مزلقانات الموت.. مزلقانات الخطر.. أوصاف يطلقها المقيمون بالقرب من محطات السكك الحديدية المنتشرة في أرجاء مصر لوصف معاناتهم من وجود مزلقانات القطارات. سواء للمخاطر المحتمل حدوثها عند عبورهم لها أو من كثرة ما رأوا من حوادث وضحايا بسبب هذه المزلقانات التي لا يزال الكثير منها يعمل بالطرق التقليدية. فحسب بيانات وزارة النقل والمواصلات التي تم الإعلان عنها أخيرا بتطوير عشرة مزلقانات وانتهاء الأعمال المدنية ل78 أخري ضمن مشروع يستهدف تجديد345 مزلقانا علي مستوي الجمهورية بتكلفة440 مليون جنيه كمرحلة أولي, يبدو أننا لا نزال في البداية وأن الخطر لا يزال قائما. يقول منصور يوسف السائق بهيئة السكة الحديد خط الصعيد المزلقانات دي من علامات التخلف الموجودة, عندنا كثير منها بنبقي ماشيين ومفيش سلاسل حديدية مانعة أو بوابات لحجز السيارات والمارة مما يتسبب في الكثير من الحوادث سواء للأشخاص أو السيارات ويصل الأمر لانقلاب القطار نفسه مثلما حدث اخيرا في حادث الفشن الذي اصطدم فيه القطار القادم بسرعته المعتادة بسيارة تريلا تحمل طوبا أحمر معطلة علي المزلقان وتحطمت كابينة جرار القطار حيث كانت من النوع الكندي الصغير طراز2100 وتوفي اثر ذلك السائق وأصيب المساعد اصابات جسيمة. ويضيف عم منصور سائق القطار المتجه لقنا: في طريقي الآن من محطة سكة حديد رمسيس لمحطة الجيزة مررت علي مزلقان منطقة أرض اللواء وقبل حوالي نصف كيلو متر من المزلقان كنت أري السيارات تعبر شريط القطار أمامي ولا أستطيع عمل شئ فأنا أسير بسرعتي الطبيعية وأقصي رباط عندي بالنسبة لحسابات القطار وقوته وانحداره يحدث علي مسافة كيلو متر الا ربع مما يعني أنني أري الموت والحوادث أمامي دائما. وبسؤاله عن ايصال الأمر للمسئولين أجاب بكلمات توحي باليأس قائلا: اتكلمنا كثيرا ولا مجيب, للأسف السائق هو الذي يعايش ذلك وهو أول المتضررين من الحوادث الكثيرة التي تتسبب فيها هذه المزلقانات. ويبرر مدير محطة سكك حديد رفض ذكر اسمه فتح المزلقان أثناء استعداد القطار للمغادرة بأنها محطة وقوف وليست عبور! قائلا: قبل مغادرة القطار للرصيف لاستكمال مسيرته سوف يتم اطلاق صافرة الانذار وتركيب السلاسل لمنع المشاة والسيارات من العبور غير أنه أكد أن جانبا كبيرا من المشكلة يكمن في سلوكيات المواطنين أنفسهم الذين برغم احساسهم ببساطتها أحيانا لكنها تتسبب في حوادث كثيرة تصل الي حد الكوارث أحيانا مطالبا بمزيد من التوعية لتجنب قدر كبير من المشكلات. وبالنسبة للمواطنين, كانت الإجابة المشتركة الوحيدة علي سؤال: لماذا تعرض نفسك للخطر والعبور رغم أنك تري القطار يستعد لمغادرة المحطة؟ خليها علي الله عايزين نلحق أشغالنا. ويقول مصطفي سعيد سائق أجرة أكل العيش مر ولو انتظرنا كل شئ يعبر أمامنا الطريق هنقضي نصف اليوم في الانتظار ولن نجد ما يكفي لمن هم في مسئوليتنا من الأسرة والأبناء وعموما كل شئ مقدر ولن يأخذ أحد سوي المكتوب له. ويبرر حسين عبيد موظف بمجمع الجيزة عبوره المزلقان باختصار المسافة حتي لا يضطر للسير10 دقائق قد تصل الي ربع الساعة اضافية يجعلها عبوره للمزلقان لا تتجاوز ثلاث دقائق فقط. وبعبارة ربنا هو الستار والحافظ بدأ السيد عبد القادر سائق توك توك حديثه مؤكدا أنه يعبر وهو يري القطار علي الرصيف لم يتحرك بعد, كما أن الحاجز عند المزلقان مفتوح وقال لو كان مغلقا كنت سأضطر للانتظار حتي عبور القطار أو مغادرته المحطة. ويبقي الخطر قائما حتي نلمس مردودا عمليا لقرار وزير النقل رقم229 لسنة2011 بتشكيل لجنة تنفيذية لمشروع تطوير المزلقانات وأعمال الإشارات والتحكم ضمن مشروعات السلامة والحد من الحوادث المتكررة عند المزلقانات عن طريق العمل بأحدث وسائل التقنية لزيادة عنصر الأمان وتشديد الرقابة بحيث يتم العمل الكترونيا بمجرد اقتراب القطار من المزلقان قبل نحو دقيقتين ليبدأ تشغيل أجراس الإنذار وأضواء التنبيه للتحذير ثم يبدأ المزلقان اغلاق نفسه آليا مع تزويد المكان بكاميرات مراقبة تليفزيونية تعمل فور انطلاق أجراس الإنذار والأضواء وتغلق آليا عند إعادة فتح المزلقان وهي مزودة بذاكرة تحتفظ بالتسجيلات لمدة شهر كامل.