محطة صعبة .. عقبة حقيقية .. اختبار قوى .. وغير ذلك من المصطلحات التى تنطبق على المواجهة المرتقبة التى تجمع الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى بمضيفه ماميلودى صن داونز الجنوب أفريقى «غروب الشمس»، فى ذهاب دور الثمانية لبطولة دورى أبطال إفريقيا، فى الثالثة عصر اليوم بتوقيت القاهرة على استاد لوفتوس فيرسفيلد العريق و الشهير، الذى يعد أحد المعالم البارزة بالعاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا. وأضف العديد من العوامل طابعا خاصا على مباراة اليوم، أهمها أن جماهير صن داونز تتعامل مع اللقاء على طريقة المواجهات الثأرية، لكونها مازالت تتذكر تسبب ضيفهم فى صاعقة عام 2001، بعد أن توج الأهلى بلقب دورى الأبطال للمرة الرابعة، وكان الضحية صن داونز فى النهائى، بالإضافة إلى أن ممثل جنوب إفريقيا يختلف تماما عن الفرق التى واجهها الأهلى فى المرحلتين الماضيتين من البطولة مثل أبا جيما جيفارا الإثيوبى وشبيبة الساورة الجزائرى وفيتا كلوب الكونغولى وسيمبا التنزانى، ليس فقط لامتلاك ماميلودى سلاحى الأرض والجمهور، بل لكونه أيضا فريقا يمتلك ثقافة الفوز بالبطولات القارية، وترجم ذلك الواقع بتتويجه باقتدار بلقب نسخة البطولة عام 2016، كما تأهل إلى هذه المرحلة للبطولة الحالية من خلال مجموعة ضمت فرقا عتيدة مثل الوداد البيضاوى المغربى وأسيك ميموزا الإيفوارى ولوبى ستارز النيجيرى، بجانب أن فرق جنوب أفريقيا أصبحت على مقربة من منافسة أندية الشمال الأفريقى على الهيمنة على بطولات القارة السمراء، وظهرت فرق تلك الدولة فى ثوب الند للأندية المصرية تحديدا، وحدث ذلك من خلال أورلاندو بيراتس وماميلودى صن داونز نفسه فى بطولتى دورى الأبطال والكونفيدرالية فى عامى 2013 و2016. ورغم ذلك فإن الأوروجويانى مارتن لاسارتى، المدير الفنى للأهلى، يمتلك ذخيرة من النجوم أصحاب خبرة التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة خاصة الضغط الجماهيرى المتوقع، ومجموعة من اللاعبين الدوليين من المحليين والأجانب الذين يمتلكون القدرة على تحقيق نتيجة تضع الفريق الأحمر على مقربة من العبور إلى المربع الذهبى للبطولة القارية المرموقة، وإثبات صحة وصفه بعفريت جنوب إفريقيا، كما أطلقت عليه الصحف هناك ووضع صن داونز ضمن قائمة فرق جنوب إفريقيا التى ذاقت مرارة الهزائم أمام أنديتنا ومن بينها الأهلى والزمالك وإنبى فى بطولات الكاف مثل كايزر تشيفز وبلاتنيوم ستارز وصن داونز وبيدفيست ويتس، أمثال الحارس محمد الشناوى وسعد الدين سمير وأيمن أشرف ورامى ربيعة ثلاثى قلب الدفاع، والتونسى الدولى على معلول المدافع الأيسر أحدأفضل لاعبى الأهلى فى الفترة الأخيرة، وفى الجبهة اليمنى أحمد فتحى الذى يمثل سلاح الخبرة والنشيط محمد هانى، وفى متوسط الميدان الدفاعى المخضرم حسام عاشور قائد الفريق وعمرو السولية والهداف الجديد كريم وليد «نيدفيد»، بالإضافة إلى مجموعة من الهدافين والمهاريين فى خط الوسط المهاجم مثل رمضان صبحى والنيجيرى الخطير جونيور أجايى وحسين الشحات وناصر ماهر، ويضم خط الهجوم الثلاثى الخطير مروان محسن وصلاح محسن والمغربى الخطير وليد أزارو، وفى المقابل يعتمد بيتسو موسيمانى، المدير الفنى لأصحاب الأرض، على مجموعة من النجوم الذين يمثلون قوة لايستهان