أكدت القمة العربية الطارئة بمكةالمكرمة، فى ختام أعمالها، أن سلوك إيران فى المنطقة يقوض مقتضيات الثقة، ويهدد الأمن والاستقرار فى الإقليم تهديدا مباشرا وخطيرا، مشددة على أن علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها. وأدانت القمة العربية الطارئة، فى بيانها الختامى، الأعمال التى قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران؛ من الهجوم بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ البترول داخل المملكة العربية السعودية، وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية بالمياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما أكد البيان أن الدول العربية تسعى إلى استعادة الاستقرار والأمن بالمنطقة، وأن السبيل الحقيقى والوحيد لذلك إنما يتمثل فى احترام جميع الدول فى المنطقة لمبادئ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل فى الشئون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، وأن سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية فى المنطقة ينافى تلك المبادئ، ويقوض مقتضيات الثقة، وبالتالى يهدد الأمن والاستقرار فى الإقليم تهديدا مباشرا وخطيرا. وأكد البيان الختامى للقمة العربية الطارئة، بمكةالمكرمة، تضامن وتكاتف الدول العربية مع بعضها البعض، فى وجه التدخلات الإيرانية فى شئونها الداخلية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، وتكثيف سبل التعاون والتنسيق بينها بهدف مواجهة المخاطر التى تنتج من ذلك. وأدان البيان الختامى استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية، إيرانية الصنع، على المملكة العربية السعودية من الأراضى اليمنية من قبل ميليشيات الحوثى التابعة لإيران، واعتبار ذلك تهديدا للأمن القومى العربى والتأكيد على حق المملكة العربية السعودية فى حق الدفاع عن أراضيها، وفقا لميثاق الأممالمتحدة، ومساندتها فى الإجراءات التى تتخذها ضد تلك الاعتداءات فى إطار الشرعية الدولية . وشدد البيان الختامى على إدانة استمرار الدعم الإيرانى المتواصل لميليشيات الحوثى المناهضة للحكومة الشرعية فى اليمن. كما استنكر البيان الختامى التدخلات الإيرانية المستمرة فى الشئون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين، وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار. وأدان البيان استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وتأييد كل الإجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة. وأكد البيان الختامى استمرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران على الأقمار الصناعية العربية، وتكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران، التى تعرض الأمن والسلم فى المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولى باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار فى المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أى محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية فى الخليج العربى والممرات المائية الأخرى، سواء قامت به إيران أو عبر أذرعها فى المنطقة . وندد البيان الختامى بالتدخل الإيرانى فى الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، وأن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية وفقا لمضامين جنيف «1» والقرارات الدولية ذات الصلة. وشدد البيان على التمسك بقرارات القمة العربية التاسعة والعشرين فى الزهران (قمة القدس)، وكذلك قرارات القمة العربية الثلاثين فى تونس. وفى ختام الاجتماع، عبر القادة العرب عن بالغ شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عقب تلاوته للبيان الختامي: إن وفد جمهورية العراق إلى القمة العربية لم يشارك فى صيغة البيان الختامى.