الإعلامية صاحبة رسالة ومسئولية.. ولابد أن تجتهد طول الوقت من أجل تحقيق رسالتها والوصول لأهدافها والأهم هو الحفاظ على صورتها على جميع الأصعدة.. ولابد للمرأة أن تحقق كيانها مستقلة بذاتها واعتمادها على ما تمتلكه من قدرات تسعى دائمًا لتنميتها وتطويرها.. و«الأهرام المسائى» التقت مع الإعلامية مفيدة شيحة وهذه مفردات الحوار: أنت من الإعلاميات القليلات من جيلك اللاتى حققن بصمة واضحة واستطعن الاستمرار بنفس القوة.. فما تعليقك؟ تحقيق النجاح له مفردات مهمة يجب توافرها وفى مقدمتها الإصرار مهما واجهت من تحديات ولا أخفى سرًا فقد كنت محظوظة بدخولى الإعلام منذ عشرين عاما من خلال أكبر صرح إعلامى وهو ماسبيرو وعاصرت العصر الذهبي وتعلمت من الرواد واكتسبت خبرات وقدمت العديد من البرامج بأفكار جديدة ورؤية مختلفة. أما الاستمرار فهذا يعنى أن العمل طول الوقت على ما تم تحصيله من الخبرات والاستفادة حتى من الأخطاء والتعلم منها من برنامج لآخر ومع التنوع، استطعت الانتقال إلى قناة (سي بي سي) وكنت من رواد برنامج (الستات ميعرفوش يكدبوا).. إلى جانب تقديمى البرنامج الإذاعى (شكل للبيع) على موجات راديو النيل نغم اف ام ما الرسالة التى توجيهنها لأى إعلامية.. وتعملين بها فى حياتك المهنية؟ بصراحة أنا لا أفصل بين حياتى الشخصية والمهنية بمعنى أننى أضع دائمًا نصب أعيني مبدأ مهمًا وهو أننى إعلامية وصاحبة رسالة ومسئولية ومنها لابد من مراعاة ذلك فى كل تصرفاتى وفى كل خطواتى المهنية والشخصية والحفاظ على صورتي لأن الإنسان لا يتجزأ وهذا يتطلب محوري-ن أساسيين، الأول: عدم الوقوف أمام الكاميرا أو خلف الميكرفون إلا وأنا على وعى تام بالموضوع أو القضية التى أطرحها بل الإعداد والمذاكرة جيدًا سواء لضيوف الحلقة أو إبعاد الموضوع نفسه هذا يعكس الثقة بالنفس للإعلامى ويعطى له مساحة ثرية للتحاور فلا أعتمد على فريق الإعداد فقط لأن الحوار قابل لأى تغيير والأسئلة سواء من المتلقي أو الضيوف غير متوقعة ولابد أن تكون هناك مرونة والإعلامى لا يجب أن يظهر وكأنه جهاز يتم تلقينه فأين دوره؟. أما المحور الثانى وهو المضمون لا بد أن يقدمه شكل وصورة راقية فأحافظ على وزنى وأناقتى مع الاحتفاظ بتقاليدنا والوسطية فى كل شيء فأنا قدوة لفتيات وسيدات وفقا لطبيعة عملى وحتى على المستوى الشخصى فمن الطبيعى الاحتكاك بجمهورى ومتابعينى فلا يروا مفيدة على الشاشة تختلف عن الواقع لابد أن أحافظ على الصورة شكلًا ومضمونًا مما يزيد من ثقل رسالتى ومصداقيتها ويساعد على استمراريتها فالمسئولية اجتماعية وأدبية وليست إعلامية فقط. بمناسبة الوقوف أمام الكاميرا وخلف الميكرفون أيهما أقرب إليك الإذاعة أم التليفزيون؟ الشاشة ستظل الحب الأول فى حياتى ولها بريقها وحالة خاصة وإحساسي فى كل مرة أقف أمام الكاميرا رغم مرور أكثر من عشرين عامًا وكأنها المرة الأولى من فرحة اللقاء بالجمهور والاستعداد بالمذاكرة والمراجعة، أما الميكرفون يعطى ثراء الخيال وله مذاقة الخاص وقاعدة جماهيرية كبيرة ولكن فى كلتا الحالتين التلقائية ستظل أسلوبي أما العشق الأول للشاشة. لماذا لم تفكري فى تجربة دخول مجال التمثيل على غرار من سبقك من الإعلاميين..؟! مع تقديرى لجميع التجارب ونجاحها، فأنا لا أعشق التمثيل على الإطلاق سواء أمام الكاميرا أو فى الحياة بصفة عامة بل على العكس تماما فأنا أعتقد أن تلقائيتى قد تكون عاملًا مهمًا وأساسيًا من سر قبولى لدى جمهور الذى يستشعر ذلك مما يجعله يثق فيما أقدمه. يرى البعض أن نجاح مفيدة شيحة ورصيد مشوارها الإعلامى يكفى لاستقلالها ببرنامج خاص لها.. فما تعليقك؟ أعشق العمل الجماعى وقمة النجاح العمل وسط فريق تثبت فيه تميزك، فضلا عن روح المنافسة التى تخلق دافعًا أكبر للتطوير والعمل الذاتى على الإبداع وأن التفرد والتميز وسط مجموعة أكبر دليل على قمة النجاح، وليس بالضرورة على الإطلاق تقديم برنامج خاص فكم من برامج قد لا يراها الجمهور أو حتى تستهويه للمتابعة يقدمها إعلامى فقط، فالعمل الجماعى يخلق روحًا مختلفة وآراء متباينة تعطى مذاقًا خاصًا وثراء فى الحوار وفى الوقت نفسه أكثر متعة سواء لفريق العمل أو المتلقي. ما رأيك فى برامج المرأة حاليًا.. وهل تعانى السطحية؟ نحتاج إلى توفير مساحة أكبر لبرامج المرأة وتناولها لكل ما يخص الفتاة والمرأة بصفة عامة وبكل فئاتها العمرية وشرائحها الاجتماعية ومهما كانت الموضوعات قد تبدو بسيطة فهى لا تقل أهمية عن غيرها من الموضوعات الاجتماعية لأنها فى النهاية تستحوذ على اهتمام فئة ما أو شريحة ما هى فى الأصل جزء من المجتمع وبالتالى يتعين على الإعلام ضرورة إلقاء الضوء والاهتمام. كيف تقييمين برنامج (الستات ميعرفوش يكدبو) فى قائمة برامج المرأة؟ برنامج «الستات ميعرفوش يكدبو» رغم عنوانه الذى يوحى بأنه عن المرأة إلا أنه برنامج اجتماعى متنوع يخاطب الأسرة كلها وليس برنامج «نسائى» أو متخصصًا عن المرأة وهذا سر نجاحه محققًا أكبر قاعدة جماهيرية متنوعة، ولأن المرأة جزء مهم إن لم تكن الأساس فى أى مجتمع وأهمية دورها وفاعليته لبناء المجتمع فمن الطبيعى أن تكون لها الأولوية سواء فى طرح الموضوعات والمساحة الأكبر من البرنامج. بمناسبة المرأة وأهميتها.. هناك اتهام موجه إليك بهجومك دائمًا على الرجل فما أقوالك؟ هذا ليس اتهامًا.. بل حقيقة ومؤكدة؟!، نعم أنا أهاجم الرجل وبشدة ولكن لأسباب وهى فى حالة تعامله معها على أنها شيء مكمل له وليس أساسيًا فى حياته ويستطيع الاستغناء عنها أو استبدالها فى أى وقت فينظر إليها وكأنها «رابطة عنق» تكمل صورته أو شكله ليس أكثر، أو فى حالة سيطرته عليها ورغبته فى أن تصبح بوقا يردد وحهة نظره وتعمل برأيه دون وعى أو مناقشة وكأنها «عروس مارونيت»، خاصة عندما يفعل ذلك باسم الحب وهو فى الحقيقة هو الاستغلال بعينه بعيدا كل البعد عن الاحتواء أو الحب، فلابد أن يعى أن المرأة لا تقل عنه وأنها كائن أساسي إن لم تكن الأهم فى حياته وبدونها لا تستقيم الحياة الطبيعية. ما الرسالة التى توجهيها لكل فتاة وامرأة؟ أقول لكل امرأة وفتاة: «عليك أن تستقلي بذاتك وتثقي فى قدراتك وبالتالى تحقق كيانك.. ومهما كانت التحديات فلكل إنسان قدرات».