بها، أبرزهم الحارس المخضرم دينيس أونيانجو، والمهاجم الهداف ليبوهانج مابوى، ومحور الارتكاز هلومفو كيكانا، وباكامانى مهالامبى لاعب وسط الأهلى السابق وإن كانت مشاركته فى المباراة غير مؤكدة بسبب الإصابة وأنتونى لافو الجناح الأيسر المهاجم. مارتن .. قلب جرىء المدرب الأوروجويانى: قوتنا تتصاعد .. وجاهزون للأمطار أوضح الأوروجويانى مارتن لاسارتى، المدير الفنى للأهلى، أن مواجهة فريقه أمام ماميلودى صن داونز الجنوب أفريقى اليوم على ملعب الأخير، فى ذهاب ربع نهائى دورى أبطال أفريقيا، لن تكون سهلة خاصة أن المنافس يتسلح بالأرض والجماهير، وإن كان مايبعث الثقة فى نفسه تصاعد الحالة الفنية والبدنية لفريقه من مباراة لأخرى، مشيرا إلى أن ماميلودى أيضا يمتلك طموحات استكمال المشوار بنجاح فى دورى الأبطال. وعن مدى تأثير هطول الأمطار بغزارة على العاصمة بريتوريا، على أداء فريقه، قال: «اعتدنا على التعامل مع مثل هذه المواقف .. مباراة الزمالك فى الدورى المحلى كانت بمثابة احتكاك جيد فى التعامل مع الأمطار الغزيرة». نيدفيد: لانخشى أى فريق أكد كريم وليد «نيدفيد»، لاعب وسط الأهلى، أن فريقه يحترم ماميلودى صن داونز، صاحب الأرض والجماهير فى مباراة الفريقين اليوم فى ذهاب ربع نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا، وإن كان هذا الاحترام لايعنى الخوف من ممثل جنوب إفريقيا، خاصة أن الأهلى يبحث عن التتويج باللقب القارى، لذلك لايلتفت إلى أسماء الفرق المنافسة. وقال: «لدينا القدرة على تحقيق نتيجة إيجابية اليوم.. نحن الأقوى ونتمنى فقط أن يساندنا التوفيق». الزى التقليدى تقرر أن يرتدى لاعبو الأهلى زيهم التقليدى الأحمر والشورت الأبيض فى مباراتهم أمام ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقى، على ضوء ما انتهى به الاجتماع، فيما تقرر أن يرتدى لاعبو الفريق المضيف القمصان الصفراء والشورتات الزرقاء، وهو الزى التقليدى أيضا لصن داونز. مابوى: الحظ تخلى عن ماميلودى وصف ليبوهانج مابوى، قلب هجوم ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقى، الأهلى بالأفضل فى القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن فريقه غير محظوظ بالوقوع فى طريق ممثل مصر «الرهيب» فى دور الثمانية لبطولة دورى أبطال إفريقيا. وقال مابوى: «المواجهة شديدة الصعوبة.. سنركز بشكل أكبر على عدم اهتزاز شباك الحارس دينيس أونيانجو قبل البحث عن التسجيل.. تابعنا ممثل مصر جيدا فى الفترة الأخيرة وسنقاتل للاقتراب من التأهل إلى دور الأربعة». إغراءات أصحاب الأرض لجأت إدارة نادى ماميلودى صن داونز الجنوب أفريقى «غروب الشمس»، إلى تخفيض أسعار تذاكر مباراة الأهلى اليوم، من 100 راند إلى 20 راندا، لتحفيز الجماهير على حضور المباراة، لمساندة ماميلودى فى الموقف الذى وصفته بالصعب. مساندة دبلوماسية تأكد حضور أعضاء السفارة المصرية فى جنوب إفريقيا، وعلى رأسهم السفير شريف عيسى، لمساندة الأهلى فى مباراته اليوم أمام ماميلودى صن داونز. وكان السفير وأعضاء البعثة الدبلوماسية فى بريتوريا اجتمعوا مع أعضاء بعثة الأهلى، وطالبوهم باستغلال تراجع حالة صن داونز، وتحقيق انتصار يقترب بالأهلى من العبور إلى المربع الذهبى للبطولة القارية. حكايات من كتاب الأولاد قصص مثيرة فى مشوار ال26 عاما