فقد الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي ثلاث نقاط جديدة في دوري الأبطال الإفريقي بعد خسارته من الترجي التونسي صفر/1 سجله الكاميروني جوزيف نجانج في الدقيقة14 من الشوط الأول. وأضاع أسامة الدراجي ركلة جزاء في الدقيقة25 من الشوط الثاني في المباراة التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس السبت بتونس في الجولة الثانية لمباريات دوري المجموعات دور الثمانية وهي النقطة الخامسة التي يخسرها علي التوالي لتزداد مهمته صعوبة في حجز واحدة من بطاقتي التأهل لدور الأربعة في البطولة عقب فوز الوداد الكبير علي المولودية بعد تعادل الوداد مع الأهلي في القاهرة. قدم الأهلي مباراة سيئة المستوي في الشوط الأول متوسطة في الثاني والسبب في تباين الأداء عبر شوطي اللقاء البرتغالي مانويل جوزيه الذي إرتكب العديد من الأخطاء التي منحت الترجي فرصة السيطرة والتسجيل في الشوط الأول.. ولم يتطور أداء الأهلي إلا عندما تدارك المدير الفني العيوب الكبيرة في فريقه التي صنعها بيديه ولعب بثلاثة مهاجمين فسيطر وكاد يتعادل وأضاع أكثر من فرصة سهلة. قدم الأهلي في الشوط الأول أداء غاية في السوء للحد الذي لم يصل فيه لمرمي الترجي التونسي ولم يختبر من الأساس حارسه معز بوشريفية لا في كرات سهلة ولا أخري سهلة وبدا وكأنه ضيف شرف حتي الكرة التي كادت تشكل خطورة كبيرة عليه تدخل الحكم واحتسبها تسللا مبكرا ليقضي علي شبه الفرصة التي كادت تلوح للأهلي. والسبب الرئيسي للحالة السيئة التي بدا عليها الأهلي في الشوط الأول تتمثل في أسلوب اللعب العقيم الذي بدأ به البرتغالي مانويل جوزيه المباراة ومفاجأة التشكيل الأساسي الذي اعتمد عليه وإصراره علي اللعب بثمانية مدافعين ولم يكن لديه من المهاجمين إلا محمد ابو تريكه غير الجاهز فنيا وعماد متعب الذي مازال يجاهد للوصول فورمته الطبيعية بعد الغياب الطويل عن الملاعب بصرف النظر عن المباريات التي شارك فيها في الفترة الماضية ولكنه بعيد تماما عن لياقته الفنية والبدنية حتي تركيزه الذهني ليس في أفضل حالاته. وبدأ الأهلي المباراة بتشكيل مكون من: أحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمي.. وأمامه حسام غالي ليبرو.. ووائل جمعة وأحمد السيد وفي الجبهة اليمني أحمد فتحي وسيد معوض في الجانب الأيسر.. وفي وسط الملعب حسام عاشور وشهاب الدين أحمد ومحمد شوقي.. وعماد متعب ومحمد أبو تريكة في الهجوم. والتشكيل الذي بدأ به الاهلي لم يكن غاية في السوء وإنما افتقد أيضا للتجانس في ظل إصرار مانويل جوزيه علي الدفغ بعدد من اللاعبين لم يشاركوا في المباريات طوال الفترة الماضية بصفة أساسية مثل محمد شوقي وشهاب أحمد ومحمد أبو تريكة مما احدث حالة من الارتباك والعشوائية في أداء الاهلي الذي ظهر وكأنه فريق متواضع محدود الإمكانات والقدرات الفنية. وافتقد الأهلي في الشوط الأول لكل أسس اللعب القادرة علي البناء المثالي للهجمات أو لمنحه القدرة علي السيطرة بإيجابية وفعالية علي الكرة عند الاستحواذ عليها لدرجة ظهر فيها الأهلي مرتبكا والكرة معه في حيرة كبيرة مع كل تسلم لأي لاعب منه ثم الأكثر سوءا كان المركزية الشديدة للاعبين. ويكفي أنه طوال الشوط الأول كان الأهلي في حالة شلل تام ولم تكن له أوراق رابحة ولا مفاتيح لعب لديها القدرة علي نقل الكرة والاختراق أو بناء الهجمات.. ويكفي للتدليل علي حالة العشوائية أن أحمد فتحي وسيد معوض لم يخترقا علي الإطلاق ولم يقتربا من منطقة جزاء الترجي ليس لأنهما