شهدت الدورة34 لمهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط دورة نادية لطفي.. مشاركة السينما المغربية كضيف شرف, في مسابقات الدورة بعدد من الأفلام حيث حصدت العديد من الجوائز مع ختام المهرجان, فنال فيلم كيليكيس.. دوار البوم للمخرج عز العرب العلوي بجائزة القدس الكبري لأفضل إنجاز فني مع إشادة خاصة بالديكور في مسابقة البحر المتوسط, ونال فيلم ولولة الروح للمخرج عبد الإله الجوهري جائزة أحسن سيناريو, وفازت الممثلة القديرة سعيدة باعدي بجائزة أحسن ممثلة مناصفة مع السورية سوزان نجم الدين, بينما حاز فيلم صمت الفراشات للمخرج حمدي باسكيط جائزة الإخراج للعمل الأول في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي.. جائزة الإخراج كعمل أول التقينا عددا من الفنانين المغاربة وسألناهم عن أعمالهم الفائزة ومشاركتها في مهرجان الإسكندرية.. يقول المخرج والمنتج حميد باسكيط الفائز بجائزة الإخراج كأفضل عمل أول أنه سعيد بزيارته الأولي لمدينة الإسكندرية رغم زياراته المتعددة لمصر, وان تكون تلك الزيارة للمشاركة في فعاليات مهرجان الإسكندرية لهو فرصة عظيمة ورائعة للتلاقي مع صناع السينما العربية والأجنبية لتبادل الخبرات والآراء حول مفهوم السينما ومدي تأثيرها بالمعطيات الجديدة علي مستوي التكنيك كله, وأيضا في ضوء المتغير الحادث في ثقافة المشاهد. وعن فيلمه الأول الروائي الطويل صمت الفراشات يقول باسكيط: انه يمثل دراما سيكولوجية حيث يتطرق لموضوع العنف ضد المرأة والبيدوفيليا, وأن تلك الظاهرة هي جزء من العنف ضد المرأة والأبناء, وضد المجتمع بصفة عامة, وأن الفيلم يعالج هذين الموضوعين, من خلال أحداث متوالية, تتحكم في مسارها جريمة قتل امرأة, وأطوار البحث عن القاتل. وأشار باسكيط إلي أن الأسلوب الفني والرؤية السينمائية داخل فيلمه لا ترتكز علي الجريمة بشكل أساسي, بل إن الجريمة هي فقط وسيلة لجذب المشاهد, موضحا أن الشخصيات ستعيش حالات نفسية متقلبة, بسبب الجريمة الصادمة. وعن سر تسمية الفيلم قال إنه تعبير غير مباشر حيث تتوازي الخطوط الدرامية لكل شخصية بهدوء حتي تتعري ملامحها مع اقتراب النهايات. واخبرا أعرب عن سعادته بأن جائزته الأولي كمخرج سينمائي كانت من مهرجان الإسكندرية وهو المهرجان العريق عربيا وإفريقيا وشرق أوسطيا وله تأثير كبير علي حركة الإبداع السينمائي العربي والمتوسطي. جائزة أحسن ممثلة في الوقت نفسه أعربت الفنانة سعيدة باعدي عن سعادتها بجائزة أحسن ممثلة عن فيلمي ولولة الروح للمخرج عبد الإله الجوهري وصمت الفراشات لزوجها المخرج حميد باسكيط, وقالت إن الجائزة هنا في الإسكندرية لها مذاقها الخاص والرفيع, وإنها طالما كانت تتوق لزيارة الإسكندرية ومهرجانها السينمائي وهاهي نالت الجائزة في أول إطلالة لها في فعالياته. وقالت إنها كانت محظوظة للغاية للمشاركة بفيلمين دفعة واحدة حيث أظهرت تباينا واضحا في الشخصيتين التي قدمتهما, إنها شخصت معاناة المرأة العربية في الفراشات مع صور العنف المختلفة في إدانة واضحة للسلوكيات المشينة والخادشة بالقيم الاجتماعية, وأضافت أنها في الفيلم الأخر قدمت شخصية الشيخة زهرة وهي التي تحترف فن العيطة وهو الفن التراثي المهم في المغرب خاصة في مراحل تاريخية مهمة وحاولت جاهدة تقديم صورة واقعية للشخصية. وقالت إنها سعيدة بتعرف الجمهور السكندري والعربي بالسينما المغربية من خلال العديد من الأفلام التي مثلت توجهات مختلفة فكريا وتكنيكيا. جائزة أحسن سيناريو كما فاز الكاتب المغربي عثمان أشقرة بجائزة محفوظ عبد الرحمن لأفضل سيناريو في دورة نادية لطفي للمخرج عبد الإله الجوهري الذي قال إن فيلمه يحتفي بفن العيطة, ويحاول رد الاعتبار لمرحلة تاريخية مر بها المغرب المعاصر وللسينما الوطنية. وأوضح الجوهري علي هامش المهرجان, أن هذه السينما التي تبحث في التراث أضحت لها إمكاناتها, ويمكنها تجاوز الاشتغال علي ما هو تقني إلي ما هو فكري ومضموني بالأساس. ويتناول الفيلم قصة إدريس, طالب الفلسفة السابق, الذي التحق بسلك الشرطة في مطالع السبعينيات وعين بمدينة خريبكة حيث تعرف علي الشيخ الروحاني والفنانة الشعبية الزوهرة ليكتشف معهما فن العيطة ومعاني الحكمة والوفاء للمبادئ. وأضاف الجوهري أن السينما تستطيع أن تقدم توثيقا حقيقيا ومهما ومؤثرا عن تراثنا العربي الذي يجب أن نفتخر ونحتفي به وهو مايقدم هويتنا الحقيقية للعالم كله. جائزة القدس لأفضل انجاز فني وفاز فيلم كيليكيس.. دوار البوم للمخرج عز العرب العلوي بجائزة القدس الكبري لأفضل إنجاز فني, كما حصل علي تنويه خاص لأفضل ديكور, في الدورة ال34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط, وتدور أحداثه في دوار البوم تلك القرية الواقعة بين جبال الأطلس الكبير وهو تجمع سكني لعائلات وحراس معتقل سري ظل وجوده خارج التاريخ لمدة طويلة حتي بداية التسعينيات من القرن الماضي, إلا أنه في حقيقة الأمر ما هو إلا سجن كبير يحتجز الجميع حراسا ومعتقلين. وعز العرب العلوي هو مخرج سينارست وأستاذ جامعي حاصل علي شهادة الدكتوراه في مجال المحتوي السينمائي السمعي البصري. يقول عز العرب إنه سعيد بتلك الحفاوة التي تم استقبال فيلمه بها في المهرجان مع إشادة كبيرة من النقاد والصحفيين والجمهور الذي كان حاضرا, وان الجميع ركزوا علي البعد الجمالي والإنساني للفيلم ولم تكن الأيديولوجيا مطية للمرور لأشياء أخري بل كان المرور عبر الملامح الفنية وكيف تمكن الفيلم بشحنته الإنسانية أن يصل إلي الآخر وكيف كان منهجه الإخراجي وأسلوبه السينمائي وأن تلك المناقشات حول فيلمه هي ما جعلته سعيدا ويوثق أن هناك خطوات مهمة ومؤثرة استطاع أن يجتازها عبر هذا المهرجان الكبير والعريق, ويكلل هذا كله بالجائزة التي نالها في الإسكندرية صاحبة الصفحات التاريخية الناصعة والمضيئة في عالم التنوير والثقافة.