القوت فى اللغة هو ما يمسك الرمق من الرزق، يقال، قات الرجل أى أعطاه قوته، ويطلق على الشيء المدخر المحفوظ الذى يقتات منه حين الحاجة فيسمى قوتا، كالطعام الضرورى الذى تدخره فى بيتك تأكل منه وأسرتك ** ، أما الشيء الزائد على الحاجة فلا يسمى قوتا، وبهذا يكون القوت على دربين، قوت للأبدان، وقوت للأرواح، فالماء والطعام المتنوع قوت ضرورى للبدن وبنسب محددة لو قلت هلك البدن، وكذلك القلب له قوته الضرورى الذى بدونه، يهلك ويموت. وقال بعض أهل العلم المقيت يأتى بمعنى المقتدر، قال الزجاجى رحمه الله، «المقيت المقتدر على الشيء»، يقال: أقات على الشىء إذا اقتدر عليه وهو بذلك صفة ذات، أما إذا جاء بمعنى الذى يعطى القوت فيكون صفة فعل. والمقيت - بمعنى المقتدر هو الذى يمد الإنسان بما يحتاجه من طعام ويهيئ له هذا الطعام بكيفية تتوافق مع طبيعة جسده وأجهزته الحيوية، وبما ييسر للجسد والانتفاع به، فسبحانه هو المقيت المقتدر علما وقوة، مقتدر علما، فيعلم ما الذى يفيدك ويرسله لك قوتا ورزقا لبدنك وروحك، ومقتدر قوة يهيئ الأسباب لتقبل هذا القوت فتتقبله روحك ويتقبله جسدك. الله قدر الأقوات والأرزاق وجعلها فى خزائن وأوكل بها خازن لا يفتحها إلا بإذن المقيت، يقول ابن كثير رحمه الله: «قدر فيها أقواتها أى ما يحتاج أهلها إليه من الأقوات والأرزاق والأماكن التى تغرس وتزرع». الفرق بين اسم الله المقيت واسمه الرزاق، يذهب الإمام الغزالى رحمه الله إلى أن المقيت هو خالق الأقوات وموصلها إلي الأبدان والقلوب، وبهذا يشبه فى المعنى اسم الله الرزاق غير أنه أخص، فالرزاق يرزق القوت وغيره وأوسع منه. فالرزاق أعم من المقيت.