الجنيبي: مصر كانت لها مكانة خاصة في قلب مؤسس الإمارات سلامة: احتفالية الأهرام تعبر عن وفاء الشعب المصري للقائد العروبي افتتح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام, نقيب الصحفيين, عبد المحسن سلامة, احتفالية زايد في قلوب المصريين, بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء, وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية, ووزير الخارجية سامح شكري, ولفيف من الوزراء والسفراء بمناسبة مرور مائة عام علي ميلاد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدم سلامة بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة; علي رعايتهما الكريمة لهذه الاحتفالية بما يعبر عن عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين, وتقديرا وعرفانا للشيخ زايد الذي بادله المصريون الحب والمودة. وفي كلمته, نقل الدكتور مصطفي مدبولي, رئيس مجلس الوزراء, تحيات الرئيس السيسي لهذه الاحتفالية, مضيفا أنه من حسن الطالع أن تأتي هذه الأمسية بينما لا يفصلنا إلا أسبوع عن العيد الوطني السابع والأربعين للإمارات العربية المتحدة, قائلا: لا يسعني في هاتين المناسبتين إلا أن أتمني أن ينعم الله عليها بمزيد من الرفعة والتقدم والازدهار. وأكد أن القادة الذين يصنعون فارقا في حياة شعوبهم لا يرحلون, فزايد لا يزال حيا, إذ حقق اتحاد الدولة وبني أول فيدرالية عربية, واستوعب قيمة العلم والتخطيط وغرس بذور العمل بلا حدود ليشار لدولته بالبنان, وأيقن أهمية الجوار والأمن الإقليمي فساهم في إنشاء مجلس التعاون الخليجي واستضاف أول قمة له, وساند جميع القضايا العربية العادلة. من جهته قال سامح شكري وزير الخارجية: إن ما نلمسه من التعاون والتنسيق المشترك بين الدولتين إنما هو ترجمة لإيمان الدولتين بوحدة المصير, معبرا عن تقديره لتطابق الرؤي بين البلدين الشقيقين, الذي أدي لازدهار علاقات البلدين لتصبح نموذجا للتعاون والشراكة, مشيرا إلي أنه كان للتنسيق والرغبة الصادقة في العمل المشترك أثر في استعادة الاستقرار والاستعداد للتعاون المنزه عن أي غرض. وتابع: إن علينا جميعا واجبا; أن نحيي ذكري الشيخ زايد بن سلطان, تجديدا للالتزام بالقيم التي أرساها, وهو أمر تحرص عليه القيادة السياسية المصرية حرصا بالغا. وقال المهندس جمعة مبارك الجنيبي, سفير دولة الإمارات بالقاهرة: إن بلاده أعلنت عام2018 بوصفه عام زايد, ليبقي هذا الزعيم خالدا كونه صاحب سجل حافل غير وجه الإمارات, مشددا علي أن زايد كان مدرسة سياسية متفردة لعمل قادر علي مواجهة التحديات وتحويلها إلي فرص. وأكد أن عام مولد زايد شهد أيضا مولد زعماء عظماء منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات ونيلسون مانديلا, وهم جميعا غيروا وأثروا في العالم. وتابع: نشأ زايد في بيئة عربية صحراوية جعلته محبا للكرم والصدق في التعامل, وعرفت عنه شجاعته وحكمته واهتمامه بالزراعة والبناء والبيئة, وكان مثالا للمسلم الصادق. وأشار إلي أن كل هذه المكارم جعلته يتمتع بتقدير ومحبة, فأصبح جامعا لأفئدة الناس ومحبتهم, وسطر التاريخ صفحات من إنجازاته علي مدار66 عاما, منذ تعيينه ممثلا لإمارة العين, وانتهاء بانتخابه رئيسا للبلاد عام1971, ونجح علي مدار تلك السنوات في توحيد أبناء القبائل ومنحهم قوة دافعة للمستقبل, بفضل سياسته الحكيمة والمتوازنة, ووهب نفسه لخدمة وطنه ونجح في بناء الإنسان وقاد مسيرة البناء منذ الصفر, فأنشأ العديد من مشروعات البنية التحتية التي حققت استقرارا للمواطنين, وكان يحرص علي القيم الإسلامية والعربية الأصيلة والانتماء لتراب الوطن وتراثه وتاريخه. وعن علاقة زايد بمصر قال: إنها كانت لها في قلبه مكانة خاصة, وأحب مصر فأحبه المصريون, ودلت علي ذلك مقولته نهضة مصر نهضة للعرب كلهم, وتحقيق العزة للعرب كلهم, فهي القلب إذا توقف لن تكتب للعرب حياة, فمثلما أيدت مصر قيام الاتحاد, كانت الإمارات مساندة لمصر في حرب أكتوبر المجيدة. وأكد مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام أنه لا يظن أن حاكما عربيا تميز بالفراسة والحكمة وبعد النظر والمعرفة الدقيقة بأقدار الأمم والشعوب مثل الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الحديثة الذي أنجز عملا أسطوريا فذا, ووحدها في كيان وأنشأ علي أنقاض الانقسام وطنا فريدا في علاقته بمواطنيه, يقوم علي حقوق المواطنة دون تمييز في العرق أو الدين, وطنا منفتحا يقبل الآخر ويعترف بحقوقه, ويؤمن بأن