رفض علماء الدين تكاسل البعض عن العمل فى رمضان مؤكدين أنه ليس من الإسلام فى شيء، وأشاروا إلى أهم الأعمال التى قام بها المسلمون فى شهر رمضان مثل الغزوات التى حققوا فيها انتصارا مبينا مؤكدين أن المسلم الحق هو الذى تزيد همته فى رمضان ويتسارع لكسب أكبر عدد من الحسنات عن طريق العمل والعبادة ومساعدة المحتاجين، مؤكدين أن الله سبحانه وتعالى يعطى قوة مضاعفة للمؤمن الحقيقى فى الشهر الفضيل تساعده فى عمله. الدكتور فرحات غنيم أستاذ مقارنة الأديان أكد قيمة العمل وأنه من القيم التى يحث عليها الإسلام، وليس الإسلام فقط بل كل الديانات حضت على العمل ورفعة شأنه قال الله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، ودخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه المسجد فوجد رجلا جالسا فى المسجد طوال اليوم فسأله من الذى يطعمك ويسقيك قال أخ لى يعمل ويطعمنى قال عمر للرجل أخوك عند الله أفضل منك، واستنكر غنيم كسل الشباب عن العمل فى شهر رمضان. وقال: نجد الكثير من الشباب يتكاسلون عن العمل أو عن المذاكرة إذا كان طالبا، وحجتهم فى ذلك الصيام وهى حجة واهية، لأن الصيام يدفع إلى العمل وإلى الجد والاجتهاد، وتذكروا جميعا أن معظم غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وبارك، كانت فى رمضان، غزوة بدر وغيرها ومن المعارك الحديثة، وحرب العاشر من رمضان وكل هذه الغزوات كتب الله فيها النصرللمسلمين. وهذا دليل على أن شهر رمضان شهر عمل وجد واجتهاد وليس نوما وكسلا وخمولا، بل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعملون الأعمال الشاقة ولا يخفى علينا شدة الحر فى مكة وهم صائمون ليس رمضان فقط بل صيام التطوع وذلك لما علموا من فضل الصيام وثوابه عندالله عز وجل وكان سيدنا على رضى اللّه عنه وكرم الله وجهه كان يختار الأيام شديدة الحرارة وحينما سألوه عن ذلك قال «أصوم ليوم أشد حرا منه» وعاتب الله أناسا تكاسلوا عن غزوة مع رسول الله بحجة أنهم صائمون والجو شديد الحراره فعاتبهم الله عز وجل، «قل نارجهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون»، وأردف قائلا: إن رمضان شهر الانتصارات والبطولات والعزة والكرامة والعمل والجد والاجتهاد فلا تضيعوه بالكسل. فيما يرى الشيخ عاصم القبيصى وكيل وزارة الأوقاف أن رمضان منحة إلاهية للأمة الإسلامية، وقد أخص الله المسلمين بهذه الفريضة وهى عبادة نسبها الله إلى نفسه تعظيما لشأنها وقال تعالى «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به». واستكمل القبيصى قائلا: رمضان من القرب الرقيقة التى يتقرب بها المسلم إلى الله، وهى ليست مدعاة للكسل أو النوم أو أن تجعل الإنسان يضيق خلقه عندما يقوم بأى عمل، بل إنه فرصة للإنسان ليتقرب بها إلى الله بالعمل. ورفض القبيص استغلال البعض الصيام وترك العمل وقال، هذا ليس من الإسلام فى شيء بل إن ذلك يتنافى مع طبيعة العبادة، وأشار إلى الصحابة وقال إنهم كانوا ينتظرون شهر رمضان على شوق وكانوا يدعون الله عز وجل 6 أشهر أن يتقبل منهم رمضان ويدعونه 6 أشهر الأخري بأن يبلغهم رمضان، وكان يتضاعف عملهم فى الشهر الكريم، فمعظم غزوات المسلمين كانت فى رمضان لأن رمضان يعطى المسلم الحق قوة يتغلب فيها على المشقة وعلى أعدائه كما حدث فى فتح مكة «غزوة بدر».