طرابلس واشنطنبكين وكالات الأنباء: سيطر الثوار الليبيون أمس علي مقر الشرطة بوسط سرت, مضيقين بذلك الخناق علي القوات الموالية للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي, في الوقت الذي عبر فيه قائد الناتو في ليبيا عن دهشته من شراسة ومرونة كتائب القذافي أمام الثوار. فقد سيطر الثوار أمس علي مقر قيادة الشرطة في وسط مدينة سرت, مسقط رأس القذافي, مضيقين بذلك الخناق علي من تبقي من المقاتلين الموالين له. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الميدان بأن العشرات من مقاتلي النظام الجديد اطلقوا العنان لابواق سياراتهم كما أطلقوا العيارات النارية في الهواء احتفالا باستيلائهم علي هذا المركز الأمني الذي كان مهجورا لحظة دخولهم اياه, والذي يشرف علي المدينة وعلي ساحتها الرئيسية التي لاتزال في قبضة قوات القذافي. وترتدي السيطرة علي هذا المركز الأمني دلالات رمزية, وهي تعقب استيلاء المهاجمين خلال الأيام القليلة الماضية علي مبان ومراكز أخري في سرت. وردا علي سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية حول متي يتوقع سيطرة قوات المجلس الانتقالي علي سائر انحاء المدينة, أجاب مسئول الجبهة الشرقية وقائد كتيبة ليبيا الحرة ناصر المغاصبي: نحن تقريبا فعلنا ذلك, لم يبق تقريبا أي شيء في ايدي قوات القذافي. واجتاح المهاجمون مقر الشرطة ومزقوا صور الزعيم المخلوع التي كانت تعلو مكاتبه. ومن المقرر الآن ان ينتقل مقاتلو المجلس الانتقالي لمهاجمة الساحة الرئيسية حيث يتمركز في الأبنية المشرفة عليها قناصة موالون للقذافي. ونقلت صحيفة' نيويورك تايمز' أمس عن الليفتنانت الجنرال الامريكي رالف جوديث قائد الحملة الجوية لحلف شمال الاطلسي( الناتو) في ليبيا قوله ان المئات من المحاربين المنظمين الموالين للقذافي اظهروا شراسة ومرونة كبيرة مما يهدد المدنيين في آخر معقلين موالين للقذافي. واوردت الصحيفة- في تقرير بثته علي موقعها الالكتروني- قول جوديث ان المرونة والشراسة التي اظهرها مقاتلو القذافي تهدد المناطق المدنية, وأنهم يستغلون ذلك في تعقيد مهمة حلف الناتو لحماية المدنيين. وأكد علي الترهوني وزير النفط والمالية الليبي أمس ان ليبيا ستشكل لجنة لفحص كل عقود البترول الموقعة في عهد الزعيم القذافي للكشف عن حجم الفساد الذي مارسه النظام السابق. وقال الترهوني في مؤتمر صحفي إن اللجنة ستدرس جميع العقود والمشروعات وسيجري الإعلان عن أي واقعة فساد تكتشف والتحقيق فيها. وأعربت الصين أمس عن تفهمها للدعوة التي وجهها المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلي المجتمع الدولي للإفراج عن المزيد من الأرصدة المجمدة لمساعدة جهود إعادة الأعمار خلال فترة ما بعد الثورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين- في مؤتمر صحفي إن بكين تدعم طرابلس من أجل تحقيق إعادة الأعمار خلال فترة ما بعد الثورة تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي ومن أجل استعادة الاستقرار الوطني والتنمية الاقتصادية والحياة الطبيعية.