طلبت من الشيخ يوسف البدري قبل أن أبدأ حواري معه أن يتسع صدره عندما أسأله عن أشياء قد لا تسره, وهو اشترط شيئين, لكي يجيب: ألا أسخر منه, ثم أن أحضر معي آخر عددين من' الأهرام' وآخر عددين من' الأهرام المسائي', وآخر عددين من' الأهرام الاقتصادي'. ومن حسن الحظ أنه لم يطلب آخر عددين من بوابة الأهرام! قال.. هات معك ما تيسر, وأردف.. وإلا فلا حوار. هكذا قال لي ولم يكن يمزح كما اعتقدت. ومع يوسف البدري كل شيء لا بد أن يمشي علي طريقته.. حركة الكواكب والأفلاك, وموعد سقوط الأمطار والثورات, والطريقة التي ينبغي أن يمشي بها الأطفال والمجانين والسيدات الحوامل. ولأنني وفيت بوعدي, لذلك انتظرت أن يجيب الرجل بأريحية كما اتفقنا, وقد فعل, وهذا هو نص الحوار, حتي لا يجرجرني إلي أقرب محكمة! * دعنا نبدأ بطفولتك, كلمني عن يوسف الطفل, هل كان منطويا, خجولا, أم يحب الجدل والظهور. كيف كنت ؟ - أنا اسمي يوسف صديق بن محمد البدري بن زيد بن يوسف الحكيم, بن زيد حفيد عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب. * الصحابي الجليل ؟ - رضي الله عنهما. أما والدتي فهي تركية, حفيدة محمد محمد أغا أحد ضباط حامية محمد علي, ولدت في الشرقية بمنطقة أبو كبير, عزبة الحكماء.. نسبة إلي جدي, وبالمناسبة أحد أجدادي هو خال نمر والد أمين نمر الذي كان رئيسا للمخابرات العامة وهو الذي صنع عمر سليمان. عشان تعرف يعني! وقد نشأت في هذه العزبة, وفي سن الرابعة استعددت لحفظ القرآن, لكن أشقائي أصروا علي أن أدخل المدارس المدنية وليس الأزهر. غير أنني أصبت بفقد البصر!. * بسبب ؟ - مرض يا ولدي, أمراض الرمد. المهم ظل الدكتور محمد مندور يعالجني وبدأت أستعد لدخول الأزهر كفيفا. لم أكن أعمي. بعد عام من العلاج وكنت قد فقدت الأمل رد الله إلي بصري في سن الخامسة * ماذا فقدت بفقد البصر ؟ - كنت طفلا صغيرا ولا أدري شيئا عما حولي. وكنت قبلها قد غرقت في الساقية أمام بيتنا ولولا أن الله سخر لي أختي التي أنقذتني بأصبع, لكنت هلكت. تعرضت للموت مرات عديدة آخرها ليلة العيد الفائت, حيث صدمتني سيارة, لكن الله سلم * ماذا ترك بداخلك الشعور بأنك عرضة دائمة للموت ؟ - تعرضت بسيارتي لعشرات الحوادث, لكن ذلك لم يترك بداخلي أي شيء. إنه قدر. * هل تخاف من الموت ؟ - لا, علي الإطلاق, والله إنني أنتظره. بالعكس أنا عندما كنت صغيرا تصورت أنني لن أعمر في الحياة أكثر من أربعين عاما, وتزوجت مبكرا لهذا السبب. * كلمني عن اللعب, أي لعبة كنت تمارس في الطفولة ؟ - الألعاب الريفية, لكن عندما دخلت المدرسة مارست ألعاب السويدي.. القفز وخلافه, وكنت بارزا فيها لخفة جسمي, وكنت في هذه الفترة من أشبال حسن البنا الذي كان مسموحا له آنذاك بتكوين أشبال في أي مدرسة. واعتقلت منذ صغري علي يد الإنجليز, لأن التل الكبير كان قريبا منا وكنا نطوف الشوارع مطالبين برحيلهم. * ولدت في العصر الملكي وكنت شابا أيام عبدالناصر ورجلا علي عهد السادات, ثم شيخا مع مبارك. إلي أي مرحلة تحن ؟ - عصر السادات. * لم ؟ - هذا الرجل, وهذا من فم أحد كبار السياسيين, قال لي بالحرف الواحد: السادات خسر كل الناس, لكن التيار الإسلامي خسر السادات. * لأن السادات فتح لهذا التيار القمقم ؟! - لا, خالد الإسلامبولي كان مخلب قط, وجيء به خصيصا لقتل السادات. لماذا.. لقد أرادت أمريكا التخلص من السادات, لأنه كان عازما علي تطبيق الشريعة الإسلامية,100% وقتله أخر تطبيقها. * أنت تحن إذن لعصر السادات ؟ - أريده أن يرجع, قال لي الملحق الثقافي الفرنسي في عام1990 إن قتل السادات جعلنا في أوروبا نطمئن, فبموته لن تقوم للإسلام قائمة. قال لي ذلك في مسجد الريان وترجمت كلامه للجميع. * بم تشعر حين تري حسني مبارك في القفص ؟ - بيصعب علي. * لم ؟ - الجاهل عدو نفسه * تتهمه بالجهل ؟ - نعم, وعدو نفسه, وقد نصحته. * هل تكفره ؟ - نحن لا نكفر أحدا يا ولدي. * لم إذن كفرت البرادعي وشريف منير ؟ - هذا كذب, أنا لا يمكن أن أكفر حتي برغوثا. من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما. هذا حديث صحيح يا ولدي. أنا لم أكفر البرادعي, لكن جاءني سؤال علي بريدي الإلكتروني: ما رأيك في رجل قال: عندما أحكم مصر سأعيد فتح محافل الماسون, وأعيد فتح محافل البهائيين وأقوم بعمل نواد للشواذ والعراة وأعطي الحرية لكل الناس!. * دون أن يحدد اسم المرشح ؟ - لأ, حدد, لكني لم أذكر اسمه, وقلت إن أي إنسان يقول بهذا فإن في دينه شبهة بطلان, فمن قال هذا ورشح نفسه, فيجب ألا يعطيه أحد صوته, ومن يفعل فهو آثم, حتي يتوب إلي الله, وانا أنصح البرادعي إن كان قد قال أن يتوب إلي الله, وإن لم يقل فعليه أن يبرئ ساحته. هذا ما حدث. أما شريف منير فقد اتصل بي وشرحت له ماذا يعني القدر الذي نفي منير أن يكون وراء نجاحه, قلت له: لقد كفرت يا ولدي, فقال: أعوذ بالله, فقلت: انطق الشهادتين, واعلن أنك كنت تقصد الحظ لا القدر. * عندما اتصل بك شريف منير ألم يكن بدافع الخوف من أن ترفع ضده دعوي تفريق أو ما شابه ؟ - لا, بل كان يريد أن يوضح وجهة نظره, وقد حمدت له هذا. * أعود إلي حسني مبارك الذي تقول إنه عدو نفسه.. كيف إذن تبايعه, فيما تقول, بالإمامة الكبري ؟! - رأيت حسني مبارك في المنام, كان بجواري فقلت: والله لن أبدأه بالسلام, لأن العالم للنصح لا للمدح, لكنه بادرني, قال: السلام عليكم, فقلت لنفسي خلاص بقي( بنطق القاف همزة) وصافحته, وقلت له.. يا ريس أنا عندي كلام كتير لك, أريدك أن تسلك سيرة من قبلك, فقال لي: كيف, هو إللي حواليك بيسمحوا لحد يخش! رد: أنا هاديهم أمر, لما تيجي يدخلوك. بعد هذه الرؤية, جاءت انتخابات مجلس الشعب عام1987, ونصرني الله فيها علي وزير, لأول وآخر مرة في تاريخ مصر, يسقط وزير أمام شخص عادي. * من هذا الوزير ؟ - جمال السيد, رحمه الله. المهم طلبني حسني مبارك, قبلها كنت بايعته..*( مقاطعا) قلت له: أيها الرئيس جئت أبايعك علي الإمامة الكبري, فليس فينا من هو قادر علي تحمل المسئولية مثلك!! - قلت له: ليس هناك الآن, ومعني الإمامة أن يكون رئيس الدولة, أما الإمامة الصغري فهي إمامة المصلين, أي أنني لم أناد به خليفة للمسلمين! أكمل لك: لما طلبني قال لي: أنت بعتني مش بايعتني. ثم لماذا يا ولدي لم تذكر الشروط التي اشترطتها عليه. أنا قلت له: بايعناك من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية, بايعناك من أجل اقتصاد إسلامي..