طالب المجلس القومي لحقوق الإنسان السلطات المختصة بفتح تحقيق قضائي فوري وعلني لمعرفة المسئول عن أحداث العنف بالعباسية وما سبقها من أحداث مشابهة في القاهرة والإسكندرية والسويس, وتحديد هوية المتورطين بها ومساءلتهم قانونيا. وقال في بيان له أمس إن أحداث العباسية وما أحاط بها من اعتداءات منظمة علي أمن وسلامة متظاهرين مسالمين, وما تلاها من اعتقال بعض المتظاهرين من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية, وبغض النظر عن التقييم السياسي لمسيرة السبت وأهدافها, إنما يؤكد ضرورة التزام السلطات المصرية بضمان حق المواطنين في التظاهر والاحتجاج والاعتصام والتعبير الجماعي عن الرأي مادام كل هذا اتصف بالطابع السلمي. وشدد المجلس علي رفضه الكامل لخطاب التحريض والتخوين بحق فصائل وحركات وطنية مصرية دون أدلة واضحة تعلن علي الرأي العام المصري بشفافية كاملة, ويهيب بالجهات الرسمية وغير الرسمية الامتناع عن العودة إلي قاموس التخوين المقيت, والالتزام بإدارة الاختلاف السياسي والخلاف في الرأي دون انتقاص من وطنية أحد. وذكر المجلس في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها برئاسة محسن عوض عضو المجلس ورئيس مكتب الشكاوي وعدد من الباحثين القانونيين لمعاينة موقع الأحداث في ميداني العباسية والتحرير, والاستماع إلي شهود العيان أن مسيرة من شباب6 أبريل وبعض مؤازريهم من ميدان التحرير انطلقت باتجاه مقر وزارة الدفاع عصر يوم22 يوليو2011 بهدف إبلاغ مطالبها للمجلس العسكري, وقد اتسمت المسيرة بالطابع السلمي, ولم تشهد أي اختلالات أمنية, حيث أغلقت قوات الجيش والأمن المركزي منافذ المرور إلي مقر وزارة الدفاع, وتلقت البعثة شهادات مؤيدة بالصور, ومقاطع الفيديو علي وجود حالة تربص للمتظاهرين من جانب تجمعات مدنية تجمعت في ميدان العباسية قبل وصول المتظاهرين. وذكر شهود العيان للجنة أن بداية الاعتداء صدرت عن عناصر اعتلت أسطح عمارتين سكنيتين تطلان علي ميدان العباسية, واستخدمت الحجارة, وقطعا خشبية, ومخلفات مبان, وواكبها اندفاع عناصر مدنية لمهاجمة المحتجين, وفوجئ المشاركون في المسيرة بهجمات منسقة من جانب عناصر وصفت تارة بأنها لجان شعبية وأخري بأهالي حي العباسية شملت إلقاء الحجارة, واستخدام السيوف وغيرها من الأسلحة البيضاء, وزجاجات المولوتوف, وسلاح ناري يستخدم في طلقات الإشارة, مما أسفر عن إصابة مئات من المتظاهرين وأهالي الحي وأفراد من الشرطة, تم إسعاف معظمهم في سيارات الإسعاف التي دفعت بها وزارة الصحة لموقع الأحداث ومستشفيي الدمرداش وعين شمس التخصصي القريبين, وانصرفوا عدا18 حالة حرجة احتجزت في المستشفيات, ورد المتظاهرون القادمون من ميدان التحرير باستخدام الحجارة التي ألقيت عليهم, وقد طال بعضها رجال الأمن المركزي, وسيارات الجيش, فاستخدمت القوات المرابطة طلقات تحذيرية, وعددا من القنابل المسيلة للدموع.