بالحيين السادس والسابع بالقاهرةالجديدة يعاني الأهالي من مأساة تكرار انقطاع المياه وفي المقابل يصبح مصدر حصولهم علي المياه من خلال عربات شركة مياه الشرب بالقاهرة توزع علي الأهالي مجانا ويقومون بملء احتياجاتهم.. مشهد عشوائي لا يمكن ان يتصوره أحد أن تتحول حياة قاطني المنطقة أشبه بالعشوائيات. الأهالي كشفوا عن ضيقهم من سوء المرافق الذي أدي إلي انقطاع المياه بشكل مستمر وهو ما حول حياتهم إلي جحيم فلك أن تتخيل أن تعيش بدون مياه؟ تقول سناء علي من سكان المنطقة انه مع تكرار انقطاع المياه بالمنطقة اصبح الحل في استقدام هذه العربات ليحصل كل منا علي حصته من المياه لتتحول حياتنا إلي جحيم وكأنها حياة بدائية متسائلة كيف يتم تجاهل المسئولين لأزمتنا بهذا الشكل رغم تعدد الشكاوي التي توجهنا بها للجهاز لحل الأزمة التي مازالت مستمرة ونعاني منها منذ ستة أشهر تقريبا دون جدوي. اما حسن محمود أحد الأهالي فيري أن الأزمة الحقيقية في تجاهل المسئولين وعدم اعطاء سبب واضح عن هذه الأزمة وهو ما جعل العديد من الأهالي يهجرون منازلهم ويتركونها لعدم قدرتهم علي العيش بالمنطقة مع تكرار انقطاع المياه. ويتابع قائلا لك ان تتخيل ان تعيش بدون مياه لمدة يوم واحد خاصة في ظل الجو الحارق ومع ارتفاع درجة الحرارة. وتوضح كاميليا أن عربات المياه تعمل علي حل أزمة ولكن المشكلة مازالت قائمة خاصة وأن العربات تأتي في أوقات محددة ويتصارع الاهالي علي العربات ليحصل كل منهم علي حصته ويتحول المشهد إلي منظر عشوائي وكأننا نقطن في العشوائيات. محمد طايع كان يقطن بالحي وبعد حدوث ازمة انقطاع المياه قرر الانتقال من مسكنه وعندما حاول اكثر من مرة ان يبيع الشقة لن يتمكن بالطبع من بيعها نتيجة ازمة المياه فشقة بلا مياه لا تساوي شيئا. ويقول صبري السيد انه تقدم بأكثر من شكوي لادارة المرافق ورئيس الحي ولم تتم معالجة الأمر كما انهم لم يتمكنوا حتي الان من التعرف علي سبب انقطاع المياه متسائلا اين دور شرطة المرافق في الاهتمام بمرافق المدن الجديدة ولماذا يستمرون في عقابنا بهذا الشكل؟ ويري ان المدن الجديدة مازالت تفتقد العديد من الخدمات ورغم ذلك يأمل الاهالي في تحسن خدماتها ولكن الحياة بدون مياه لا تساوي شيئا واصبحت معاناتهم كابوسا يتكرر كل يوم ولا يجدون من ينقذهم من معاناتهم موضحا ان فكرة الانتقال إلي مسكن اخر ليست سهلة لذلك لابد ان يستجيب لهم المسئولون بوضع حل عاجل لمعاناتهم. اما محمد غالي فلديه اربعة اولاد فيقول انه رغم صغر مساحة الشقة وبعدها عن مكان عمله ومدارس اولاده الا انه في ظل ازمة السكن تحملنا كل هذا لكن في ظل ازمة انقطاع المياه اصبحت الحياة لا تطاق وتحتاج إلي حل فوري وعاجل وليس بتوفير عربات المياه. ويقول طارق حسين انه اشتري الشقة منذ سبع سنوات ولن يتمكن من الانتقال لها نتيجة بعدها وبعد محاولات فشل بيعها قمت بتأجيرها ولكن لم يستكمل المستأجرون شهرا الا وتركوها نتيجة تكرار انقطاع المياه بالمنطقة لمدة ساعات طويلة من النهار. ويضيف ان المدن الجديدة هي السبيل الوحيد للخروج من التكدس السكاني في القاهرة الكبري ويهرب اليها المواطنون أملا في حياة هادئة ونظيفة بعيدا عن تلوث القاهرة وزحامها, ولكن ما يحلم به المواطن لا يتحقق فالمدن الجديدة تعاني من انقطاع المياه ومشاكل تجعل المواطنين تعزف عنها. ويقول حامد علي ان الفترة الأخيرة وخصوصا بعد الثورة قام بعض أصحاب الشقق بالدور الارضي في الشروع في تحويلها إلي محلات تجارية وهو ما ينذر بتحول الحي إلي منطقة عشوائية تجارية في غير الغرض المخصص لها وهي السكن, فعند تعاقدنا علي شراء هذه الشقق كانت للسكن فقط وليس للانشطة الإدارية والتجارية ولكن مع تكرار انقطاع المياه اصبحت لا تصلح للمعيشة موضحا ان مشكلة انقطاع المياه نتيجة تحويلها لملء حمامات السباحة في مناطق الجولف والشريفات ومناطق الإسكان العالي دون مراعاة لباقي سكان القاهرةالجديدة, وهو ما يجعل عددا كبيرا من الاهالي ينزحون إلي أماكن بعيدة للحصول علي المياه. ويطالب الاهالي بضرورة وضع حل عاجل وضروري لازمة انقطاع المياه لانقاذ الاهالي وأن يتمكنوا من ان يعيشوا حياة طبيعية خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي لا يمكن ان يتحملوا ان يعيشوا فيه بهذا الحال كما سيضطر العديد من الاهالي إلي هجرة السكن رغم ازمة الاسكان مطالبين بالاهتمام بمرافق المدن الجديدة لتشجيع المواطنين علي الخروج من المناطق المزدحمة والعيش بالمدن الجديدة واقامة المشروعات والتوسع في الخدمات بها.