أنجز جيش مصر العظيم نصرا تاريخيا في حرب أكتوبر المجيدة... هذا النصر الذي يمر عليه اليوم الذكري الثامنة والثلاثون يتوافق مع ما حققه شعب مصر الذي انجز ثورة عظيمة بتعاون مشترك بين الشعب والجيش. وبعد أن تعهدت القوات المسلحة بتحقيق مطالب الشعب ليضيف جيش مصر العظيم لسجله ناصع البياض نصرا جديدا بمساندته الشعب في ثورته المباركة وليصبح احتفالنا هذا العام ذا طعم خاص نتذكر البطولات ونقف احتراما للانجازات ونقدم الشكر للجيش الذي وقف بجانب الشعب من أجل الاصلاح. ولذلك فإن رجال القوات المسلحة أبطال الأمس من جيل أكتوبر قادة اليوم في المجلس الأعلي للقوات المسلحة يقفون اليوم مرفوعة هاماتهم حراسا في البر والجو والبحر حماة للوطن وشرعيته الدستورية يعاهدون شعب مصر علي التفاني في أداء واجباتهم مؤكدين ولاءهم للوطن المفدي جندا أوفياء للمسئولية الوطنية التي يحملون أمانتها دفاعا عن عزة الوطن وسلامة أراضيه وصونا لكرامته ومقدساته لتظل مصر دائما واحة أمن وأمان لكل أبنائها وليظل لها دورها القيادي والرائد في هذه المنطقة من العالم لتحقق الثورة مزيدا من النجاح. اللواء عبد المنعم كاطو, الخبير العسكري, وأحد أبطال حرب أكتوبر أكد أن ذكري احتفالات النصر هذا العام لها مذاق خاص عند المصريين جميعا فنحن نحتفل بانتصار مصر علي العدو الذي احتل أرضنا المقدسة وبميلاد ثورة25 يناير العظيمة التي قام بها الشعب وحمتها القوات المسلحة وعبرت بمصر إلي الحرية والديمقراطية بعد مرحلة من الفساد السياسي علي مدار أعوام كثيرة, فحرب أكتوبر المجيدة أعادت الخريطة السياسية في المنطقة العربية والعالم أجمع بانتصار العرب علي العدو الصهيوني واستعادة أرض مصر الغالية, وأيضا ثورة25 يناير غيرت من الخريطة السياسية لمصر في العالم كله من خلال بناء دولة ديمقراطية كان النظام السابق ينفرد بها فالثورة كانت مفاجأة للعالم. وحول أهم انجاز حققه نصر أكتوبر المجيد قال اللواء عبد المنعم كاطو ان هذه الحرب كانت حرب أفكار وابداع ولذلك تحقق النصر وكذلك ثورة25 يناير كانت خلاقة أيضل فساندها الجيش. ويفجر اللواء عبد المنعم كاطو, أحد أبطال حرب أكتوبر, مفاجأة هي أن القوات المسلحة كان بإمكانها التصدي لهجوم العدو, في حرب1967, مشيرا إلي أنه من بين أسرار الحرب, التي لم تعلن بعد, أنه كان هناك شعور لدي جميع قادة وضباط الجيش بأنهم غير مسئولين عن النكسة, التي أدت إليها القرارات السياسية التي وصفها ب الخاطئة والتي أدت إلي وضع غير عادي للقوات المسلحة, من خلال عدم التدريب الجيد, وعدم الاهتمام بتنفيذ المهمة. أضاف اللواء كاطو إن القوات المسلحة خرجت مرهقة ضعيفة من67, وكان لابد أن تعيد بناء نفسها, بريا وجويا وأن تستعيد الثقة في نفسها وثقة الشعب فيها, موضحا أن العقيدة كانت لدي الجميع, قادة وضباطا وجنودا هي أنه لو قامت الحرب ثانية, دون انتصار مصر لما قامت للقوات المسلحة قيامة بعد ذلك, وتابع القوات البحرية كانت الأكثر تماسكا بعد هزيمة1967 وقال دفعتنا هوة تكنولوجيا السلاح الإسرائيلي والسوفيتي, إلي تعظيم الإمكانيات لإحداث توازن من خلال تحديث الأسلحة, لدرجة أنه تم الإعلان عن منح كل من لديه أفكار لتطوير سلاحه أو ملبسه نيشانا, وهو ما أدي إلي إتاحة أكثر من3 آلاف فكرة في زمن وجيز, واضطر قائد الجيش إلي زيادة أعداد النياشين التي كانت موجودة, إذ خلقت هذه الأفكار نوعا من الاطمئنان, لأنها أكدت أن الجميع متحفز للنصر. وأوضح أنه من بين أسرار الحرب أن كانت أمام الجيش المصري31 نقطة قوية للعدو, كل منها مساحتها أكثر من كيلو متر مربع, بها عتاد متطور ونجحت بعض الفصائل في معرفة تفاصيل هذه النقاط الحصينة, والتغلب عليها, مشيرا إلي أنه من الوسائل المستخدمة لتدمير هذه النقاط, صواريخ قهر وظفر, التي كانت المخازن مليئة بها وقتها, وأنجحت مهمتنا تماما, وتابع: كانت أكتوبر حرب أفكار, موضحا أن