قال الإمام الأكبر الدكتور, أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن حضور الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب حفل تكريم أوائل الثانوية الأزهرية, يمثل تهنئة الشعب المصري بأكمله, وعلي رأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمتفوقين والمتفوقات من أبناء هذه المؤسسة العريقة التي تتسابق علي التعاون معها كبريات جامعات الغرب والشرق. وأشار الطيب خلال كلمته بحفل التكريم إلي أن الطالب الأزهري في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية يدرس كل المواد التي يدرسها الطالب في مدارس التربية والتعليم, مادة مادة, وكتابا كتابا, ثم يتحمل الطالب الأزهري عبئا استثنائيا أثقل وربما أعمق دراسة, وهي المواد الأزهرية في المرحلتين: الإعدادية والثانوية, بقسميها: العلمي والأدبي. وقال إن هؤلاء الطلاب والطالبات الذين يجلسون أمامكم هم نوع استثنائي متميز: ثقافة وعلما ومعرفة, وسعة اطلاع علي علوم اللغة والأدب وعلوم النقل والعقل معا, مضيفا: ولأنني درست هذين المنهجين, حيث كنت طالبا بالقسم الثانوي, وأدرك حجم المعاناة التي يلقاها الطالب الأزهري في التعليم ما قبل الجامعي. ولفت الطيب إلي أن طبيعة منهج الأزهر التعليمي أنه منهج يحرص علي دراسة الإسلام دراسة مجردة خالصة لله وللعلم والحق, وليست دراسة موجهة بأجندات أو سياسات أو أموال موظفة لخدمة أغراض ومصالح ليست من العلم لا في قليل ولا كثير.. ثم هو منهج يعتمد علي ثقافة الحوار, وقبول الرأي والرأي الآخر, بل الآراء الأخري, دون تكفير ولا تفسيق ولا تبديع, ما دام لهذا المذهب أو ذاك سند من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس, وهذا المنهج التربوي الحواري يرسخ في ذهن الطالب الأزهري منذ طفولته مبدأ شرعية الاختلاف منذ اليوم الأول في دراسته بالصف الأول الإعدادي, وحتي آخر يوم من دروس الصف الثالث الثانوي. من جانبه, قال الدكتور علي عبد العال, رئيس مجلس النواب: إن عالمنا المعاصر يشهد سباقا محموما نحو امتلاك زمام العلم والمعرفة, وقد أصبحت قوة أي دولة تقاس بما يسطره علماؤها من أبحاث وما يسجلونه من براءات اختراع, وما تنتجه مصانعها من تكنولوجيا متطورة, وهو ما يجعل سعي مصر الحبيبة نحو تطوير منظومة التعليم وتأهيل طلابنا وفقا لأحدث الأساليب العالمية, من الأمور بالغة الأهمية. وذكر أن الرئيس أدرك أهمية العلم والعلماء, فعمل علي التوجيه بتطوير مناهج التعليم وإعداد المعلم والنهوض بالبحث العلمي وسن التشريعات التي تيسر ذلك وتحظي بدعم وأولوية مطلقة لدي كل مؤسسات الدولة. وأضاف رئيس مجلس النواب, أن الأزهر الشريف شهد في السنوات الأخيرة سعيا حثيثا, ومقدرا, نحو التجديد والتطوير, كما وقف علماؤه وأبناؤه في الصفوف الأولي لمواجهة دعوات التطرف والإرهاب, التي أراد البعض إلصاقها بديننا الحنيف, لكن رجال الأزهر كانوا لهم بالمرصاد, مفندين أفكارهم المغلوطة وشبهاتهم الباطلة, ومدافعين ببسالة ووعي عن وحدة النسيج الوطني لشعب الكنانة. ومن جهته, قال الشيخ صالح عباس, رئيس قطاع المعاهد الأزهرية, والقائم بأعمال وكيل الأزهر, إن فضيلة الإمام الأكبر يعتز بمنهجه الأزهري عقيدة وشريعة وأخلاقا ويسعي للنهوض بالتعليم الأزهري, ولذلك جاء قرار فضيلته بتطبيق النظام التعليمي الجديد في معاهدنا والاستفادة من الجهود الإصلاحية التي تبذلها الدولة لتطوير التعليم.