منذ150 عاما وصل الي مدينة طور سيناء عدد من اليونانيين الذين ارتبطوا بأهلها من المسيحيين بروابط المصاهرة وعاشوا وذابوا وسط أهالي الطور بعاداتهم وتقاليدهم بحيث لا تفرقهم عن المصريين الذين يعيشون بهذه المنطقة.. هكذا يحكي الخواجه متري موسي جريجوري(91 عاما) آخر شيوخ الطائفة اليونانية بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوبسيناء. ويستطرد متري: الطائفة اليونانية كانت تعيش في منطقة الكيلاني علي شاطيء البحر بالطور وكنا نعمل بصيد الأسماك ونبحر بمراكبنا حتي حدود اليمن لصيد أسماك البوري والتي نقوم بتمليحها وتحويلها إلي فسيخ نعبئه في براميل خشبية كبيرة ويتم بيعها إلي تجار السويس الذين يقومون بتسويقها في مختلف المحافظات. يستكمل الحديث ابن شقيقه المهندس موسي نيقولا موسي جريجوري قائلا: اندثرت العائلات اليونانية في مدينة الطور حتي إن ما تبقي منها يعد علي أصابع اليد الواحدة ومنهم من كان يعمل بتجارة الحبوب الغذائية والأقمشة أو المأكولات.. وهناك بعض العائلات التي حضرت من القدس مثل الخواجة ميخائيل عنصره وسبقه الخواجه قسطنطين عنصره الذي كان يعمل وكيلا لدير طور سيناء.. مشيرا إلي أن أشهر العائلات التي عاشت بين البدو بالطور واندمجت معهم عائلات باراميلي وكبيرهم الخواجه وسيلي.. وعائلة يني.. وجريجوري.. وبولس.. وعائلة ماركاكي وكبيرهم الراحل بانايوتي أنستاس ماركاكي. ويوضح موسي قائلا إن جده الخواجة موسي جريجوري تزوج من اليونانية أفجينيا التي تنحدر من جزيرة كاتوشا اليونانية وأثمر هذا الزواج عن إنجاب نيقولا وسابا وميخالي ويببا ومتري الذين عاشوا في مدينة الطور.. مضيفا: أنا مصري حاصل علي الجنسية المصرية ومن أصل يوناني وولائي ووطنيتي لبلدي مصر وعملت في محافظة جنوبسيناء وشغلت منصب سكرتير مجلس مدينة نويبع ثم رئيسا لحي الطور الجديد ثم مديرا للإسكان بمجلس مدينة الطور حتي إحالتي للمعاش عام2014. أضاف موسي أن منطقة الكيلاني التي كان يقيم بها اليونانيون علي شاطيء البحر تحولت بيوتها إلي منطقة أثرية مغلقة, مشيرا إلي أنه كان يوجد في المنطقة قلعة الطور التي بناها السلطان سليم الأول بجوار مسجد الكيلاني الحالي جنوب مدينة الطور فوق البحر والتي استخدم الأهالي أحجارها في بناء بيوتهم. واختتم موسي حديثه قائلا إن اليونانيين الذين يعيشون في مصر تشعر أنهم مصريون وكذلك المصريون الذين يعيشون في اليونان تشعر أنهم يونانيون مما يدل علي مدي الترابط و العلاقات القوية والوثيقة بين الشعبين.