة الماضية بعد تخرجهم من الجامعات والمعاهد والمدارس الصناعية والتجارية والزراعية.. لذلك كان لابد من توجيه التفكير للمسئولين الي أفكار واطروحات تتناسب مع الظروف والأحداث التي نمر بها في الفترة الحالية ومن هذه المقترحات التي يفرضها الواقع عدد من المشروعات ومنها مشروع زراعة مليون شجرة نخيل بالوادي الجديد وسيناء وهي بداية مشروعات التجربة الماليزية في صناعة زيت النخيل واقامة المصانع الصغري بالأرياف لتحويل الناتج من هذه الأشجار الي زيوت وتشغيل آلاف الفلاحين والخريجين الجدد في هذا المشروع الزراعي الصناعي الطموح. ويواصل الباحث عرض دراسته التي تتضمن ايضا مشروع زراعة مليون ونصف المليون فدان في الأراضي السودانية علي الفور بعد موافقة الجانب السوداني أخيرا وهذا سيتيح فرصة إرسال آلاف المصريين خلال شهور قليلة بعد تدريبهم علي الزراعة من أجل زراعة هذه المساحات الشاسعة بالحبوب الرئيسية مثل القمح والدرة والأرز وأشجار الزيتون حتي نستطيع توفير فرص عمل سريعة لشباب الخريجين وفي نفس الوقت تحقيق التكامل الزراعي مع السودان الشقيق وسد العجز من الحبوب الأساسية مثل الذرة والسكر والتي تكلف ميزانية. الدولة ما لا يقل عن40 مليار جنيه سنويا في بند الواردات.. وعن المشروع الثالث يقول تشجيع انشاء مؤسسات المشروعات الصغيرة. مع اتحاد الصناعات المصرية وجمعيات رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني لتدريب وتشغيل الشباب في الحرف اليدوية والتصنيع المحدود مثل ما تفعله الصين في صناعة السجاد وفوانيس رمضان والهدايا التذكارية والعاب الأطفال والالكترونيات الصغيرة وتصديرها لجميع دول العالم خاصة وأن الشباب المصري مؤهل تماما لمثل هذه المشروعات التي ترتبط بالمهارات الفردية.. وكذلك صناعة تدوير القمامة والمخلفات والتي يمكن أن تنقل مصر نقلة حضارية كبري لأن عناك أكثر من6 ملايين طن مخلفات قابلة للتدوير وللأسف أننا نصدرها خام للصين... وتسليم الشباب أراضي مخططة ومجهزة بخدمات البنية الأساسية بقروض حسنة بجوار المدن الصناعية وانشاء جهاز لهذه المشروعات الصغيرة التي يجب أن تقام بجوار مدن6 أكتوبر والعاشر من رمضان والسادات وبرج العرب بالإسكندرية لبدء مشروعاتهم خلال6 أشهر.. مع العلم أن75% من صناعة ألمانيا الاتحادية قائمة علي الصناعات الصغيرة والمغذية للصناعات الكبري وتطالب الدراسة بضرورة تشجيع صناعة الخدمات في مصر واقحام الشباب في هذه الصناعة بتدريبهم علي الأعمال الإدارية والحاسب الآلي واللغات الأجنبية فور تخرجهم خاصة خريجي المدارس التجارية الذين يعانون من عدم ايجاد فرص عمل حقيقية في هذا المجال المرتبط بخدمة المواطن مثل العمل في قطاع خدمة العملاء بالمصالح والبنوك والمؤسسات الخدمية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات الخاصة والإعلام والقطاع الخاص والمستشفيات وهيئات الاتصالات الخاصة والسياحة والمطارات والموانئ وشركات النظافة وهي وظائف مساعدة ومنتجة ايضا.. وهذا ما قامت به تركيا حيث وفرت آلاف من فرص العمل في قطاع الخدمات سواء عن طريق الحكومة أو القطاع الخاص خلال العشر سنوات الأخيرة.. وتتناول أحدث الدراسات الاقتصادية مشروعات إعادة تدوير القمامة المصرية. والتي أكدت الأبحاث العلمية الأخيرة بالمركز القومي للبحوث أنها تزيد من انتاجية الأراضي الزراعية بنسبة تصل الي70% زيادة السماد الكيماوي وتوفر مثل هذه المشروعات آلاف من فرص العمل وتولي الدراسة الاهتمام الكامل بتطوير شمال سيناء فتطالب بسرعة تنفيذ مشروعات التطوير خاصة أن دراسات الجدوي وأوراق هذه المشروعات موجودة لدي الحكومة وبالمركز القومي للبحوث وكليات الزراعة والمرتبطة بوصول ترعة السلام الي سيناء وزراعة250 ألف فدان واقامة المشروعات المرتبطة بالزراعة والصناعة الزراعية والخدمات والتي يمكن أن تستوعب نحو4 ملايين شاب من أجل الخروج من هذا الوادي الضيق الذي نعيش فيه حول نهر النيل منذ العهد الفرعوني وايضا تحقيق الأمن والأمان لهذه البقعة الغالية من أرض مصر والتي شهدت أحداث مؤسفة خلال الأيام القليلة الماضية. ويختتم الباحث علاء حسب الله حديثه بقوله إن هذه الاطروحات هي أفكار لمشروعات لا تحتاج الي مئات المليارات ولكن تحتاج إلي شجاعة إدارة قوية للبدء في تنفيذها فورا حتي نوفر فرص عمل للشباب ويشعر الجميع بنجاح الثورة وحصاد ثمارها.