إذا ذهبت لزيارته.. ستجده في البداية مكانا في غاية الجمال فهو مبني أثري يتسم بالفخامة تري تماثيله عن بعد في أبهي صورها ولكن كلما اقتربت تجد المشهد يختلف تدريجيا.. انه قصر السكاكيني باشا الذي يقع بمنطقة الظاهر بالقاهرة والذي يعود تاريخه لعام1897 وكان القصر ملكا لصاحبه حبيب باشا السكاكيني الذي لم يكن يعلم ان قصره سيكون في يوم ما خرابة مهجورة أشبه ببيوت الرعب التي تظهر بالأفلام الأمريكية.. فهذا هو أدق وصف تشعر به عندما تقف أمام القصر حيث تشاهد تماثيل معظمها مكسور يجلس عليها بعض القطط لأنها استطاعت وحدها المرور بين فتحات السور لتجد في القصر خير مأوي بالاضافة إلي مواسير المياه الأرضية التي تفيض علي الأرض وتجد المبني بالكامل في حاجة إلي ترميم جدرانه المليئة بالشروخ والتشققات التي تجعل معظم النقوش والزخارف المرسومة عليه مطموسة ولا تستطيع تحديد ملامحها. وفي جولة كان البطل فيها الصور التي رصدت واقع ومعاناة القصر بالاضافة إلي روايات أهالي المنطقة الذين لا يعرفون عن القصر سوي اسمه السكاكيني اتفق الجميع علي انه موجود منذ زمان ينظر إليه الجميع من بعيد لرؤيته لأنه في غاية الجمال رغم ملامح الإهمال التي تبدو واضحة عليه وتحدث معظم الأهالي عن القصر وتحديدا الدور الثاني الذي يخطف الأنظار منذ الوهلة الأولي والذي وصفه أحد سكان المنطقة ب الدور الذي تسكنه الأشباح لأن شبابيك الدور الثاني مفتوحة وبعضها مكسور ولا يظهر من خلفها إلا السواد الحالك ليلا ونهارا. يتحدث أحد أهالي المنطقة ويدعي عم رجب ليحكي ما يحدث لقصر السكاكيني علي مدار سنوات طويلة وأن القصر علي حاله منذ سنوات طويلة ولكن ما زاد خلال الفترة الأخيرة كم الأتربة التي غطت جميع أرجائه وهذا يعود لتاريخه الطويل وبالتالي لابد أن تظهر عليه علامات الزمن ولكن تشعر وأنت تنظر للقصر أنه يشكو حاله وما وصل إليه بسبب الاهمال وعدم الاهتمام بترميمه رغم أنه في أمس الحاجة لعمليات الاصلاح والترميم. وقاطعه محمد حسن من سكان المنطقة والذي أكد أن قصر السكاكيني تعرض للسرقة عدة مرات حيث لاحظ أهالي المنطقة اختفاء بعض تماثيله الخارجية علي مدار سنوات وتحدث تحديدا عن التماثيل التي كانت بالقرب من احدي البوابات حيث أشار إلي العمود الذي كان يعلوه التمثال كما هو حيث تجد العمود ولا تجد التماثيل نفسها والتي وصفوها ب التحف الأثرية الرائعة.. ليختم حديثه قائلا باختصار حال القصر دائما من سييء إلي أسوأ. ويؤكد إبراهيم سيد أن القصر تعرض للسرقة أكثر من مرة حيث لاحظ الأهالي اختفاء تماثيل كانت تعلو بعض الأعمدة الأثرية ويحكي عن محاولة سرقة أحد اللصوص للأسياخ الحديدية من السور المحيط بالقصر ليلا ولكنه فشل ولاذ بالفرار خوفا من الأهالي. ويشكو حسن عبد العزيز وهو أحد سكان المنطقة من وجود الباعة الجائلين حيث يفترش بعضهم الرصيف الذي يحيط بالقصر ويقف البعض الآخر ب عربات الكارو لبيع الخضار بصوته العالي الذي يملأ به أرجاء الظاهر كله ويضيف عبد العزيز أن الوضع ازداد سوءا بعد الثورة حيث زاد عدد هؤلاء الباعة الذين فرضوا سيطرتهم علي المكان دون رادع لهم. وإذا استكملت جولتك لرؤية ما بداخل القصر الذي شيد علي مساحة2698 مترا مربعا تجد المكان خاليا من أي حركة باستثناء شخص واحد يجلس في حجرة صغيرة عند إحدي البوابات أما حول سور القصر ستجد القصر محاطا بالباعة الجائلين الموجودين بشكل مستمر حوله بالاضافة إلي القمامة المنتشرة حول بواباته.. ليصبح القصر محاصرا بهذا الكم من الاهمال الشديد سواء من الداخل أو الخارج بالاضافة إلي التلوث الذي أصابه في كل ناحية ومن الباعة الجائلين الذين استغلوا الفرصة لانتهاك حق السكاكيني في أن يبقي بنفس الفخامة والجمال الذي اتسم بهما لسنوات والذي لم يشفع له أن يحمل لافتة معلقة علي إحدي البوابات مكتوبا عليها منطقة آثار وسط القاهرة وأنه تابع للمجلس الأعلي للآثار.