بالرغم من الفوارق الكبيرة بين تاريخ الكرة المصرية ونظيرتها فى جنوب إفريقيا، من حيث عدد البطولات، التى تشهد تفوقا كبيرا لفرق الفراعنة سواء على صعيد الأندية والمنتخبات، إلا أن مواجهات فرق البلدين تمتاز بطابع خاص منذ أن بدأت قبل 26 عاما، وتحديدا من خلال الزمالك الذى اصطدم بكايزر تشيفز فى دور ال16 لبطولة دورى أبطال إفريقيا عام 1993، ولم يقتصر التنافس فقط على الفوز ببطولات الكاف، بل يمتد إلى الصراع الشديد على تنظيم البطولات الكبرى الإفريقية والعالمية فى السنوات ال15 الأخيرة، بشكل أدى إلى إضفاء صبغة الديربى على لقاءات أندية ومنتخبات البلدين. ونسرد من خلال السطور التالية قصصا كروية شهيرة لتلك الدولة، بجانب حكايات مثيرة تخللت مبارياتها أمام فرقنا. صدمة الظهور الأول أول مباراة رسمية للكرة فى جنوب إفريقيا، بعد عودتها للمنافسات الإفريقية من قبل الكاف فى عام 1992، جاء من خلال المنتخب الجنوب إفريقى الذى واجه نظيره زيمبابوى فى سبتمبر من عام 1992، فى الجولة الأولى من تصفيات كأس الأمم الإفريقية التى استضافتها تونس عام 1994، وانتهى اللقاء بفوز زيمبابوى بأربعة أهداف مقابل هدف. حدث عام 1993 أول مواجهة كروية جمعت الفرق المصرية بنظيرتها فى جنوب إفريقيا،جاءت من خلال الزمالك الذى واجه كايزر تشيفز فى أبريل من عام 1993 بجوهانسبرج، فى ذهاب دور ال16 لبطولة دورى أبطال إفريقيا، وانتهت المباراة بفوز كايزر 2/1، وسجل هدف الزمالك الوحيد أيمن منصور من ضربة رأس رائعة من الوضع طائرا، فيما أحرز هدفى أصحاب الأرض دكتور كمالو والزامبى ألبرت بواليا من ركلة جزاء. الحضرى وبريان واقعة طريفة شهدتها مباريات الأهلى أمام أندية جنوب إفريقيا، عندما سجل الحارس عصام الحضرى هدفا للأهلى فى شباك كايزر تشيفز فى مباراة تحديد بطل كأس السوبر الإفريقى على استاد القاهرة، فى فبراير من عام 2002،وانتهت المباراة بفوز الأهلى 4/1 عن طريق حسام غالى وخالدبيو وسيد عبدالحفيظ والحضرى الذى سدد ركلة حرة مباشرة، لم يتمكن الحارس المخضرم بريان باللوى المتقدم عن مرماه من التصدى لها. سيد .. الشهير سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالأهلى، صاحب واقعة شهيرة فى لقاءات فرقنا وتحديدا الأهلى مع أندية جنوب إفريقيا ماميلودى صن داونز على وجه الخصوص عندما سجل عبدالحفيظ هدف التعادل للأهلى فى مباراته أمام صن داونز فى نهاية عام 2001، فى ذهاب نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا، بعد أن تقدم ماميلودى بهدف للزامبى الدولى جيفيت كامبابا، وفى لقاء الإياب بالقاهرة فاز الأهلى بثلاثة أهداف دون رد، وسجل الثلاثية خالد بيبو، ليمنح الأهلى اللقب القارى الرابع، بعد غياب 14 عاما وتحديدا منذ انتزاع البطولة عام 1987. عندما يتكلم «الكاس» .. يصمت «باركر» الإنجليزى كليف باركر، المدير الفنى لمنتخب جنوب إفريقيا، المتوج بكأس الأمم الإفريقية بجنوب إفريقيا عام 1996، تلقى ضربة قوية من المنتخب الوطنى فى ختام الدور الأول للبطولة، بعد أن نجح الفراعنة فى إسكات باركر «المغرور» بالفوز على منتخبه بهدف دون رد لأحمد الكأس، رغم أن باركر كان يتوعد منتخبنا بأن يعيده إلى مصر بالجمال، وبعد الهزيمة الوحيدة للمنتخب الجنوب إفريقى «الملقب بالأولاد»، أخذ باركر يؤكد أن تصريحاته تم تحريفها.