روح أكتوبر تولدت أعقاب هزيمة1967, وأن كل ضابط وجندي وقائد تحمل مسئوليته بشجاعة في تحرير الأرض. وقال اللواء جمال مظلوم, أحد قادة الحرب في6 أكتوبر أننا في ظل الاحتفالات بذكري تحرير الأرض السادس من أكتوبر يمكننا أن نربط بين حرب1973 وثورة25 يناير, حيث إن الحرب جاءت لتحرير الأرض والوطن من العدو وإعادة بناء الوطن من جديد بعد أن خسرت مصر كل مواردها في الحرب وجاءت الثورة استكمالا لبناء الوطن علي أسس العدالة والحرية والديمقراطية, وأضاف مظلوم أن التخطيط والتنظيم في العمل هو ما نريده الآن خاصة بعد الثورة للعبور بمصر إلي مرحلة الآن وإعادة بناء كيان الدولة مرة أخري. اللواء صادق عبد الواحد أحد ابطال سلاح الصاعقة في حرب اكتوبر المجيدة يؤكد ان عنصر المفاجأة من اسباب تحقيق النصر في السادس من أكتوبر وكذلك من اسباب نجاح ثورة25 يناير حيث تميزت حرب أكتوبر1973 بخصائص كثيرة ميزتها عن المواجهات العسكرية الأخري لمصر في النصف الثاني من القرن العشرين, وكان عنصر المفاجأة هو الحاسم في بداية العمليات وهو الأكثر تأثيرا في نتيجة تلك الحرب العظيمة, مقارنة بباقي العناصر الأخري, وإذا أخذنا كل تفاصيل حرب أكتوبر في الاعتبار, من البداية حتي النهاية, لوجدنا أن إسرائيل بكل ما تمتلكه من وسائل, لم تعان شيئا بمثل ما عانت مفاجأة الهجوم المصري وما أحدثه من إصابة نافذة في هيكل الإدراك الإسرائيلي, ومدي قدرته علي تمييز تفاصيل التهديد المحيط بإسرائيل. وكثيرا ذكر خبراء إسرائيليون أنفسهم عن مفاجأة حرب أكتوبر وتساؤلهم وتعجبهم المتكرر كيف نجح المصريون في تحقيق تلك المفاجأة؟ ولا ينافس مفاجأة حرب أكتوبر إلا ثورة25 يناير رغم ان التاريخ يحتوي علي أسئلة كثيرة للمفاجأة العسكرية, مثل الهجوم الياباني علي الأسطول الأمريكي. وقال اللواء صادق عبدالواحد إن وحدة الشعب كانت اساسا لنصر اكتوبر وكذلك ثورة يناير, فلم تكن هناك فرقة ولا فتنة طائفية ولا خلافات دينية, ولا أحد يعرف المسلم من المسيحي, أو الفقير من الغني, لم يكن هناك تكفير أو تخوين أو إقصاء للآخر, وعلي رمال سيناء اختلطت دماء الجميع وكتبت أجمل الانتصارات وأعظمها, ولاشك مطلوب الآن هذه الوحدة وأن ننسي خلافاتنا الصغيرة والمصالح الضيقة, فحتي الآن لم تكتمل الثورة ولم تصل إلي أهدافها, ولم يتحقق منها سوي القليل, ومن أهم عوامل نجاح الثورة, لقد شاهدنا جميعا المسيحي يصب الماء للمسلم ليتوضأ, ورأينا المسلمين يحيطون بالمسيحيين عند إقامة القداس في ميدان التحرير. كان العامل بجانب الطالب والفلاح مع الصانع, وأستاذ الجامعة مع تلاميذه, والمرأة في كتف الرجل, كانت روح أكتوبر تحلق في الميدان أثناء الثورة ولابد من التمسك بها حتي النهاية. وقال لقد استطاع المجتمع المصري بعد هزيمة1967 أن يتغلب علي الإحباط, وتمكن من مواجهة الطابور الخامس الذي كان يحاول زرع اليأس في نفوس المصريين والإيعاز لهم بعدم القدرة علي مواجهة إسرائيل والانتصار علي الجيش الذي وصفوه بأنه لايقهر كان هناك من يحاول الإيهام بقدرة غير عادية للإسرائيليين ووصل الأمر بأنها تمتلك قنبلة ذرية وأن سلاحها لايمكن مواجهته وجنودها ذوو قدرات غير عادية, ولأن المصريين قاوموا هذا الطابور وكشفوه لم يتسلل إليهم اليأس واستطاعوا الانتصار. لقد شارك الجميع في حرب أكتوبر ولم يحاول أحد أن ينسبها لنفسه حتي إن حاول البعض الإعلاء من الضربة الجوية علي أهميتها بالفعل علي حساب باقي الاسلحة, واليوم لابد من التضافر فالكل شارك في الثورة ولايجب أن يختطفها أحد لنفسه. فملحمة أكتوبرملحمة مصرية متكاملة, صهرت في بوتقتها كل طاقة وقدرة تختلج في صدور المصريين, جيشا وشعبا, بحيث صار لهم جميعا أن يتلقوا التهنئة والتقدير الواجب صبيحة هذا اليوم من كل عام, وعليهم جميعا أيضا أن يحرسوا قيمته, وينزلوه موضعه اللائق بين غيره من الأيام المجيدة في تاريخهم الوطني المجيد.