خسر المستثمرون تريليون دولار في البورصة الأمريكية, وذلك نتيجة لأزمة المديونية في أوروبا والأنباء الاقتصادية الباهتة وخفض التصنيف الائتماني للولايات ا لمتحدة, الأمر الذي أثار ذعر المستثمرين من ركود اقتصادي جديد سيعصف بالعالم. ومع تهاوي أسواق المال, لجأ المستثمرون إلي المعادن الثمينة والنفط, حيث ارتفع سعر أونصة الذهب إلي1872.50 دولار, وذلك في التعاملات الالكترونية محطما الرقم القياسي السابق البالغ1770.6, كما خسر مؤشر السوق الاجمالي ويلشاير5000 وهو أوسع وأكبر مؤشر للأسهم الأمريكية891.93 نقطة, أو ما يعادل.7% وهو يمثل خسارة تقدر بنحو تريليون دولار. في غضون ذلك, قال محللون صينيون إن أزمة الديون الأمريكية الأخيرة, دقت هذه المرة جرس الإنذار لأسلوب استثمار احتياطي النقد الأجنبي الصيني الذي يعتمد علي سوق الديون الأمريكية بصورة كبيرة.. موضحين أن السبيل الأساسي لتخليص الصين من ورطة احتياطات النقد الأجنبي الهائلة تتمثل في تسريع تعديل الهيكل الاقتصادي وتوسيع الاحتياجات الداخلية وخفض اعتمادها علي الاستثمارات والصادرات وتحقيق النمو الاقتصادي بإدارة التطور التكنولوجي والاحتياجات الداخلية. وأضاف في تقرير للتليفزيون الصيني سي سي تي في أمس, حول أزمة الديون الأمريكية الأخيرة أنه علي الرغم من انتهاء أزمة التخلف عن سداد الديون الأمريكية غير المسبوقة بعد أن وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي مشروع قانون لرفع سقف الديون, إلا أن الصين لا تزال لديها من الأسباب لتبقي مضطربة وقلقة نظرا لأن موجات مشاكل العجز الأمريكية المتتابعة ستصل إلي شواطئ الصين باستمرار. وقال لو فنج أستاذ الاقتصاد في جامعة بكين الصينية إنه بالنسبة للصين, التي تعد الدائن الأجنبي الأكبر للولايات المتحدة, فقد أثرت أزمة الديون الأمريكية في احتياطيها الهائل من النقد الأجنبي بصورة مباشرة وواضحة.. موضحا أن رفع سقف الديون سيبعد الولاياتالمتحدة عن التهديدات المباشرة من نفاذ قدرة الاقتراض للحكومة الفيدرالية, وهو ما يعني أن قيمة أصول الصين بالدولار الأمريكي لن تشهد انخفاضا في الوقت الراهن. وأشار إلي أن الإحصاءات الحكومية الصينية أكدت أن احتياطي النقد الأجنبي للصين بلغ نحو3.2 تريليون دولار أمريكي حتي نهاية يونيو هذا العام, من بينها1.153 تريليون دولار أمريكي من سندات الخزانة الأمريكية حتي نهاية إبريل. وأوضح لو أن زعماء الصين دعوا مرارا حكومة الولاياتالمتحدة إلي تجنب تنفيذ التدابير التي قد تؤدي إلي تآكل قيمة الدولار وتلك المقتنيات.. معربا عن أمل بلاده أن تتخذ حكومة الولاياتالمتحدة إجراءات مسئولة لرفع ثقة الأسواق المالية الدولية وتحترم مصالح المستثمرين, وهو نفس فحوي بيان مصلحة الدولة للرقابة علي النقد الأجنبي بالصين. وأضاف لو أن مأساة الديون بعثت برسالة الي الحكومة الصينية, مفادها أنه ينبغي عليها أن تسرع في إصلاح الهيكل الاقتصادي وتعديل هيكل احتياطي النقد الأجنبي. ويتفق اقتصاديون صينيون مع رأي لو علي نطاق واسع, حيث الاهتمام بتنويع احتياطي النقد الأجنبي إلي حد كبير, نظرا لأن الدولار الأمريكي لا يزال يواجه خطر انخفاض القيمة علي المدي البعيد. من جانبه أعرب بنك الشعب الصيني,( البنك المركزي) عن أن الصين ستستمر في تنويع استثماراتها بالعملات الأجنبية وتعزيز إدارة المخاطر وذلك للتخفيف من تأثير تقلبات السوق المالية العالمية علي الصين.