كتبت مي حسن: تعرضت البورصة المصرية الي خسائر فادحة أمس في يوم أطلق عليه المتعاملون في البورصة الثلاثاء الأسود بعد أن هوي مؤشرها بنسبة4.75% مسجلا15 مليار جنيه لتصل خسائر البورصة في الأيام الثلاثة الماضية الي33 مليار جنيه نتيجة الأزمة المالية الأمريكية. وأوقفت البورصة المصرية التداول في بداية جلسة أمس لمدة نصف ساعة من الحادية عشرة صباحا وحتي الحادية عشرة والنصف بسبب انخفاض المؤشر الرئيسي عن5% في محاولة للحد من النزيف الحاد لأسعار الأسهم الا ان المؤشر عاود انخفاضه مسجلا انخفاضا قدره6.3% ثم بدأ في تقليص خسائره في الساعة الأخيرة من الجلسة ليغلق المؤشر علي انخفاض بلغت قيمته4.75%. وعلي مستوي الآسهم انخفضت كل الأسهم المقيدة في البورصة ماعدا ستة أسهم فقط منها سهما كيما والإسماعيلية للدواجن والبدر للبلاستيك ونايل سات ومطاحن شرق الدلتا بينما تصدر سهم شركة عز الدخيلة قائمة الأسهم الأكثر تراجعا مسجلا انخفاضا بلغت نسبته9.77% ولم تقتصر تأثيرات الأزمة العالمية علي البورصة المصرية فقد هبطت كل مؤشرات البورصات العربية وكانت أكثرها هبوطا بورصة دبي حيث هبطت بنسبة1.9% ثم بورصة مسقط بنسبة1.78% وقطر بنسبة1.76% وأبوظبي بنسبة1.34% والكويت1.25% والسعودية بنسبة0.81% وقال خبراء سوق المال إن مستقبل الاقتصاد أصبح مظلما بعد أزمة الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو ماجعل المؤسسات المالية العالمية تخفض استثماراتها في البورصات الناشئة ومنها البورصة المصرية وهو مايفسر عمليات البيع الجماعي للمستثمرين الأجانب في جلسة أمس. وقال هشام ترك المتحدث الاعلامي للبورصة المصرية: إن البورصة بدأت تتماسك في نهاية جلسة أمس مثلما حدث في كل من بورصة لندن وبورصة فرنسا بعد ورود أنباء عن مبادرات حكومية أوروبية لمنع تفاقم أزمة الديون مؤكدا ان هناك تغيرا ملحوظا في سلوك المستثمرين المصريين في البورصة وضح جليا في عدم اندفاعهم في البيع واتجاههم الي الشراء واقتناص الفرص الناتجة عن انخفاض أسعار الأسهم القوية بنهاية الجلسة, مما يعبر عن ارتفاع الوعي الاستثماري لدي الأفراد المصريين, مشيرا الي انه لم ترد أخبار عن حدوث مشكلات من قبل المستثمرين المصريين عند انهيار اسعار الأسهم منذ بداية وحتي منتصف الجلسة, حيث أنهم استطاعوا مسايرة الأوضاع وبدأوا يستغلوا الأزمة لصالحهم في حالة من الهدوء والترقب. وقال محسن عادل خبير أوراق مالية إن البورصة المصرية تصدرت أكبر التراجعات تأثرا ببوادر ظهور أزمة اقتصادية عالمية جديدة مؤكدا ان تراجع البورصة خلال جلسة أمس جاء مبالغا فيه خاصة أن اداء الأسواق العالمية لم يتراجع بنفس الحدة بما يؤكد وجود عوامل داخلية ساهمت في زيادة مساحة التراجع وهي المضاربة التي قام بها عدد واسع النطاق من المستثمرين في اطار تقديراتهم بأن تتراجع البورصة المصرية بمعدلات أكبر الي جانب نقص السيولة الملحوظ بعد الثورة.