أكد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، رئيسقسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا أن رمضان شهر عظيم يجب استغلاله لتهذيب السلوك والأخلاق وتقوية الإرادة وتهيئة المؤمن لمواقف البذل والعطاء وللصيام الأثر الأسمى فى المحافظة على النفس واجتناب المهالك، كما أنه يبعث الطمأنينة فى نفس المؤمن ويحثه على الاجتهاد وبالعلم والفكر نواجه حملات التشكيك فى الحديث والسنة النبوية وللتعرف على مزيد من الآراء كان لنا معه هذا الحوار. فضل شهر رمضان و صيامه؟ شهر رمضان هو سيد الشهور وفيه ليلة هى سيدة الليالى وفيه أنزل القرآن وفيه صلاة التراويح وفيه التهجد والاعتكاف وصدقة الفطر وفيه تضاعف الأعمال، وتغفر الذنوب من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قامة إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه وهو موسم الخيرات الأعظم تصب فيه الخيرات وترتفع الشرور وتصفد الشياطين وتزين الجنة إغراء للصائمين فيا له من فضل عظيم وخير عميم. كيف يغتنمه المسلم فى تهذيب سلوكياته وتكفير ذنوبه و الاستمرار على نفس المنهج فى المستقبل؟ شهر رمضان فرصة لتعديل السلوك وتهذيب النفس الأمارة لأن الصيام يكسر حدة النفس الجامحة ويردها إلى مكارم الأخلاق فهو تدريب عملى لتعويد النفس على الفضائل وأهمها فضيلة ضبط النفس وقوة الإرادة لأن الصائم يمتنع عن الشهوات المباحة وهى أمامه من غير رقيب عليه وكذلك مطلوب منه ألا يستفز إذا استفزه إنسان بسب عليه أن يتجمل بالصبر والحلم وليقل إنى صائم. ليلة القدر خير من ألف شهر كيف يستثمرها المسلم ؟ استثمار ليلة القدر يكون بإحيائها بالعبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن واستغفار ودعاء وابتهال وضراعة ومناجاة وثواب العبادة فيها خير من ثواب العبادة فى ألف شهر ليس فيها ليلة قدر وهذا فى الفضل لا فى الأجزاء بمعنى أنها لا تجزئ عن الفرائض فى باقى العام وهى من فضل الله على هذه الأمة لأن أعمارها قصيرة خلافا للأمم السابقة وقد أبهمت فى العشر الأواخر ليغتنمها المسلم جميعها كما أبها ساعة الإجابة فى يوم الجمعة. هل العمرة فى رمضان ثوابها مضاعف ؟ كل الأعمال فى رمضان ثوابها مضاعف لأنه موسم تضاعف فيه الحسنات فمضاعفة ثواب الأعمال بالنسبة إلى الزمان يكون فى رمضان وبعض مواسم الخير كيوم عرفة ويوم عاشوراء ومضاعفته بالنسبة إلى المكان يكون فى الحرم المكى وغيره من الأماكن الفاضلة المفضلة والمضاعفة تكون فى الحسنات والسيئات لحرمة الزمان والمكان والعمرة فى رمضان على وجه الخصوص فيها نص واضح وهو قوله صلى الله عليه وسلم «عمرة فى رمضان كحجة معي». لهذا نرى كثيرا من المسلمين يحرصون على أداء العمرة فى رمضان لما لها من ثواب عظيم وهو أنها تعدل الحج هذه واحدة والثانية أنها تعدل حجة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم فى شرف صحبته وقطعا فإن هذا خاص بالثواب فقط يعنى أنها لا تسقط فريضة الحج عمن لم يحج. تواجه الأحاديث النبوية حملة من التشكيك كيف نتصدى لها؟ مواجهة حملات التشكيك فى السنة النبوية ورجالها يكون عن طريق العلم والفكر، فالعلم يواجه بالعلم والفكر يواجه بالفكر ولا يموت ذلك إلا بإتاحة الفرصة أمام العلماء المتخصصين المتمكنين الراسخين للرد على حملات التشكيك وإثارة الشبهات ببيان الحق ودحض الباطل وقرع الحجة بالحجة كما يكون أيضا بتغذية القلوب بمحبة النبى صلى الله عليه وسلم ومحبة سنته وأصحابه والعلماء الذين نقلوا لنا هذه السنة وبيان فضلهم وما بذلوه من جهود وتضحيات كبيرة من أجل أن تصل إلينا السنة النبوية صافية خالصة. ما أهم القضايا التى يتبناها قسم الحديث ؟ أقسام الحديث الشريف وعلومه فى الجامعة الأزهرية معنية بخدمة السنة النبوية التى هى المصدر الثانى للتشريع الإسلامى وتتنوع الجهود التى تبذلها أقسام الحديث فى خدمة السنة النبوية من نشر التراث ألحديثى وتحقيقه تحقيقا علميا وتمييز صحيح الأحاديث من الضعيفة والموضوعةوالكشف عن المناهج العلمية والتربوية عند علماء الحديث ورد الشبهات المثارة ضد السنة وعلومها ورواتها ومناهجها وهو الجانب الأهم الذى توليه العناية لا سيما فى هذا العصر الذى اشتدت فيه الحملة على السنة ورجالها وأنا شخصيا أشرف على عدة رسائل فى مجال رد الشبهات والإشكالات الواردة على بعض الأحاديث. هل هناك معوقات تواجه الدعوة والدعاة لنشر الفكر الوسطى المعتدل الأزهرى لمجابهة الفكر المتشدد؟ نعم هناك معوقات تعوق نشر الدعوة الوسطية ضد الدعوة المتشددة من أهمها الإعلام الذى يسمح لبعض الأبواق المشبوهة بالظهور الإعلامى ونشر ضلالتها عبر وسائل الإعلام وكذلك كثرة المتكلمين فى الشأن الدينى من غير المتخصصين ويبقى الأزهر الشريف منارة الفكر الوسطى فى حاجة إلى مساندة الدولة له فى رسالته بدعمه ورعايته ماديا ومعنويا وإعلاميا والتمكين للقيادات المعروفة بفكرها الأزهرى الأصيل فى قيادة العمل الدعوى ومساندتها بكل أشكال المساندة كما أن الثقافة الأزهرية يجب أن تعم المجتمع لا سيما فى الريف الذى توغل فيه الفكر المتطرف بعيدا عن الأضواء وعندى مشروع واضح المعالم للتمكين للثقافة الأزهرية الوسطية فى المجتمع المصري. كيف نواجه الإرهاب من صحيح القرآن وتغيير المفاهيم الخاطئة؟ مواجهة الإرهاب يحتاج إلى خطة إستراتيجية تتبناها جميع مؤسسات الدولة لأن الإرهاب له جناحان جناح فكرى وجناح مسلح فالفكر يواجه بالفكر والسلاح يواجه بالسلاح ، ولا بد أن تتكاتف كل مؤسسات الدولة من أجل محاربة الإرهاب بجناحيه التعليم والإعلام والثقافة والشباب والرياضة والأوقاف والأزهر والجيش والشرطة كما لا بد فى مواجهة الإرهاب من خلالالعناية بالجانب الاقتصادى فبعض الإرهابيين كان الدافع لهم فى هذا السلوك الفقر والبطالة، فالعناية بالشباب لا تقتصر فقط على التعليم بل لا بد من الاعتناء بهم صحيا ونفسيا وتشغيلهم وتوفير فرص عمل لهم فالجهل والفقر والبطالة من أهم أسباب دفع الشباب إلى التطرف والإرهاب فعلينا أن نعمل لمواجهة هذا المثلث فنواجه الجهل بالعلم والفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونواجه الفقر بتوفير أسباب العيش الكريم من غذاء وسكن وصحة وتعليم ونواجه البطالة بتوفير فرص عمل حقيقية. الشباب هم بناة المستقبل ما نوع الخطاب الموجه إليهم؟ يكون الخطاب الدينى الموجه إلى الشباب خطاباً من نوع خاص لا سيما مع كثرة المتغيرات العصرية التى فتن بها الشباب كوسائل التواصل الاجتماعى فالشباب يحتاج إلى من يخاطبه بلغته وينزل إلى مستوى واقعه ولا يخاطبه من برجه العاجىوتعليم ونواجه البطالة بتوفير فرص عمل حقيقية.