الله خلق شعوب الأرض من طينة واحدة وجعل اختلافها قوة. وأضاف أن الشيخ زايد هو أكثر من أغدق علي شعبه, وبني فوق الفيافي والقفار حدائق غناء ليتمتع فيها الجميع دون تمييز بالأمن والسلام والاستقرار, مشددا علي أن الخليج شهد وقتها هذا التسابق علي إعمار الأرض, ولم ينفق زايد أيا من أموال بلاده علي الحروب والشرور والمنازعات, لكن حب الخير دفعه إلي أن يمد يد العون لكل دولة عربية شقيقة فأقام المدارس والمعاهد والمستشفيات, وبني مدنا وأحياء تحمل اسمه ليصبح أيقونة العرب, الجميع يحبونه دون أن يختلف عليه عربي واحد, وكان عروبيا قوميا ينتصر لكل قضايا العرب وأولاها القضية الفلسطينية, وكل مشروعات التنمية العربية, وحكايته مع مصر حكاية عطرة تعكس الحب والتقدير وتمتلئ بالشهامة والوفاء, لذلك سكن قلوب كل المصريين. وأشار إلي أن زايد ساند مصر بكل قوة في حرب1973, وأعانها علي إزالة آثار الهزيمة عام1967, وشارك مع الملك فيصل في استخدام سلاح البترول لصالح مصر, وكان لديه إيمان عميق بمصر والمصريين. وقال الكاتب الصحفي كرم جبر, رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: إن المشروعات التي تحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مصر حفرت اسمه في قلوب المصريين, وهو الذي كان محبا للتعمير, فشيد عددا من القري والمدن. ونوه بموقف الراحل العظيم في رفض فرض العزلة العربية علي مصر, متذكرا مقولته: لم نعزل مصر ولكننا عزلنا أنفسنا. وأكد أنه طيلة عقود طويلة لم تحدث أي إساءة لأي مصري يعمل في الإمارات, بل إن شعبها ظل متواضعا يعطي كل ذي حق حقه. وأضاف أن الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات لا يختلف عن والده, فقد استكمل مسيرة العطاء, ولم يتحدث عن مصر إلا بعبارات المديح والثناء. واستحضر جبر زيارة الشيخ زايد بن سلطان لجبهة القتال قبل حرب أكتوبر بعام, وقوله حينذاك: إن مصر ليست وحدها. وأيضا حضوره إلي مصر حاملا الدعم والتأييد والمساندة لها عام1977 حين أرادت الوصول إلي سلام شامل وعادل, فضلا عن دوره في عودة مصر للعرب والعرب إليها. ونوه بامتداد تلك الروابط وقوتها في زمننا الحالي, إذ قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة دولة الإمارات ست مرات منذ توليه قيادة مصر, وما تربطه بقياداتها من علاقات وطيدة. وقال عبد المحسن سلامة: إن عام2018 يشهد مئوية مولد ثلاثة من أعظم زعماء العرب وهم: الزعيم جمال عبد الناصر في يناير عام1918, والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مايو من العام ذاته, وكذلك الرئيس أنور السادات في ديسمبر من العام نفسه, لتجمع خيوط كثيرة بينهم ليس فقط كونهم ولدوا في العام نفسه, لكنهم اشتركوا في صفات النبوغ وبعد النظر وسعة الأفق وامتداد تأثيرهم إلي العالم أجمع. وأضاف قائلا: إن الرئيس جمال عبد الناصر دعم اتحاد إمارتي أبوظبي ودبي في الستينيات, كما كان الرئيس السادات أكبر داعم لاتحاد الإمارات عام1971, ليمتد الترابط بين الشعبين في إطار من الثقة والتضامن. وأشار إلي أن الشيخ زايد كان عروبيا حتي النخاع, وأسس أول اتحاد فيدرالي عربي حقيقي, وكان متأكدا أن قوة العرب تكمن في قوة مصر, وهو صاحب المقولة الشهيرة النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي, ورفض خفض تصدير النفط العربي بقيمة5% فقط خلال حرب أكتوبر عام1973, ليعلن قطع تصدير البترول كاملا عن أي دولة تساند إسرائيل لتنضم له في هذا القرار المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية المصدرة للنفط. وأكد أن هذه المؤسسة العريقة أقامت هذه الاحتفالية تعبيرا عن وفاء الشعب المصري لهذا القائد الحكيم في كل مواقفه, فهي التي أسست لعلاقة نموذجية بين الدولتين, كما جاءت هذه الاحتفالية في ظل العلاقة الوطيدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, والشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأعقب كلمة رئيس مجلس إدارة الأهرام عرض الفيلم التسجيلي زايد في قلوب المصريين. حضر الاحتفالية كل من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والمستشار عمر مروان وزير الشئون النيابية والقانونية, والدكتور مصطفي الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية, والمهندس هشام عرفات وزير النقل, والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن, والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي, والعديد من الشخصيات العامة والصحفيين.