تخيم علي سوق السيارات حالة من الترقب خاصة ان السوق بعد انتهاء شهر رمضان عادة ما تنتعش فيها حركة البيع مقارنة بالأعوام السابقة وذلك مع التراجع الملحوظ في معدلات البيع التي انخفضت بنسبة تصل إلي60% خلال الفترة الحالية نتيجة غياب الاستقرار الأمني والسياسي الذي يؤثر بشكل مباشر علي الاستقرار الاقتصادي وحركة التجارة في مختلف القطاعات. وأكد عفت عبدالعاطي رئيس شعبة وكلاء وموزعي وتجار السيارات بغرفة القاهرة التجارية ان السوق تعاني من حالة من الانهيار فمعدلات البيع انخفضت بنسبة تزيد علي60% نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي أثرت علي القطاعات التجارية بوجة عام وقطاع السيارات بصفة خاصة, فالتخبط السياسي يؤثر علي النشاط الاقتصادي بصورة ملحوظة. وأضاف ان أسعار السيارات منخفضة في الأسواق خاصة موديلات عام2010 و2011 وذلك مع بدء طرح موديلات العام الجديد, وهو ما يدفع التجار والوكلاء إلي خفض أسعار الموديلات القديمة بأسعار تتراوح بين10 و15 ألفا وفقا لماركة السيارة وفئتها لتصريف السيارات المكدسة في المخازن من إنتاج العامين الماضي والحالي. وانتقد رئيس الشعبة البيانات والتقارير الخاصة بأرقام مبيعات السيارات والتي تصدر من جهات غير رسمية ومنها بيانات مجلس معلومات سوق السيارات المصرية أميك مشيرا إلي أنها غير دقيقة وبها أرقام مغلوطة فهي تظهر ان هناك رواجا في السوق حتي تشجع المواطنين علي الشراء والذي لايحدث في الحقيقة ولكنه يتسبب في تجاهل مشكلة السوق. وأشار إلي أن الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار بيانات وتقارير خاصة بالسيارات هي الإدارة العامة للمرور لأن بياناتها تكون فعلية ودقيقة لانها قائمة علي السيارات الجديدة التي تم تسجيلها في المرور خلال العام, مشيرا إلي أن الرؤية العامة للسوق تؤكد علي استمرار الركود الا انه لا يمكن التوقع بحالة السوق بعد رمضان في ظل الاضطرابات الموجودة حاليا. وقال وليد توفيق أمين عام شعبة النقل والمواصلات باتحاد الصناعات ان الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد وتخوف المواطنين من الأقبال علي الشراء أدت لانكماش الطلب علي سوق السيارات وتراجع معدلات البيع بنسبة تتراوح بين50 و60% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وأشار إلي أنه بالرغم من زيادة تكلفة السيارات نظرا لارتفاع سعر الدولار بعد ثورة25 يناير الا ان أسعار السيارات لم ترتفع عن أسعار العام الماضي نظرا للركود الذي يعاني منه السوق والذي دفع العاملين بالقطاع لتحمل فروق الأسعار حتي لا يرتفع سعر السيارات وتتراجع معدلات الطلب علي السيارات. وتوقع استعادة حركة البيع لنشاطها بعد انتهاء شهر رمضان خاصة ان تلك الفترة تعتبر موسما للسيارات مع دخول الجامعات والمدارس واقبال المواطنين علي شراء السيارات, فالقطاعات التجارية المختلفة عادة ما تشوبها حالة من الرواج في تلك الفترة. وفي سياق متصل تعاني سوق قطع غيار السيارات الركود التام وتراجع معدلات البيع بنسبة تصل إلي نحو75% مقارنة بذات الفترة من الأعوام السابقة. وأكد دسوقي سيد دسوقي رئيس شعبة قطع غيار السيارات بغرفة القاهرة التجارية ان حالة الركود بالسوق وصلت إلي نحو75% خلال الفترة الحالية نتيجة لعدة عوامل منها الانفلات الأمني وتخوف التجارمن فتح المحال التجارية نظرا لأعمال البلطجة وبالتالي تم خفض ساعات العمل, فبعدما كانت ساعات العمل8 و10 ساعات أصبحت5 ساعات يوميا. وأشار إلي أن التاجر الواحد لا يقوم بفتح المحل إلا عندما يفتح التجار المحيطون به لتفادي اي احداث بلطجة او سرقة للمحل وهو الأمر الذي ادي لتراجع معدلات البيع بصورة ملحوظة خلال الفترة الحالية, كما أدي لتفشي ظاهرة الباعة الجائلين والتجارة غير الشرعية والتي زادت بنسبة60%. وأضاف أن ظاهرة الباعة الجائلين انتشرت بطريقة مبالغ فيها في ظل الغياب الأمني وغياب الرقابة علي الأسواق فأصبحت توجد بجميع ارصفة الشوارع, مشيرا إلي أن هؤلاء الباعة يبيعوا قطع غيار السيارات الصينية والمقلدة والتي تضر بسلامة المواطنين في النهاية, بالإضافة إلي الاضرار بالتجار الملتزمين والتابعين للتجارة الشرعية. وطالب بسرعة عودة الاستقرار الامني والرقابة علي الأسواق من قبل الجهات المختصة للحفاظ علي سلامة المواطنين من البضائع المقلدة خاصة ان قطع غيار السيارات تعتبر من أهم السلع التي يجب ان تتوافر بها شروط الأمان لانها ممكن ان تضر بالمواطن علي الطريق.