بعد أن وقف الأهرام المسائي علي أرض صحفية صلبة رأيت أن علي العودة إلي المهمة الأساسية للكاتب والصحفي التي غيبتها عمدا لحوالي ستة أشهر وهي التواصل مع القراء عبر مشاركتهم بما يعن لي من أفكار. علها تكون لبنة في عملية العصف الفكري التي نقوم بها جميعا من اجل مستقبل مصر. اليوم أستأذن قراء الأهرام المسائي الأعزاء أن أتواصل معهم عبر تلك الزاوية.. ربما جاء التواصل متأخرا بعض الشيء وربما يبدو الاستئذان غريبا ولكن لم لا ؟ فقد استأذن الأستاذ هيكل قبل الثورة بسنوات في الانصراف عن القراء وأنا الآن بعد الثورة بشهور اقتدي- بتواضع صادق- بأستاذي الكبير وأستأذن القراء في التواصل معهم. وفيما يخص تأخر تواصلي فيرجع ذلك إلي اعتقادي الراسخ أن مهمتي الأساسية منذ شرفت برئاسة تحرير جريدة الأهرام المسائي هي ضبط دولاب العمل بالجريدة وتطوير العمل الصحفي بها وما تقدمه لقارئ لم يعد هو نفس القارئ الذي كان قبل الخامس والعشرين من يناير فكان علي العمل المتواصل وشحذ همم الزملاء بالجريدة لمواكبة التغير الذي حدث وتقديم ما يتناسب معه. كانت المهمة صعبة وسهلة في آن واحد; صعوبة المهمة كانت نابعة من الصورة الذهنية المرسومة لدي القراء, ليس عن الأهرام المسائي فقط ولكن عن الصحف القومية عامة, أما السهولة أو ما جعلني أعتقد أنها سهلة فكان إيماني الشديد بقدرات صحفيي الأهرام المسائي واعتقادي أن المطلوب هو فقط وضع إستراتيجية للعمل والنهوض بالجريدة وتوفير الجو المناسب لإنتاج أفضل ما لدي الزملاء وهذا الاعتقاد لم يكن وليدا للثورة المصرية بل كنت دوما مؤمنا أننا كصحفيين مصريين لا ينقصنا سوي وضوح الرؤية بشأن الهدف الذي نريد أو الرسالة التي نؤيدها, فسعيت إلي نظام عمل واضح يمكنه مكافأة المجتهد والموهوب, ومعاقبة المقصرين, ويحول دون التنازل عن آداب المهنة وأخلاقياتها, ويجب علي الجميع احترامها وتحري أقصي درجات المهنية والموضوعية فيما ينشر, وكان دافعي الأساسي لذلك أن احترام القراء كفيل بتغيير الصورة الذهنية التي رسخت عن الصحافة والرهان هنا كان علي إدراك القراء ووعيهم والذين باتوا يبحثون عن الحقيقة وعن الموضوعية وعما يفيد وليس عما يثير, فلم يعد هناك ما يثير أكثر مما حدث في يناير. وهكذا بدأت العجلة في الدوران وبدأنا نخطو خطوة بعد الأخري متفائلين ومسلحين بما نحققه من تغير وتميز يوما بعد الآخر حتي بدأت الجريدة تحتل مكانا لائقا بها في السوق الصحفية الذي اتسع بشكل غير مسبوق في مصر وفي ظل منافسة قوية وشرسة. وبعد أن وقف الأهرام المسائي علي ارض صحفية صلبة رأيت أن علي العودة إلي المهمة الأساسية للكاتب والصحفي التي غيبتها عمدا لحوالي ستة اشهر وهي التواصل مع القراء عبر مشاركتهم بما يعن لي من أفكار علها تكون لبنة في عملية العصف الفكري التي نقوم بها جميعا من اجل مستقبل مصر. يبقي في النهاية تأكيد الالتزام الذي قطعته علي نفسي أمامكم منذ تولي المسئولية وهي أن نبقي في الأهرام المسائي أوفياء للمهنية بكل ما تفرضه, وأوفياء لثورة مصر العظيمة, ولكل ما من شأنه رفعة هذا الوطن الغالي ودفعه قدما نحو تحقيق مستقبل أفضل ينعم فيه المصريون بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والأمن والاستقرار والحياة الكريمة. وأخيرا فلابد أن أخطر قارئي الأهرام المسائي أن اختيار صوت الحرية عنوانا ثابتا لما سأكتبه بالجريدة يأتي من وحي المرحلة ووعدا للقارئ بأن ما سأسطره من كلمات سيعبر دائما عن الحرية التي طالما حلمنا بها وآن الأوان أن نقاتل من أجلها. [email protected]