لعبا بحذر دفاعي ولكن لأن الربط بين جبهات الأهلي كان غير موجود من الأساس في فريق الأهلي خاصة في الثلث الهجومي حتي المرة الوحيدة التي اخترق فيها أحمد فتحي فشل في التسلم وخرجت الكرة لضربة مرمي. واستغل الترجي التونسي الحالة السيئة التي بدا عليها الأهلي وجاء أداء الفريق في أول ربع ساعة نموذجيا وجيدا لحد ما وظهرت خطوطه أكثر تماسكا وانسجاما وتنظيما خاصة في الثلث الهجومي بعدما اعتمد علي رأس حربة وحيد هو الكاميروني جوزيف نيجانج ومن خلفه الموهوب أسامة الدراجي ووجدي بوعزي تحت حماية كاملة من لاعبي الارتكاز مجدي تراوي وخالد العياري. ورغم التنظيم الجيد للترجي التونسي في عمق الملعب فإن الأطراف بدت حيوية لحد كبير في أول ربع ساعة سواء اليسري التي شغلها هاريسون أفول.. أو اليمني التي أدي فيها باقتدار سامح دربالي الذي أزعج سيد معوض كثيرا وتفوق عليه في فترات عديدة وكان عبئا ثقيلا عليه بسرعاته الكبيرة وأظهر بشكل عام شيخوخة دفاع الأهلي وضعف قدرات لاعبيه ووصولهم لسن اليأس. ولم تمض دقائق كثيرة في ظل سرعة وحيوية لاعبي الترجي حتي احتسب الحكم ضربة ركنية من الناحية اليمني نفذها باقتدار خليل شمام علي القائم الأول يهيئها أسامة الدراجي برأسه للكاميروني جوزيف نيانج المتمركز علي بعد خطوتين من خط المرمي ليسددها برأسه داخل المرمي مسجلا الهدف الأول الذي ارتكب فيه لاعبو الأهلي سلسلة من الأخطاء التي لا تغتفر بداية من الرقابة السيئة مرورا بالتغطية نهاية بعيوب الترحيل.. والأهم من كل ذلك أن أحمد عادل عبد المنعم بدا وكأنه مشاهدا لما يحدث أكثر منه حارس مرمي لفريق كبير. ومن حسن حظ الأهلي أن الهدف المبكر الذي سجله الترجي التونسي منح لاعبيه الكثير من الإطمئنان للنتيجة والهدوء في الأداء وسط غياب شبه تام للجماهير التي لم يوجد منها في المدرجات إلا خمسة آلاف فقط في ستاد يسع إلي60 ألف متفرج. ورغم العيوب العديدة في الأهلي فإن الترجي لعب بهدوء كبير ولم تكن طموحاته تتجاوز أكثر من حصد النقاط بالكامل بعيدا عن أي عرض جيد أو فوز تاريخي كبير يثير الرعب في قلوب منافسيه في المجموعة ولم تمنحه السيطرة بسهولة علي الكرة طموح هز شباك الأهلي مرة أخري واكتفوا بالاحتفاظ بالكرة في وسط الملعب والتمرير السهل في ظل الغياب التام لمحمد شوقي في وسط الملعب والارتباك غير المبرر لشهاب الدين أحمد الذي استحق تغييره في الدقيقة44 ليلعب بدلا منه محمد ناجي جدو وسوء التمركز لحسام عاشور.. لينتهي الشوط الأول1/ صفر للترجي. ويبدأ الشوط الثاني بسيطرة من الترجي وضغط كبير علي مرمي أحمد عادل عبد المنعم وتحتسب له ضربة ركنية ينفذها خليل شمام وينقذها أحمد عادل عبد المنعم.. ويحاول أن يرد الأهلي ويخترق سيد معوض من الناحية اليسري ويدخل منطقة الجزاء ويلعب عرضية يشتتها وليد الهيشري قلب دفاع الترجي. والغريب أن الأهلي اهتم بالكرات العالية الساقطة في منطقة الجزاء في الوقت الذي امتلك فيه الترجي قلبي دفاع يتميزان بإجادة الكرات العالية العرضية والعمودية العياري ووليد الهشري.. ونجحا في السيطرة عليها بصرف النظر عن قلتها وعددها المحدود.. وتأتي الدقيقة22 لتشهد أخطر الفرص للأهلي في المباراة عندما تلقي محمد ناجي جدو كرة طولية ينفرد بها ويسدد ترتطم بقدم حارس المرمي معز بن شريفية. وسريعا يرد الترجي التونسي بهجمة منظمة تصل فيها الكرة إلي أسامة الدراجي الذي يسيطر علي الكرة وينطلق وسط دفاعات الأهلي ويراوغ حسام غالي الذي لا يجد مفرا أمامه إلا عرقلته ليحتسبها الحكم ركلة جزاء