اكد المخرج خالد يوسف ان الرمزية التي استخدمها في فيلمه كف القمر تحتمل كل الاسقاطات وتختلف معها الرؤي, وللمشاهد الحرية كاملة في تفسير مايراه علي شريط السينما, وانه لم يكن يقصد اسقاطا علي احداث يناير او يتماس معها مؤكدا انه لم يضف اي من المشاهد الي السيناريو للتأكيد علي معني الحدث او عمقه.. جاء ذلك خلال ندوة فيلمه كف القمر الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الاسكندرية لسينما دول البحر المتوسط. اقيمت الندوة ظهر امس بحضور ابطال الفيلم خالد صالح وصبري فواز وحسن الرداد وجومانا مراد ومدير التصوير الفنان رمسيس مرزوق والمخرج خالد يوسف الذي اشار انه انتهي من تصوير الفيلم قبل اندلاع احداث يناير الماضي ولم يتسني له عرض الفيلم منذ اول يناير اكثر من مرة بسبب تتابع الاحداث وتلاحقها, لكنه ايضا لم يستطع اعداد وتجهيز نسخة العرض الاقبل افتتاح مهرجان الاسكندرية لحرصه علي تلبية ادارة المهرجان وتقديرا للدورة الحالية كأول حدث فني وسينمائي في مصر هذا العام, وانه لم يكن حريصا علي الاشتراك في المهرجانات من قبل علي الرغم من اهمية ذلك لتوثيق وتعريف العالم بالسينما المصررية الا انه يعني دائما بالمشاهد العادي ورد فعله علي العمل السينمائي. وحول حشد اكبر عدد مكن من النجوم في اعماله اعترف يوسف أنه في حاجة إليهم دائما لأن السينما تحتاج إلي جمهور هؤلاء النجوم للارتقاء بالعمل وزيادة إيرادات شباك التذاكر. وعبر يوسف عن تفاؤله بمستقبل السينما المصرية ارتباطا بتفاؤله بربيع الثورات العربية طالما هناك نهضة فيكون هناك ابداعا مغايرا ونهضة في الفنون والاداب. وأكد يوسف انه كفنان ارتبط برصد احوال الشارع المصري والمواطن البسيط استطاع ان يتنبأ بالثورة وانه كان متفائلا في نهاية فيلمه الاخير علي غير عادته. وابدي الفنان خالد صالح سعادته بالعمل مع خالد يوسف وانه وعلي الرغم من المجهود الكبير الذي يتطلبه العمل معه الا انه يثق في ادارته له وللعمل وان النتيجة دائما في صالح المشاهد والممثل ايضا, واضاف ايضا انه اتبع منهجا تمثيليا مختلفا في هذا العمل. واكدت السورية جومانا مراد علي نفس المعني مضيفة انه وعلي الرغم من قصر دورها الا انه دورا محوريا ومؤثرا ايضا داخل البنيان الدرامي. وأشار الفنان صبري فواز إلي أن عمله مع خالد يوسف إضافة له خاصة وأن أفلامه دائما ما تخرج منه طاقات بداخله, بالإضافة إلي أنه مخرج يعرف عمله جيدا, الأمر الذي يبعث الطمأنينة في قلب أي فنان, لأنه يدرك تماما كيف سيظهر العمل بشكل احترافي أمام الجمهور واشار الفنان الشاب حسن الرداد ان دوره يمثل نقلة نوعية في طبيعة ادواره وتنوعها. علي جانب اخر اقيمت صباح امس اولي الندوات الرئيسية للمهرجان تحت عنوان هل السينما تدفع إلي الثورات.. أم هي إلهام للثوار وأدارها الناقد السينمائي رؤوف توفيق, وشارك فيها المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار, والمخرج السوري محمد عبد العزيز, والسيناريست ممدوح الليثي, والفنانة اللبنانية كارمن لبس وحضرها الفنان هشام عبد الحميد, حيث اكد الحضور علي ضرورة تحرير السينما من سطوة الرقابة والحكومات حتي تقدم الحقائق, حيث اكد هشام عبد الحميد علي ان هناك مزجا بين سطوة المال والسلطة علي مدار التاريخ السينمائي في الوطن العربي, مشيرا إلي سيطرة رجال الأعمال علي الإعلام بمليار جنيه, خلال تلك الفترة الحساسة في تاريخنا, وبالتالي السيطرة أيضا علي السينما, التي تعكس نبض المواطن, وقال إن التزاوج بين السلطة والمال لن ينتهي, خاصة وأنه كان أحد أسباب تقييد المبدعين وتوجيه التيار العام بحسب رؤي ووجهات نظرهم فقط. مشيرا إلي أن الثورات ستواجه الفترة المقلبة معارك شديدة مع الإعلام, وطالب المبدعين والكتاب بمواجهة تلك الكارثة الحقيقية التي أثرت علي ثقافة المصريين لفترات طويلة, ويجب التحرر منها خلال الفترة المقبلة. وقال المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار, إن السينما كانت دائما تواجه مشاكل بسبب هيمنة السلطة علي الإبداع, الأمر الذي انعكس علي الشعوب العربية بشكل عام, بسبب تكرار النظم الديكتاتورية في الوطن العربي. وأضاف السيناريست ممدوح الليثي أن السينما المصرية رصدت الاحداث الجارية في مصر من خلال افلام للثورات منذ ثورة23 يوليو, بداية من فيلم في بيتنا رجل وغروب وشروق مرورا برد قلبي, موضحا أن السينما وكانت دائما ترصد الثورات في البداية والنهاية فقط, وغالبا ما تتناول مشاكل الثوار وبدايتها, الأمر الذي انعكس أيضا علي حرب اكتوبر في جميع أفلامها, فلم يحك فيلم واحد خطة كاملة لحرب العبور المجيدة, وتمني أن تتناول أفلامنا الفترة المقبلة شكلا جديدا تجسد هذه الأسطورة التي قام بها الشعب المصري, ودعي الكتاب لتسجيل الثورة بعيدا عن الانحرافات التي تشاهدها الآن. وطالبت الفنانة اللبنانية كارمن لبس أن يتعاون العديد من الكتاب والمخرجين في كتابة تاريخ لثوراتنا من خلال عمل واحد يعكس العديد من وجهات النظر, ويجب أن تتضافر جهود الدولة والمنتجين لإنتاج أعمال تؤرخ للثورات. ومع نهاية فعاليات يوم امس اقيمت بمركز ابداع الاسكندرية احتفالية تكريم الفنان يحيي الفخراني والناقد السينمائي نادر عدلي رئيس المهرجان وعدد كبير من الفنانين والصحفيين. واكد الفخراني خلال الندوة علي ارتباطه عاطفيا وفنيا بمهرجان الاسكندرية حيث انه اول مهرجان يحصل علي جائزة من خلاله, مشيرا الي ان تاريخ الفنان ليس بعدد الاعمال التي يقدمها في السينما والتليفزيون وغيرها انما هي بجودة العمل نفسه وانه لايوجد بطل مطلق للعمل الفني التي يحترمها الجمهور سوي الكاتب والمؤلف. وعن قيامه بتقديم اي عمل عن الثورة رفض الفخراني الفكرة بدعوي ان تجربة الثورة لم تكتمل بعد, وان هناك سنوات طويلة حتي تختمر فكرتها في ذهن المواطن المصري ووعيه وانه ربما لايسعفه الوقت لتقديم عمل عن الثورة..