إلخ. كان علي كل واحد أن يقول كلمة, وأنا قلت كلمة حزب الأحرار, لكن رفعت المحجوب, وبالمناسبة.. أنت لا تعرف من قتل المحجوب * لا أعرف, قل لي أنت ؟ - لهذا قصة. * لماذا لا نسمعها الآن. هذا وقتها ؟ - لا لن أقول, بعد ذلك تحدد لي لقاء آخر معه في28 فبراير1988, يوم الإثنين, كنت صائما وتوجهت إلي القصر الجمهوري في مصر الجديدة. * قصر العروبة ؟ - هناك قال لي مبارك: لقد أيقظوني من النوم الساعة3 وقالوا لي: سقط جمال السيد ونجح يوسف البدري. قلت لهم: يسقط جمال السيد, أنا عايز البدري, وفي اليوم التالي جاءني جمال السيد وقدم لي استقالته, فقلت له.. حط الاستقالة في جيبك, إنت كنت قدام راجل غير عادي. يقصدني. * وماذا قلت له يا شيخ يوسف ؟ - كل ما قلته له حصل, لأنه خالفه, قلت له: يا ريس ها يضربوك, وحصل. في أديس أبابا وساعتها رفعت السماعة للسفير سامح وقلت له: قل للريس يسمع الشريط إللي كان بيني وبينه يوم88/2/28, كان هناك شريط يسجل كل كلمة. قلت له اسمع للشباب, لكنه لم يستمع. أهم الشباب هم إللي شالوه! قلت له اسمع لعلماء الدين تخانق معاهم كلهم, لم يكن تحت طوعه غير الله يرحمه سيد طنطاوي! * إذن يستحق ما آل إليه ؟ - مبارك لم يستمع لأحد, ولم ينتصح, وبالتالي يستحق ما حصل له. لكني كنت ضد الخروج عليه, لأنه لا يجوز الخروج علي الحاكم! * حتي لو كان ظالما ؟! - حتي لو كان ظالما, وعندما قلت ذلك قال وائل الإبراشي إنني أسبح ضد التيار, ومختار نوح قال: مش وقته الكلام ده! المهم بدلا من الخروج كنت أطالب بالعصيان. لو أن مصر كلها كانت امتنعت عن العمل3 أو4 أيام كان النظام قد سقط ؟ * وثورة يناير لم تفعل غير ذلك ؟ - الثورة يا ولدي العزيز طالبت بإسقاطه! أعظم الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر. وخد بالك من كلمة عند, مش في الميدان!! من أهان السلطان أهانه الله. هو إنت فاكر مصر ها تتحسن ؟! * أنت متشائم ؟ - أنا خايف من بكرة. * لهذا السبب اتهمت الثورة بأنها صناعة أمريكية ؟! - ليس أنا من قال. هذه هي الفوضي الخلاقة بتاعة أمريكا. * كوندوليزا رايس ؟ - هي دي, في سوريا, في اليمن, في البحرين, في ليبيا, في العراق, في السودان.. قسموه نصفين. * اتهمت بأن لك علاقة بأمن الدولة, قيل إنهم كانوا يسلكونك علي بعض المثقفين ؟ - شل لسان من قال هذا, وسأدعو عليه..( ثم بسط الشيخ يدين ضارعتين وأخذ يدعو): اللهم إنهم كاذبون, اللهم ارزؤهم في أنفسهم, اللهم ابتليهم في أنفسهم, كل من تقول علي كلاما كاذبا. * وكنت أظن أن الشيخ انتهي من دعائه حين قبض يديه, فههمت بسؤال جديد, لكنه أخذ يجيب عن سؤال لم أوجهه له قال: - لما رأيت مبارك في القفص كنت أريد العفو عنه, لأنه لم يفعل بمصر ما فعله أهل مكة بالنبي. ثورة52 عفت عن الكل, باستثناء الإخوان المسلمين, لأن الإخوان كان معهم شركاء, والثورة أردات أن تسيطر علي الحكم, ولذلك اختلفوا وهنا انتقم القوي من الضعيف. * لكن كانت هناك محكمة الثورة ؟ - كانت فقط للإخوان. وعلي فكرة في هذه الثورة الأخيرة, ركب الإخوان الموجة, وأقولها بأعلي صوت. مكثوا يومين لا يشتركون.. يا سيدي هؤلاء لهم اتصالات بأمريكا وإنجلترا, وقد قلت لهم في أحد البرامج: أنتم عملاء لأمريكا, فقالوا لي: نحن ننسق المواقف. * قلت لمن ؟ - لعصام العريان * وبماذا رد ؟ - قال: لي اتهامك هذا.. أنني مع أمن الدولة, وطالبته بدليل علي هذا الكلام. لقد منعني أمن الدولة من الخطابة وآذوا أبنائي! فكيف أعمل معهم ؟! واسمع هذه.. عندما كنت في مؤتمر الوفاق جاءني أحدهم, سيبقي رئيس قلم الأمن القومي وسيرقي إلي درجة لواء ولعله أخذها, وطلب مني السماح علي ما قاموا به ضدي! * هذا الشخص هو الذي أمر بتعذيبك ؟ - والله العظيم قال لي: سامحني * لماذا لا تقول اسمه, ليكون الكلام علي رؤوس الأشهاد, كما يقولون ؟ - هو عارف نفسه * وهل سامحته ؟ - لا * قل لي: لم أنت دائما محط جدل ؟ - لأنني لا أسكت عن ظلم, كما قلت لك, ولأني أتكلم بجرأة. وها أنا أتكلم ضد الثورة. عادي * لو كانت للثورة قيادة من الجيش لما جرؤت علي الهجوم عليها ؟ لم يفعلها أحد مع ثورة يوليو ؟ - أنا, حبسني عبدالناصر4 مرات. * أجبني بسرعة: هل أفتيت بقتل البهائيين ؟ - أفتيت بحبسهم * وما موقفك من ختان الإناث ؟ - ليس هذا موقفي, بل حكم الإسلام, الختان واجب. * ونقل الأعضاء البشرية ؟ - لا يجوز, لأن جسمك ليس ملكك, بل ملك لله يا ولدي, أذكر وأنا أخطب في مسجد الريان أننا وجدنا طفلا أخذوا منه كليته. تخيل مستقبل هذا الطفل. هل تريدون أن يتحول الإنسان إلي قطع غيار. * علي ذكر الريان, هل كانت لك علاقة به ؟ - ربطتني بالريان علاقة, وقد ذهبت إليه ليعطي بعض الناس أموالهم, فنهرني, كأنما أراد أن يطردني. * قلت هذا الكلام لأحمد أم لمحمد ؟ - قلته لوالدهم, إللي كان بتاع مومبار ولحمة كرشة. ومرة قال لي: أنا باجيب كرتونة اللحمة10 أو12 حتة بلاقيها بقت20, قلت له: يعني إيه هي بتولد! أخذ الريان أموال الناس.. ضيعوها وضاربوا بها, وكان الأصل أن يحافظوا عليها, لأنها ليست من حر مالهم * وما رأيك في جمال البنا وفتاواه ؟ - أعوذ بالله, مجرد الالتفات إلي هذا مضيعة للوقت. هذا ثقافة عمالية يا ولدي, إنه لم يحصل علي غير الابتدائية, هو عشان أخو حسن البنا يبقي مفتي ؟ لا علم عنده والمستمع إليه يلقي بنفسه في نار جهنم * أفتيت أيضا بأن بيع الرجل لملابس المرأة الداخلية معصية ؟ - مثل هذه الأمور تحتاج إلي النساء, لا سيما أنها تحتاج للقياس والتغيير وغيره, وبالتالي يجب ألا نعرض النساء لمثل هذه المواقف المحرجة. * ولم لا تعترف بالمجالس النيابية ؟ - لأنها فكر وثني, والديمقراطية هي دين الغرب وأمريكا تحاول نشره, وقالت: سندفع من اجل الديموقراطية. لماذا تدفع ؟ من أجل سواد عيوننا! الحكم بالديموقراطية حكم بالطاغوت! * وقلت إن امتلاك القنبلة الذرية فرض عين علي كل دولة إسلامية ؟ - هذا واجب. * وتعديل أسماء الله الحسني ؟ - ليس تعديل الأسماء, لكن ما أطالب به هو الأسماء الصحيحة. * تاريخك هو تاريخ الدعاوي التي لاحقت بها المثقفين! كيف تجد الوقت لتحريك كل هذه الدعاوي في وقت واحد ؟ ثم ما الدافع لملاحقتهم ؟ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. * لكن إبراهيم سعدة وعبدالمعطي حجازي وغيرهما انتقدوك كتابة, لماذا لا ترد عليهم كتابة أيضا ؟ - رددت علي ابرهيم سعدة ولم ينشر.. وعبدالمعطي حجازي شبهني بعامير اليهودي وقال إنني أحرق وأقتل وأكسر. وأين هي الدولة, لماذا تسمح لي بذلك ؟ هكذا قلت للقاضي ؟ هذا كلام غير مسئول. ثم لما كسبت منه القضية قام بسبي مرة أخري في آخر ساعة. * ورفعت عليه قضية أخري ؟ - وأخذت20 ألفا أخري دفعتها أخبار اليوم, حجازي لم يدفع شيئا. * لا بد أنك كونت ثروة من هذه التعويضات ؟ - لا يدخل بيتي مليم واحد من هذه الأموال. * وأين تذهب إذن ؟ - الله أعلم, هذا سر, أنا عندي مكتب به20 محاميا, ليس ملكي, لكنني أتعامل معه. * هل هذا سر, القضاء حكم لك بهذه التعويضات, فلماذا لا تريد الكلام عنها ؟ - يا ولدي العزيز أرجوك لا تسألني عنها. * طيب.. -( مقاطعا).. إبراهيم سعدة هاجمني بسبب مشيرة خطاب. * وما علاقة مشيرة خطاب بالأمر؟ - قال إنني كفرتها وهذا لم يحدث. * أهو تلفيق إذن ؟ - بص قضاء مصر نزيه. * قلت لمن يتهمك بأنك تطلب شهرة من وراء هذه القضايا, إن هذا تفتيش في النوايا. فلماذا تسمح لنفسك بتفتيش نوايا الآخرين ؟ - عمري ما فتشت في نوايا أحد, أنا أحاسب بالكلام الظاهر. بمعني: عندما يأتي عبدالمعطي حجازي ويقول إن عصرنا أشد حشمة وحياء من عصر محمد, لقد كانوا يمشون أيامها والصدور عارية, وكانت المسلمات لا تلبسن إلا إزارا أو رداء. هذا جهل مركب, وبالتالي فإن نساءنا اليوم مهما كشفن عن أجسادهن فهن أكثر حشمة من عصر محمد! هل هذا كلام إيمان أم كلام كفر؟ رد علي * أنت تكفر حجازي ؟ - والله هذا حدث بالحرف, في معرض رده علي المفتي! فرد عليه مصطفي عبدالواحد, قال له: أريدك أن تقرأ باب اللباس, وهذا الكلام منشور في الأهرام. * آخر دعوي لك, لمنع التظاهر نظرت في الاستئناف أمس. إلي أين وصلت ؟ - أجلت لشهر أكتوبر المقبل, المظاهرات ضلالة مستوردة من الغرب, فلم لا. نصنع هايدبارك لهذا الغرض. مصالحنا معطلة بسبب هذه المظاهرات. * رفعت دعوي كذلك لوقف مسلسل الحسن والحسين, رغم أنك لست ضد تجسيد الصحابة ؟ - من قال لك هذا ؟ أنا ضد تمثيل الصحابة, أنا ضد التمثيل أصلا. التمثيل حرام وأعطيت الأدلة علي ذلك. * مع أنك عملت بالتمثيل ذات يوم ؟ - اشتغلت بالتمثيل عندما لم يكن عندي علم. * كم كنت تبلغ من العمر ؟ -22 سنة, أي من51 سنة. * ولماذا رفعت دعوي لرد السيدة وفاء قسطنطين للإسلام بالقوة ؟ - وما زالت الدعوة منظورة أمام الإدارية العليا. * وما رأيك في الاقتصاد الإسلامي الآن؟ - الاقتصاد الإسلامي هو الحل. لا نجاة إلا بتطبيقه. * الأزهر ؟ - أسأل الله له العافية. أنا حزين من أجل الوثيقة التي خرجت عن الأزهر. * جاد الحق, سيد طنطاوي, أحمد الطيب. من أفضلهم في رأيك ؟ - جاد الحق * وما عيب الطيب ؟ - وثيقة الأزهر. * وما رأيك في الشيخ علي جمعة ؟ - له أخطاء فقهية كثيرة, وقد أبلغت بها سيد طنطاوي, خاصة كتابه' البيان لما يشغل الأذهان', أخرجت فيه60 فتوي باطلة, و60 فتوي منقولة من الكتب, ولكن لأنه مفتي غطوا عليه. ولذلك أطالب بانتخاب المفتي وانتخاب وزير الأوقاف وشيخ الأزهر. * تحمل علي الشيعة, إلي درجة اتهمت معها بالتجسس ؟ - كدت أن أقتل عندما زرت إيران. أيام حربها مع العراق, رحب بنا الخوميني وقلت لهم: أنتم تقولون.. مرج بار أمريكا, أي الموت لأمريكا, مرج بار روسيا, مرج بار إسرائيل. ومع ذلك تأخذون السلاح منهم لضرب العراق! توقفوا عن هذا إن كنتم صادقين! * قلت هذا أمام الخوميني ؟ - أيوة, كنا مجموعة وقلت أمامه هذا الكلام, فأشار لي, لأفاجأ بالليل بتغيير مرافقي عباس خنداني وأتوا بالتليفزيون وأخذوا يسألونني, وقتها استودعت الله أهلي وديني. لكن الله ألهمني كلمة: قلت لهم كيف تفعلون هذا بي, قالوا.. الخوميني الآن يسمع كل كلمة. فقلت لهم.. لقد أتيت لأتعرف علي مذهب الشيعة عن قرب, وهذه قائمة بالمراجع التي أريدها, فعدت للقاهرة بأربع حقائب كتب. * وكيف تري تدريس الثقافة الجنسية في المدارس ؟ - لا يجوز. * وعمل المرأة ؟ - مشروط. * ب ؟. - أربعة. * واحد ؟ - ألا تجلب الفتنة لنفسها, أو لغيرها, وألا تنافس الرجال في رزقهم, ويؤكد لها العمل ما لم يكن لها عائل * لمن ستعطي صوتك في الانتخابات الرئاسية ؟ - لمرشح إسلامي * وما رأيك فيمن يسميك محتسب مصر ؟ - شرف لا أدعيه, وتهمة لا أنكرها * وموضوع الرقية يا مولانا... ولم أكد أكمل سؤالي حتي لوح البدري بيده في الهواء كأنه ينش شيئا عن وجهه, فقلت نيابة عنه باستفهام.. لا تعقيب ؟ قال: - لسبب, لأن القضية منظورة في المحكمة, ولا يجوز الكلام في شيء معروض علي القضاء. * طيب قل لي: من من المشاهير شفي علي يديك ؟ - والله دخلت بيوت وزراء, والله وأمراء والله وأخت ملك والله وأخيرأ بيت واحد من كبار رجال العدل وتم الشفاء والحمد لله * هناك من يتهمك بأنك مادي, تحب الفلوس ؟ - هل أبدو لك كذلك ؟ * وهربت من سؤاله بسؤال.. وما رأيك في قناة الجزيرة ؟ - قناة الجزيرة كأي قناة تريد أن تنتشر, لا يهمها في سبيل ذلك أن تحطم من تحطم أو تبني من تبني. * كنت عضوا في مؤتمر الوفاق القومي بلجنة تناقش وضع القوات المسلحة في الدستور الجديد. السؤال.. ما خبرتك أنت بالقوات المسلحة ؟ - اللجنة كان اختصاصها القوات المسلحة والأمن القومي. * هذا أدعي للتساؤل ؟ -( ضاحكا بما يشبه السخرية من جهلي بعلمه في الفنون العسكرية والأمن والحرب).. يا ولدي لا تؤاخذني نحن درسنا العسكرية الإسلامية وعندي كتب لها. تحب أوريهالك ؟! * بدون زعل يا مولانا.. البعض يرونك وليا والبعض الآخر يسميك بألقاب لا أستطيع التلفظ بها ؟ ألقاب وحشة خالص, فمن أنت ؟ - كل إناء بما فيه ينضح * آخر سؤال.. ماذا يبقي منك ؟ - الذي يبقي يعلمه الله, لكنني تركت أعمالا صالحة وتركت ذرية صالحة. هناك شخص أنصفني الله به.. قال: نحن الآن مع رجل لا يمكن أن نطلق عليه بعد حياته الحافلة بالجهاد, إلا أنه ضمير الأمة. هذا ما يبقي.