وينذر المدافع ويسددها أسامة الدراجي ترتطم بالقائم الأيسر لأحمد عادل عبد المنعم. وتمنح ركلة الجزاء الضائعة الأهلي قليلا من الاصرار والحماس والرغبة في الهجوم مستغلا معنويات الترجي التي هبطت خوفا من ادراك الأهلي للتعادل ويخرج مانويل جوزيه محمد أبو تريكة وعماد متعب ويدفع بسيد حمدي ومحمد فضل في الدقيقة31 ليلعب بثلاثة مهاجمين مما زاد من خطورة الأهلي في الثلث الهجومي وأعاد التكافؤ للمباراة من جديد. ويضغط الأهلي ويحاول صناعة هجمات مؤثرة ويرتبك دفاع الترجي خاصة في الرقابة بعدما لعب الأهلي بثلاثة مهاجمين وكاد محمد ناجي جدو يهز الشباك في الدقيقة37 عندما أخطأ دفاع الترجي في تشتيت الكرة لتصل له علي بعد خطوات قليلة من المرمي يسددها بإهمال غريب ينقذها معز بن شريفية.. ويرسل سيد حمدي كرة عرضية رائعة من الناحية اليسري بعدما راوغ سامح الدربالي يسددها محمد شوقي سيئة يمسكها معز بن شريفية بسهولة.. لينتهي اللقاء1/ صفر ويرفع الترجي رصيده إلي أربع نقاط ويتجمد رصيد الأهلي عند نقطة واحدة ويصبح لا بديل له إلا الفوز علي مولودية الجزائري في مواجهتهما المقبلة ليستعيد آماله في المنافسة علي صدارة المجموعة التي يقتسمها الوداد المغربي بفوزه الكبير علي المولودية مع الترجي. بعد المباراة جوزيه: أهدرنا خمس فرص.. وأضعنا نقطة التعادل أبدي البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الاهلي رضاه التام عن أداء لاعبيه أمس امام الترجي الرياضي التونسي علي ملعب رادس في الجولة الثانية من دور الثمانية لدوري أبطال افريقيا رغم الهزيمة التي تلقاها الفريق الاحمر بهدف دون رد ليحتل المركز الثالث في المجموعة الثانية. وقال جوزيه: فعلنا كل شيء في الكرة إلا تسجيل الأهداف وكان من الممكن أن نخرج فائزين أو بنقطة التعادل علي الأقل بعد أن أهدرنا خمس فرص محققة والترجي استغل سوء أداء الأهلي في الدقائق العشر الأولي وتمكن من خطف هدف الفوز من الفرصة الوحيدة التي أتيحت له. واستطرد قائلا: الهدف التونسي جاء من لعبة يجيد الترجي تنفيذها وحذرت منها مرارا وكان من السهل التسجيل ولكن هكذا كرة القدم والخسارة لن تنال من تقديري للاعبي الأهلي. وعن التغييرات التي أجراها خلال اللقاء أكد أن الهدف من خروج شهاب الدين أحمد وعماد متعب ومحمد أبوتريكة ونزول جدو والسيد حمدي ومحمد فضل لاعادة الاتزان للأداء. وأشار إلي أن مباراة الترجي لابد من نسيانها والتفكير في كيفية تحقيق الفوز علي مولودية الجزائر والأمل مازال قائما بقوة في تأهل الأهلي لنصف النهائي رغم صعوبة المجموعة. وفي المقابل ظهرت علامات الارتياح علي وجه نبيل معلول المدير الفني للترجي وقال انه حقق فوزا غاليا علي فريق قوي ومن أقوي المرشحين لاحراز اللقب رغم الظروف الصعبة التي مر بها الترجي قبل المباراة والتي تمثلت في غياب7 لاعبين يمثلون عصب الفريق حدث في رادس * جمهور الأهلي أطلق الصواريخ والشماريخ والألعاب النارية بشكل هيستري لدرجة أن الأدخنة الكثيفة حجبت الرؤية في ستاد رادس وقام مراقب المباراة السوداني بتصوير المشهد ليكون دليلا عند توقيع عقوبة جديدة علي الأهلي. * الجمهور التونسي لم يطلق الشماريخ بنفس الكثافة. * مشادة بين الأمن التونسي, وأحد جمهور الأهلي انتهت بسلام. * تم تسليم درع الدوري التونسي لفريق الترجي علي هامش اللقاء, واحتفل اللاعبون مع جمهورهم الغفير بالدرع. * المباراة شهدت أجواء مثالية بين جمهور الفريقين. * هطول الأمطار قبل المباراة بساعتين أثر علي أرضية الملعب بالسلب.